تعقد دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الدورة الخامسة من القمة الثقافية هذا العام تحت شعار «الثقافة أسلوب حياة»، في منارة السعديات خلال الفترة من 16 إلى 18 مايو/ أيار الجاري؛ وذلك لاستكشاف الحلول الثقافية الإبداعية لأبرز القضايا العالمية في عالم ما بعد الجائحة.
تناقش القمة، من خلال محاورها وتحت شعار «الثقافة أسلوب حياة»، التحديات المعاصرة التي تقود المتغيرات في مجال الصناعات الإبداعية والثقافية، والقطاعات الثقافية الأوسع في عالم اليوم، فقد تأثر الإنتاج الثقافي وقطاع النشر بالوباء العالمي، وتحولت العلاقة بالثقافة إلى جزء حيوي وديناميكي في الحياة اليومية، وظهرت أنظمة ثقافية جديدة تتميز بمزيد من المرونة والتعاون ومشاركة الموارد، لدعم واستدامة الصناعات الإبداعية والثقافية؛ حيث يوفر المشهد الإعلامي العالمي المتطور تحديات وفرصاً للمحافظة على تنوع آليات التعبير الثقافي وتعزيزها.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس الدائرة: «لقد أدرك قادة الثقافة حول العالم أنّ فترة ما بعد الجائحة التي عاشها العالم كانت صعبة وغير مسبوقة العام الماضي. واليوم، ونظراً لاكتساب عملية التعافي زخماً كبيراً، فإننا نواصل جهودنا في تشكيل وتعزيز قطاع الثقافة، ليس فقط على المستوى الإقليمي، ولكن على المستوى العالمي أيضاً، بالتعاون مع شركائنا العالميين من خلال الجلسات النقاشية والحوارات. وتُعد القمة الثقافية الحدث الأبرز الذي سيجمع مجدداً العقول اللامعة والمبدعة من أنحاء العالم لاستكشاف قوة التلاقي والوحدة في النهوض بالمجتمعات؛ وذلك من منطلق إيماننا بمدى تأثير الثقافة في الانتعاش الاقتصادي؛ لذلك نسعى للتركيز على النتائج والإجراءات وابتكار حلول ثقافية فاعلة للتحديات العالمية الراهنة».
وفي كل يوم من أيام القمة الثلاثة ستتم دراسة هذه الموضوعات من جوانب متعددة؛ حيث تركز القمة على إيجاد الحلول المناسبة للتحديات والفرص التي تواجه الصناعات الثقافية والإبداعية وقطاع الثقافة عموماً، في عالم تغيرت معالمه بعد جائحة كوفيد-19.
ضمن محور «النظم الثقافية الحية» تناقش القمة، ومن منظور القطاعات، المشهد بعد التداعيات الحادة لجائحة كوفيد-19 على قطاع الثقافة؛ حيث بذلت الكثير من الجهود، لتطوير منظومات ثقافية وإبداعية حية لتكون أكثر مرونة وقابلية للتكيف واستجابة للتغييرات.
أمّا ضمن محور «الحياة الثقافية» من منظور المجتمعات، فتتطرق القمة إلى تحول قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية إلى الابتكار لمواجهة الاضطرابات الكبيرة التي تسببت بها الجائحة، وكان من أكثر هذه الابتكارات الزيادة الهائلة في إنتاج ونشر المحتوى الرقمي.
وتتناول القمة مفاهيم «الثقافة والتنوع والقوة» ضمن محور خاص؛ حيث تشكّل الصناعات الثقافية والإبداعية والموارد الثقافية الأوسع -المادية منها والمعنوية – محركات قوية لبناء الهوية والاندماج في بيئة عالمية متنوعة واقعية ورقمية على حد سواء.
يتضمن جدول أعمال القمة مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية والمحاضرات والعروض التقديمية والمباحثات، والتي تكرّس القمة من خلالها خبرات صنّاع القرار والباحثين والفنانين والمفكرين لدراسة القضايا المعاصرة المُلحة؛ بما في ذلك تأثيرات الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي، والنظم الإبداعية والممارسات المحلية، والتمثيل، وطبوغرافيا الأماكن العامة، وغيرها.
تنظم دائرة الثقافة والسياحة، القمة الثقافية بالتعاون مع شركاء عالميين في مجالات تتنوع بين الثقافة والفنون إلى الإعلام والتكنولوجيا مروراً بالاقتصاد، وتتضمن هذه الشراكات مؤسسات مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، إيكونومست إمباكت، غوغل، متحف التصميم في لندن، متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم. ومن شركاء الفعالية الآخرين إيمج نيشن أبوظبي، لجنة أبوظبي للأفلام، ساندستورم كوميكس، المجمّع الثقافي، متحف اللوفر أبوظبي، بيركلي أبوظبي، الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، والمورد الثقافي.
الخليج