أظهرت موجة الحر التي تجتاح جنوب أوروبا وتسببت بمقتل المئات وحرائق غابات ضخمة في الأسابيع الماضية، بعض علامات التراجع، أمس الاثنين، لكنها استمرت في التحرك شمالاً، بما في ذلك في اتجاه بريطانيا، حيث أصدرت السلطات تحذيرات شديدة بخصوص الطقس، فيما أشير إلى إجلاء آلاف الأشخاص في فرنسا بسبب حرائق الغابات.

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية «ميتيو فرانس» من «أن الحر يتعاظم، والقيظ يمتد ليشمل البلاد برمتها»، متوقعة تسجيل مستويات قياسية، خصوصاً في غرب البلاد، وجنوب غربها. وأوضحت «في بعض مناطق الجنوب الغربي قد تصل الحرارة» إلى 44 درجة مئوية، تليها «ليلة شديدة الحر». وستبلغ موجة الحر الخامسة والأربعون التي تضرب فرنسا منذ عام 1947، ذروتها على الواجهة الأطلسية للبلاد، ولا سيما في منطقة بريتانييه التي كانت تحميها حتى الآن رياح المحيط. ويتوقع أن ترافق موجة الحر هذه مستويات قياسية أيضاً في تلوث الجو، مع تفاقم متوقع في تركز الأوزون، لا سيما في منطقة الأطلسي وجنوب شرق فرنسا، بحسب منصة «بريف إير» الوطنية لتوقعات جودة الهواء.

وفي بريطانيا، تعرضت الحكومة لمزيد من الانتقادات لفشلها في التعامل مع الوضع المناخي بجدية كافية. وقالت المسؤولة التنفيذية في كلية المسعفين تريسي نيكولز، لوكالة فرانس برس «هذه حرارة خطرة، يمكن في نهاية المطاف، أن تتسبب بوفيات لأنها في غاية الشراسة». وقالت كارينا لوفورد (56 عاماً) لوكالة فرانس برس بينما كانت تتنزه في تانكرتون في الساحل الشمالي بكينت «الوضع مخيف بعض الشيء»، مشيرة إلى أن الحرارة تذكّرها بأستراليا، حيث تعيش. وقال بول ديفيز كبير خبراء الأرصاد في بريطانيا، إن موجة الحر «تتماشى تماماً مع تغير المناخ»، وأضاف لسكاي نيوز، أن «قسوة» موجة الحر «مفاجئة» لكنها قد تصبح أكثر تواتراً «بنهاية القرن». وقالت الشبكة المسؤولة عن البنية التحتية للسكك الحديدية إن الخط المتجه من محطة كينغز كروس في لندن إلى يورك وليدز سيُغلق بين الساعة 11,00 ت غ و19,00 ت غ، اليوم الثلاثاء.

الخليج