كشف الدكتور سهيل عبد الله الركن استشاري ورئيس شعبة طب الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية، أن هناك علاجات تبطئ تطور مرض الزهايمر ومنها علاج جديد يعتبر الأحدث من نوعه على مستوى العالم وتم اعتماده من الجمعية الأميركية الغذاء والدواء، وبعدها مباشرة تم اعتماده من وزارة الصحة ووقاية المجتمع والدواء كأول دولة في العالم واسمه الديمولاب.

حيث يعمل على إزالة بروتينات بيتاميلويد من الدماغ ويعطى عن طريق الوريد مرة واحدة شهرياً، ويجب استخدامه تحت إشراف طبي من قبل أطباء الأعصاب حيث يوجد أعراض سلبية ولكن تحت الإشراف الطبي يمكن تدارك أي مضاعفات إضافة إلى وجود 4 أدوية جديدة تخضع للدراسات السريرية وفي مراحلها النهائية لعلاج الزهايمر.

وبين الركن أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الزهايمر، وأحد الأسباب لذلك هو أن النساء يعشن سنوات أكثر.

وعرف الدكتور سهيل داء الزهايمر بالاضطراب العصبي المتفاقم مما يؤدي إلى تقلص الدماغ «ضموره» وموت خلاياه، لافتاً إلى أن الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعاً للخرف؛ وهو حالة تتضمن انخفاضاً مستمراً في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية؛ ما يؤثر سلباً في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل.

وقال: تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات وفقدان الذاكرة هو العارض الرئيسي، كما تتضمن العلامات المبكرة صعوبة تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة.

ومع تقدم المرض، تتفاقم اعتلالات الذاكرة وتظهر الأعراض الأخرى مثل تكرار العبارات والأسئلة مراراً وتكراراً ونسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث، ونسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يومياً ومواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكارهم أو للمشاركة في الحديث.

إضافة إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وخاصة حين يتعلق الأمر بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام ويصبح تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه أمراً صعباً على وجه الخصوص، وقد تصعب إدارة الشؤون المالية وموازنة دفاتر الشيكات ودفع الفواتير وقت استحقاقها. وفي النهاية، قد لا يتمكن الشخص المصاب بداء الزهايمر من تمييز الأرقام وإجراء العمليات الحسابية.

بيئة

وأوضح رئيس شعبة طب الأعصاب في جمعية الإمارات الطبية أن الزهايمر ليس نتيجة لعامل واحد فقط، إذ يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عدة عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، ومن الصعب جداً فهم مسببات وعوامل الزهايمر، لكن تأثيره على خلايا الدماغ واضحة إذ إنه يصيب خلايا المخ ويقضي عليها.

لافتاً إلى أن هناك نوعين شائعين من تضرر الخلايا العصبية لدى مرضى الزهايمر، وهي تراكم بروتين غير مؤذ عادة يدعى «أميلويد بيتا» قد يسبب ضرراً في عملية الاتصال بين خلايا المخ والتركيبة الداخلية للخلايا الدماغية ومرهون بالأداء السليم والطبيعي لبروتين يدعى تاو «Tau protein».

وعند مرضى الزهايمر تحصل تغيرات في ألياف بروتين تاو تؤدي إلى التوائها والتفافها، والعديد من الباحثين يعتقدون بأن هذه الظاهرة قد تسبب ضرراً كبيراً وخطيراً للخلايا العصبية بل والقضاء عليها.

خطر الإصابة

وقال: تشمل عوامل خطر الإصابة بالزهايمر عدة جوانب منها العمر حيث يظهر مرض الزهايمر عادة فوق سن الـ 65 عاماً ولكن يمكن أن يظهر في حالات نادرة جداً قبل سن 40 عاماً لافتاً إلى أن نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 لـ 74 عاماً أقل من 5%، وأما بين الذين في سن 85 عاماً وما فوق فإن نسبة انتشار الزهايمر تبلغ نحو 50%.

وقاية

وأوضح أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر كلما قلنا من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعديد من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب قد تزيد من خطر الزهايمر، والعوامل الأساسية هي:

ضغط الدم المرتفع، ومعدلات الكوليسترول، ومعدلات السكر في الدم لافتاً إلى أن المواظبة على النشاط البدني والعقلي والاجتماعي واتباع نمط غذائي صحي والابتعاد عن التدخين من شأنها أن تقلل من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر.

12 عاملاً

وفقاً للدراسة التي نشرت في مجلة لا نسيت فإن ما يصل إلى 40 % من حالات الخرف يمكن الوقاية منها أو تأخيرها عن طريق تقليل التعرض لـ 12 عاملاً من عوامل الخطر المعروفة وهي:

ضعف التعليم، وارتفاع ضغط الدم، وضعف السمع والتدخين والسمنة في منتصف العمر والاكتئاب وقلة النشاط البدني ومرض السكري والعزلة الاجتماعية والإفراط في شرب الكحول وإصابات الرأس المتكررة وتلوث الهواء.

البيان