حظي “صندوق أبوظبي للتنمية” منذ تأسيسه في عام 1971 باهتمام خاص من قبل المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” الذي حمل رسالة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ولم يدخر جهدا من أجل تحقيق نهضة وتقدم دولة الإمارات و قدم للعالم نموذجا فريدا في العطاء والتسامح والإنسانية وكان لتوجيهاته طيب الله ثراه ودعمه أبرز الأثر في نجاح الصندوق وتحقيق أهدافه وتطلعاته في التنمية المستدامة للدول النامية.

وقال سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية لـ وكالة أنباء الإمارات “وام” إن دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع فقد برحيل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” قائدا فذا، ورجلا حكيما، كرس حياته لبناء الدولة وخدمة الإنسانية، ومواصلة مسيرة النهضة التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” حتى أصبحت دولة الإمارات نموذجا رائدا في تحقيق التنمية المستدامة محليا وعالميا، وسيظل أثره الطيب ومبادئه السامية في حب الخير والعطاء والتسامح نبراسا يحتذي لأجيال المستقبل.”

وأضاف أن ما قدمه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” لصالح العمل الانمائي والإنساني أبهر العالم كله وجعل اسم الإمارات محفورا في قلوب وعقول الشعوب التي استفادت من تلك المشاريع الإنمائية”.

وأكد سعادته أهمية دور دولة الإمارات وقيادتها في مساعدة دول وشعوب العالم على تجاوز التحديات التي تواجهها و كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة كوفيد -19 و شكلت المساعدات التي قدمتها الدولة 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة إذ بلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية والإمدادات 2,154 طنا تم توجيهها إلى 135 دولة حول العالم.
ومنذ ترؤس المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية قاد مسيرة التنمية الشاملة بهمة عالية واقتدار، وإيمانا منه رحمه الله بأهمية الوقوف إلى جانب شعبه وكافة شعوب العالم، كرس حياته في استكمال نهضة الوطن، وتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية محليا وعالميا.

وتسجل صفحات التاريخ بحروف من ذهب الجهود الريادية للمغفور له فبحكمته البالغة وإرادته القوية وعزيمته التي لم تلين، ساهم المغفور له في أن يكون صندوق أبوظبي للتنمية نموذجا عالميا متفردا في مجال العمل الإنمائي وكانت لتلك الجهود و المساعي النبيلة الأثر البالغ في تحقيق الصندوق اليوم قفزات نوعية وانجازات استثنائية غير مسبوقة على مختلف الأصعدة.

كما كان لتمويلات الصندوق وأنشطته التنموية والاستثمارية دور مباشر في النهوض باقتصادات الدول النامية، إذ مول الصندوق العديد من المشاريع الاستراتيجية التي ساهمت في نهضة “103” دول شملت مختلف قارات العالم، وتضاعف حجم تمويلاته واستثماراته لتصل إلى أكثر من “150” مليار درهم .. كما عززت من إمكانية وصول خدمات الرعاية الصحية والتعليمية ومشاريع البنية التحتية، مثل شبكات الطرق والمواصلات والمياه، وتشييد المطارات والمشاريع الإسكانية، وغيرها من المشاريع الحيوية في تحسين جودة حياة الشعوب.

لقد حرص المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان” رحمه الله ” على انتهاج سياسة خارجية نشطة، تدعم مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو بارز وفعال على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث عمل على تعزيز عمق العلاقات مع مختلف دول العالم، وتضافرت جهوده في تنفيذ السياسة الحكيمة لدولة الإمارات في المساعدات الإنمائية الخارجية، التي تدعم النمو الاقتصادي لحكومات الدول النامية ومساندتها على تحقيق خططها الإنمائية وأهداف التنمية المستدامة الخاصة بها، فتكللت مساعيه الطيبة بتحقيق نقلة نوعية لنهضة مجتمعات تلك الدول وتحسين ظروفها المعيشية.

كما ساهمت جهود صندوق أبوظبي للتنمية في تصدر دولة الإمارات المراكز الأولى لسنوات متتالية كأكبر الدول المانحة في مجال المساعدات الخارجية الإنمائية والإنسانية.
وترك المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ” رحمه الله” بصمات واضحة ضمن مسيرة حافلة بالنجاحات المتميزة على المستوى المحلي، إذ كان له دور جوهري حين وجه في عام 2013 بتعديل أحكام قانون إنشاء صندوق أبوظبي للتنمية، ليشمل نشاطه التشغيلي تحقيق سياسة الدولة، فيما يخص دعم التنمية الاقتصادية داخل دولة الإمارات وفي الدول النامية.

وعمل الصندوق على إطلاق المبادرات النوعية والبرامج المتنوعة التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص، كشريك استراتيجي فعال في العملية التنموية، إلى جانب منح الفرص الواعدة للشركات الوطنية بتنفيذ وتطوير المشاريع الاستراتيجية التي يمولها الصندوق في الدول المستفيدة.

وأسس الصندوق مكتب أبوظبي للصادرات “أدكس” الذي يدعم استراتيجية الدولة الهادفة إلى تعزيز وتنويع الاقتصاد الوطني واستدامة مصادره ويعمل على تمكين الشركات الإماراتية من توسيع نطاق أعمالها التجارية للنفاذ إلى الأسواق العالمية، وذلك من  خلال الخدمات والحلول التمويلية التي يوفرها “أدكس” لدعم قطاع الصادرات الوطنية بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات شريكا رئيسيا على خارطة التجارة العالمية.

وشكلت المواقف الإنسانية العظيمة للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله” أسمى معاني الفخر، إذ ساهم في رسم مستقبل مشرق لمجتمعات الدول النامية، وصنع علامة بارزة لدولة الإمارات في مسيرة العمل الإنمائي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة محليا وعالميا، إضافة إلى مسيرة المغفور له التي كانت حافلة بالعطاء والعمل من أجل التنمية على صعيد واسع فقد حمل الراية بكل إخلاص وأمانة وقاد دولة الإمارات بعزيمة ومثابرة حتى أضحت الدولة في مصاف الدول الرائدة.

البيان