هل يوجد دليل على انتقال فيروس كورونا المستجد داخل الفصل في الحرم الجامعي الذي يفرض التطعيم وارتداء الكمامة؟ الجواب لا.
ذلك ما خلصت إليه دراسة منشورة في مجلة “JAMA Network Open” الطبية الشهرية التي تنشرها الجمعية الطبية الأميركية.
يقول المؤلف جون كونور الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في مدينة بوسطن الأميركية “لم تؤد العودة إلى التدريس الحضوري بإشغال كامل في جامعة بوسطن إلى انتقال فيروس سارس-كوف-2 في الفصل”.
أظهر فيروس سارس-كوف-2، المسبب لمرض كوفيد-19، القدرة على الانتقال من شخص لآخر في الكثير من الأنشطة التي تتم في الداخل، شكلت هذه القدرة على الانتقال القوي تحديات كبيرة للأنشطة اليومية للكليات والجامعات، حيث يكون التعلم الداخلي محط التركيز، مع مخاوف من انتقال العدوى في بيئة الفصل الدراسي التي تؤثر على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين على حد سواء، إلا أن محاولة فهم ما إذا كان التعليم في الفصل دون اشتراط أي مسافة بين الطلاب يؤجج نقل المرض لم تحظ بالدراسة بشكل كافٍ.

لتحديد ما إذا كان التعليم في الفصل دون مراعاة أي مسافة جسدية، ولكن مع استراتيجيات أخرى لتخفيف العدوى (ارتداء الكمامة، واختبار المراقبة، وترشيح الهواء المعزز، واللقاحات)، يمثل خطرا على انتقال المرض، استخدم باحثون من كلية الطب في مدينة بوسطن مزيجا من اختبار المراقبة، وعلم الأوبئة وعلم الجينوم الفيروسي لتحليل حدوث انتقال محتمل لأكثر من 140 ألف اجتماع صف.
لكل حدث انتقال محتمل داخل الفصل، حلل الباحثون جينوم سارس-كوف-2 لفهم ما إذا كان هناك بالفعل انتقال في الفصل الدراسي، وقال كونور “كان منطقنا هو أنه إذا كان هناك عدوى بالفيروس داخل الفصل، فسيكون لكل شخص في الانتقال المحتمل هذا نفس الجينوم”، مضيفا “إذا لم يكن هناك انتقال للفيروس في الفصل، فسيكون لدى الشخصين المصابين جينومات مختلفة وراثيًا. واتضح أن أيا من الانتقالات التسعة المحتملة داخل الفصل لم تكن حقيقية”.
وفقًا لكونور، فإن فهم مخاطر انتقال الفيروس داخل الفصل الدراسي لتقييم فوائد التعلم الحضوري أمر مهم لاتخاذ القرارات على مستوى الجامعة.

وأوضح “تقدم هذه الدراسة دليلاً قوياً على أن إجراءات تخفيف انتقال المرض، التي استخدمتها جامعة بوسطن، حدّت من انتقال الفيروس في الفصول الدراسية، وهو أمر يرغب المعلمون والطلاب في كل مكان في معرفته”.
وأكدت غلوريا إس ووترز نائبة الرئيس ونائبة الرئيس المساعد للأبحاث في جامعة بوسطن “لدينا ثروة من البيانات من بروتوكولات الصحة العامة حول كوفيد خاصة بنا ونقدر جهود أعضاء هيئة التدريس والموظفين لدينا لاستخدام هذه المعلومات لتقييم فعالية استراتيجيات التخفيف المختلفة في الحد من الانتشار والأمراض الخطيرة، وقد وجهت هذه البيانات استجابتنا أثناء الجائحة وستظل مفيدة، في حالة حدوث المزيد من التفشي”.

الاتحاد