لقب سابع لليفربول أم ينجح ريال مدريد في تعزيز رقمه القياسي بالبطولة الأهم على مستوى الأندية ويحرز اللقب الـ14 في دوري الأبطال الأوروبي؟ .. 90 دقيقة فقط، وربما 120 دقيقة، تفصل الجماهير عن الإجابة على هذا السؤال.

فمن المقرر أن تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في أنحاء العالم غدا السبت صوب العاصمة الفرنسية باريس لمتابعة واحدة من كلاسيكيات الكرة العالمية والأوروبية عندما يلتقي ليفربول الإنجليزي مع ريال مدريد الإسباني في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وللمرة الثانية في غضون آخر خمسة مواسم، سيلتقي الفريقان على كأس البطولة الأبرز في عالم مسابقات الأندية ليس في أوروبا فقط وإنما على مستوى العالم.

و يحتضن ملعب “استاد دو فرانس” في ضاحية “سان دوني” بالعاصمة الفرنسية باريس هذه المواجهة بعد 41 عاما من إقامة النهائي الأول بين الفريقين نفسيهما على استاد بارك دو برنس “حديقة الأمراء” في باريس أيضا.

ويلتقي الفريقان في نهائي البطولة للمرة الثالثة وكان اللقب من نصيب ليفربول في أول مواجهة عبر الفوز على ريال مدريد 1-0 في باريس فيما توج ريال مدريد باللقب في النهائي الثاني أمام ليفربول بالفوز عليه 3-1 في 2018 بالعاصمة الأوكرانية كييف.

و أحرز ريال مدريد في نهائي كييف أحدث ألقابه الـ13 في البطولة معززا بهذا الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب، فيما توج ليفربول في العام التالي بلقبه السادس في البطولة من خلال الفوز على توتنهام 2-0 في نهائي إنجليزي خالص.

ويتأهب الفريقان للنهائي الثالث بينهما في تاريخ دوري الأبطال الأوروبي بعد 41 عاما من النهائي الأول بينهما.

و تفوق كل من الفريقين في طريقه إلى النهائي على أكثر من فريق كبير.. فقد تغلب ليفربول على انتر ميلان الإيطالي و بنفيكا البرتغالي وفياريال الإسباني فيما تفوق ريال مدريد على تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين وباريس سان جيرمان الفرنسي.

و يخوض الفريقان النهائي الأوروبي أيضا بعدما تركا بصمة جيدة على المستوى المحلي هذا الموسم حيث توج ليفربول بثنائية الكأس المحلية /كأس إنجلترا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية/ وحصل على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي بفارق نقطة واحدة فقط خلف مانشستر سيتي.

وفي إسبانيا، توج ريال مدريد بلقب الدوري المحلي بجدارة قبل 4 جولات من نهاية الموسم.

و حطم مانشستر سيتي طموحات ليفربول في استعادة لقب الدوري الإنجليزي وآماله في إحراز الرباعية /كأس إنجلترا وكأس الرابطة و الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال الأوروبي/ لكن فريق ليفربول يمكنه الآن تحقيق رباعية أخرى من خلال إضافة لقب دوري الأبطال ثم كأس السوبر الأوروبي إلى ثنائية الكأس المحلية.

و في المقابل، يتطلع ريال مدريد إلى تعزيز الرقم القياسي المسجل باسمه في عدد مرات الفوز باللقب الأوروبي ورفع رصيده في صدارة السجل الذهبي إلى 14 لقبا بفارق كبير عن ميلان الإيطالي صاحب المركز الثاني في القائمة، والذي أحرز اللقب 7 مرات.

و يخوض ليفربول نهائي البطولة للمرة العاشرة ونجح الفريق في 6 من المباريات النهائية التسع السابقة له بالبطولة، فيما يخوض ريال مدريد النهائي للمرة الـ17 علما بأن النجاح حالفه في 13 من المباريات النهائية الـ16 السابقة له في البطولة.

وبهذا، يكون كل من الفريقين قد أخفق في 3 مباريات نهائية سابقة للبطولة علما بأن هذه المباريات الثلاث لريال مدريد جاءت جميعها تحت المسمى القديم /بطولة كأس أوروبا للأندية البطلة/ فيما جاء الاخفاق الأول لليفربول بالمسمى القديم للبطولة ثم الإخفاقين الآخرين بمسماها الجديد.

و يدرك الفريقان أن جهد لاعبيهما على مدار 90 دقيقة أو 120 دقيقة ، سيتوج مجهود موسم رائع بلقب مهم وقوي، وسيمنح الفائز به كأس البطولة و أكثر من 22 مليون يورو هي قيمة الجائزة المالية المقدمة للفائز باللقب، كما سيمنحه مكانا في مباراة كأس السوبر الأوروبي أمام إنتراخت فرانكفورت الألماني الفائز مؤخرا بلقب مسابقة الدوري الأوروبي، ومكانا في كأس العالم للأندية.

و علق الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول على هذه المباراة المرتقبة قائلا: “أشعر وكأنها المرة الأولى في النهائي لأنها مواجهة خاصة دائما”.

وفي المقابل، قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد: “شيء غريب قد حدث.. منذ بداية الموسم، واجهنا فرقا قوية للغاية كانت تعتقد أنها ستفوز بلقب دوري الأبطال مثل باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي.. تحياتي وتقديري للاعبين وجماهيرنا التي دعمت وساندت الفريق”.

و أضاف: “قميص ريال مدريد له ثقل.. وبالنسبة لي، المواجهة مع ليفربول في النهائي مثل مباراة الديربي لأني ما زلت أتمتع بروح إيفرتون” في إشارة إلى توليه مسؤولية ريال مدريد هذه المرة بعد رحيله عن تدريب إيفرتون جار ليفربول.

و تمثل المنافسة بين كلوب وأنشيلوتي في هذه المباراة واحدة من المواجهات الخاصة التي يشهدها هذا اللقاء غدا خاصة وأن لكل منهما طموحه الخاص إلى جانب رغبته في قيادة فريقه إلى لقب البطولة.

و من المواجهات الخاصة أيضا في هذه المباراة، المنافسة بين المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول والفرنسي كريم بنزيما نجم وهداف ريال مدريد.

و يتطلع صلاح لقيادة ليفربول إلى لقب البطولة للقب دوري الأبطال للمرة الثانية في غضون 4 مواسم وهو ما يعزز سجل إنجازاته مع الفريق، والذي كان أحدث بنوده هو الفوز بجائزتين فرديتين في نهاية الموسم بالدوري الإنجليزي حيث استحوذ على جائزة هداف المسابقة برصيد 23 هدفا وانتزع جائزة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في المسابقة.

و إذا سجل صلاح هدفا في المباراة فإنه سينضم اللاعب إلى قائمة قصيرة للغاية من اللاعبين الذين هزوا الشباك في مباراتين نهائيتين للبطولة بعد هدفه في مرمى توتنهام بنهائي 2018.

و من المؤكد أن الفوز باللقب الأوروبي، سيمنح صلاح فرصة إضافية للمنافسة بقوة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا العام، خاصة وأن نتيجة هذا الاستفتاء على الجائزة ستعلن في أكتوبر المقبل قبل أسابيع على انطلاق بطولة كأس العالم 2022.

و يعتبر صلاح وبنزيما من أقوى المرشحين على الكرة الذهبية هذا العام، خاصة وأن بنزيما أيضا قدم موسما استثنائيا مع ريال مدريد وتصدر قائمة هدافي الفريق في مختلف البطولات هذا الموسم برصيد 44 هدفا من بيها 15 هدفا يتصدر بها قائمة هدافي دوري الأبطال قبل نهائي الغد.

و تشهد المواجهة أيضا منافسة مثيرة بين حارسي مرمى الفريقين حيث يعتبر البرازيلي أليسون بيكر /ليفربول/ والبلجيكي تيبو كورتوا /ريال مدريد/ من أبرز حراس المرمى في العالم خلال السنوات الأخيرة.

و لعب كل من الحارسين دورا بارزا في نتائج فريقه هذا الموسم وساعده في بلوغ النهائي الأوروبي الذي يمثل تحديا مثيرا لكل منهما حيث يواجه بيكر ودفاعه بقيادة الهولندي فيرجيل فان دايك هجوما قويا لريال مدريد بقيادة بنزيما و زميله البرازيلي فينيسيوس جونيور فيما يواجه كورتوا ودفاعه بقيادة النمساوي ديفيد ألابا هجوما مميزا في ليفربول بقيادة صلاح والسنغالي ساديو ماني و الكولومبي لويس دياز والغيني نابي كيتا.

وأشار الاتحاد الأوروبي للعبة /يويفا/ إلى التشكيلة المتوقعة لكل من الفريقين في المباراة النهائية غدا.

و يتوقع أن يخوض ليفربول اللقاء بتشكيلة أساسية مكونة من حارس المرمى أليسون بيكر و اللاعبين ترينت ألكسندر أرنولد وإبراهيما كوناتي وفيرجيل فان دايك وأندرو روبرتسون وجوردان هيندرسون وفابينهو ونابي كيتا ومحمد صلاج وساديو ماني ولويس دياز.

وفي المقابل، يتوقع أن تضم التشكيلة الأساسية لريال مدريد حارس المرمى تيبو كورتوا واللاعبين داني كارفاخال وإيدر ميليتاو وديفيد ألابا وفيرلان ميندي وتوني كروس وكاسيميرو ولوكا مودريتش وفيدريكو فالفيردي وكريم بنزيما وفينيسيوس جونيور.

وام