احتفت دولة الإمارات بيومها الوطني الفخري الذي تزامن مع فعاليات الاحتفال العالمي بيوم صون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف /القرم/ الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في 26 يوليو، وذلك ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة السابعة من معرض ” فلورياد إكسبو 2022″ الذي يقام في هولندا.

وركّز جناح الدولة المشارك في الحدث خلال احتفاليته الرمزية على إبراز القيمة الكبيرة التي تحظى بها غابات أشجار المانجروف، حيث تعتبر أحد أهم النباتات الملحية ضمن النظام البيئي في الدولة والتي تمتلك أكبر غطاء من هذه الأشجار على مستوى المنطقة على مساحة تزيد عن 150 كيلومتراً مربّعاً، لهذا تواصل جهود المحافظة على أشجار المانجروف، ودعم مختلف الجهود الرامية للتخفيف من حدة آثار تغيّر المناخ.

واستقبل سعادة جمال جامع المشرخ سفير الدولة لدى المملكة الهولندية والمفوّض العام لجناح الدولة المشارك في معرض فلورياد إكسبو 2022، عدداً من الشخصيات الرسمية والمهتمين والدارسين في مجال البيئة، وتبادل معهم قصص نجاح دولة الإمارات في المحافظة على النظام البيئي، وجهودها في صون شجرة المانجروف، إلى جانب ريادتها العالمية في مجال المبادرات التي تعنى بالتغيّر المناخي.

وقال سعادته إنّ دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة لأشجار المانجروف التي تلقّب بحرّاس الساحل لما لها من قدرات هائلة على المحافظة على النظام البيئي وإسناد النباتات والحيوانات ومساعدتها على النمو والتطور، والحفاظ عليها مسؤولية كرّسها في داخلنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان “طيّب الله ثراه” الذي قاد بنفسه حملة تشجير كبيرة لزيادة أعدادها في الدولة، لتعقبها حملات واسعة بهدف زيادة زراعتها والوصول بها إلى 100 مليون شجرة بحلول العام 2030.

وأضاف : “هذا الإرث يجعلنا نضاعف الجهود والخبرات للتغلّب على مختلف التحديات التي تواجه العالم بما يتعلّق بالتغيّر المناخي، واستحداث طرق وأساليب جديدة من خلال الشراكة مع مختلف الجهات والهيئات المعنية حول العالم”.

وأشار سعادة المشرخ إلى أن الدولة احتفلت بيوم وطنيّ رمزيّ بالتزامن مع هذه الاحتفالية العالمية، مؤكداً أن هذا يعكس جوهر التطلعات المستقبلية لدولة الإمارات ويبرز دورها وجهودها الملموسة في مجال الحفاظ على هذه الأشجار وتعزيز موائلها الطبيعية وحمايتها بما يساهم إيجاباً في مواجهة التحديات البيئية.

من جانبها قالت آن ماري جوريتسما، المفوضة العامة لمعرض فلورياد إكسبو 2022: “تربط دولة الإمارات وهولندا الكثير من العلاقات التاريخية المثمرة، فهما بلدان شريكان في العديد من القطاعات لا سيما فيما يتعلّق بجهود الحفاظ على البيئة والبستنة، ومن هذا المنطلق نسعى لتعزيز الشراكة التي تجمعنا مع دولة الإمارات، ونعمل على مواصلة التركيز على التحديات الغذائية والمائية التي تواجه العالم، حيث أردنا أن يلعب المعرض دوراً فاعلاً بتعزيز نوعية الحياة لمدن المستقبل، ويسعى لتقديم الكثير من الحلول التي تخدم المحافظة على البيئات الخضراء وبلا شك فإن جناح دولة الإمارات المشارك قد أسهم وبشكل ملموس في لفت الأنظار للنظام البيئي المتطور لديه، والذي تشكل فيه أشجار المانجروف لاعباً رئيسياً ما يعزز ريادة دولة الإمارات في المجال ويحقق أهداف ورؤى المعرض”.

وقام جناح الدولة وكجزء من فعاليات الاحتفال وبحضور عدد من المسؤولين المحليين بإطلاق معرض خاص تحت عنوان “حرّاس الساحل” والذي سلط الضوء على أهمية هذه الأشجار في حماية التنوّع البيولوجي والحفاظ عليه على مستوى العالم، حيث سيقدّم المعرض وحتى 14 أغسطس والمقام في حديقة المياه المالحة “الحديقة الخضراء” والتي توفّر للزوار معارف قيّمة بما يتعلّق بنظام الزراعة الملحية /وهي الزراعة التي يتم فيها استخدام المياه المالحة للريّ/، كما يظهر جهود الدولة في المحافظة على هذه الشجرة، وجملة البحوث والمشاريع المتقدمة التي تضطلع بها هيئة البيئة في أبوظبي.

وتعتبر شجرة المانجروف واحدة من أهم النباتات المقاومة للملوحة، حيث يعرّف المعرض بقيمتها وأهميتها وجهود المحافظة عليها، كما يستعرض أهمية أربعة أنواع أخرى من النباتات وهي: الخريزة /الساليكورنيا/ والكينوا، والطحالب الدقيقة، والأعشاب البحرية.

ويأتي تصميم جناح دولة الإمارات الذي أشرفت عليه وزارة الثقافة والشباب كتعاون إبداعي جمع بين مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان في دولة الإمارات، وشركة الهندسة المعمارية براغما المعمارية للتصميم العام وشريكها تيلارت الهولندية التي تولّت تصميم المعرض الداخلي ومحتوياته

وام