أنجزت الباحثة الإماراتية، حليمة النقبي، البحث الأول من نوعه في دراسة بروتينات التطابق البشري لدى العرب من خلال الاستعانة بأنماط وراثية عالية الدقة لسلالة معينة.
ويهدف المشروع البحثي إلى «حل التحديات المرتبطة بالتكنولوجيا الحالية لمطابقة الأنسجة بين المتبرعين ومرضى الزرع من أجل تقليل الآثار الجانبية لزرع الأعضاء، وتحسين الجودة من خلال دراسة الجينات التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي في سكان الإمارات».
أُجري البحث بالتعاون بين الدكتورة حليمة النقبي والدكتورة غوان تاي والدكتورة سارة شحادة ومديرة مركز التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة، الدكتورة حبيبة الصفار، ونُشر في المجلة العلمية «ساينتيفيك ريبورتس».
وتمكنت النقبي، عبر بحثها، من نيل درجة الدكتوراه في مجال المناعة الوراثية، حيث ركزت في أطروحة الدكتوراه على تعزيز نظام زراعة الأعضاء، بما في ذلك الفئات العمرية العربية، وأسهمت في الحد من أخطار رفض العضو المزروع لدى المرضى المستقبلين من خلال تحديد أقسام الجينوم التي يتشاركها السكان الإماراتيون، وهو ما يُعرف بـ«بروتينات التطابق البشري».
وقالت النقبي: «توجد معلومات قليلة حول تركيب بروتينات التوافق النسيجي الكبير لدى السكان العرب، خصوصاً أولئك الذين يقطنون منطقة الخليج، حيث لم يتم تحديد خصائص هيكله ولا محتواه، الأمر الذي شكّل تحدياً أمام إجراء الدراسات في المجموعات العرقية الموجودة في المنطقة، وأسهم في الحدّ من القدرة على تحويل البحوث الجينية إلى ممارسات سريرية»، مشيرة إلى السعي لمواجهة الفجوة المعرفية، وتحديد خصائص بروتينات التوافق النسيجي الكبير لدى سكان الإمارات.
وأضافت النقبي: «من المتعارف عليه أن السكان في منطقة دول الخليج يُصنفون على تشاركهم في اللغة والتاريخ والثقافة، إلا أنهم يمثلون مجموعات متنوعة ومختلفة من الناحية الجينية. وتهدف هذه الدراسة، لاسيما بعدما أسست دولة الإمارات، أخيراً، البرنامج الوطني لتسجيل الأعضاء، إلى توفير المعلومات المتعلقة ببروتينات التوافق النسيجي الكبير بين السكان الإماراتيين للمطابقة ما بين المتبرعين بالأعضاء والمستقبلين».
وأشارت النقبي إلى أن «نظام المناعة عند الإنسان يشكل حاجزاً كبيراً يؤثر في نجاح عمليات زراعة الأعضاء ويختلف من شخص لآخر، حيث يرفض جهاز المناعة عملية الزراعة كجسم غريب، وبالتالي إتلاف العضو المزروع، لافتة إلى ضرورة مطابقة العضو المراد زرعه من المتبرع مع طبيعة جسم المستقبل بعناية تامة قبيل البدء بعملية الزراعة للحد من أخطار رفض العضو، من خلال مطابقة نوع الأنسجة والدم، إضافة إلى جينوم السكان الذي يلعب دوراً كبيراً في هذا المجال. ولفتت النقبي إلى قيامها بدراسة لتحليل المتغيرات الجينية في بروتينات التوافق النسيجي الكبير وتكرار الأنماط الجينية الفردية لدى متطوعين من مناطق مختلفة من الدولة، وجميعهم إماراتيون، حيث توصلت إلى وجود أقسام لشيفرات جينية مشتركة بين المتطوعين.
وأكدت تأثير الفجوة المعرفية في الجينوم العربي في قدرة الرعاية الصحية بالمنطقة على تحويل نتائج بحوث الدراسات الجينية إلى ممارسات سريرية، خصوصاً في مجال الاختبارات السريرية المهمة، كالتوافق النسيجي، مشيرة إلى سعي الباحثين في جامعة خليفة لبذل المزيد من الجهود في دراسة بروتينات التوافق النسيجي الكبير لدى سكان منطقة الخليج، لتوفير الرعاية الصحية الأفضل والاستفادة من نموذج الرعاية الصحية الجديد المتمثل بالطب المتخصص الدقيق.
الامارات اليوم