أفاد علماء مؤخراً، بأن الأشخاص المصابين بجدري القرود ربما نقلوا الفيروس إلى كلبهم الأليف، وهذه الحالة المحتملة لانتقال العدوى من إنسان إلى كلب هي المرة الأولى التي لوحظت فيها عدوى جدري القرود في كلب، والمرة الأولى التي يُشتبه في إصابة حيوان بجدري القرود من إنسان مصاب، بحسب ما نقل موقع “لايف ساينس” Live Science.

وقال روزاموند لويس، رئيس منظمة الصحة العالمية، المعني بجدري القرود، لصحيفة “واشنطن بوست” Washington Post: “هذه هي الحادثة الأولى التي نتعرف عليها حول مكان انتقال العدوى من إنسان إلى حيوان”. لذلك، على عدد من المستويات، هذه معلومات جديدة. إنها ليست معلومات مفاجئة، وهي شيء كنا نتحمله”.

وأضاف لويس أنه من المهم ملاحظة أنه في هذه المرحلة، من غير المعروف ما إذا كان الكلب المصاب يمكنه نقل فيروس جدري القرود إلى البشر، وفي وصف للحالة الأولى من نوعها، التي نُشرت في 10 أغسطس في مجلة The Lancet، دعا الباحثون إلى “مزيد من التحقيق في عمليات النقل الثانوية عبر الحيوانات الأليفة”، ما يعني الحالات التي ينقل فيها حيوان أليف مصاب الفيروس إلى أشخاص آخرين.

وتضمنت الحالة الأخيرة رجلين يعيشان بنفس المنزل تم فحصهما في مستشفى Pitié-Salpêtrière في باريس، فرنسا في أوائل يونيو، وفقا لتقرير The Lancet. وكلاهما ظهرت عليهما أعراض جدري القردة – بما في ذلك الطفح الجلدي والتعب والصداع والحمى.

وفي أغلب الأحيان، ينتشر جدري القرود من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر بطفح جلدي أو قشور أو سوائل جسم الشخص المصاب، أو بمواد ملوثة بسوائل الجسم، مثل الملابس أو البياضات.

ويمكن أن يحدث هذا الاتصال أثناء الاتصال الوثيق. ويمكن للفيروس أيضا أن ينتشر من خلال قطرات الجهاز التنفسي – أي قطرات صغيرة من اللعاب والمخاط – يتم طردها من الفم؛ ويصبح مسار الانتقال هذا أكثر احتمالا أثناء الاتصال وجها لوجه.

وبعد مرور اثني عشر يوما على إصابة الرجلين بجدري القرود، أصيب كلبهما الإيطالي البالغ من العمر 4 سنوات بآفات متعددة على الجلد والأغشية المخاطية، بما في ذلك البثور الكبيرة المليئة بالصديد على بطنه، ثم ثبتت إصابة الكلب بجدري القرود في اختبار تشخيصي، وكشف التحليل الجيني أن الفيروس الذي أصاب أحد الرجال مطابق تماما للفيروس الذي أصاب الكلب.

وقال المرضى إنهم سمحوا للكلب بالنوم في فراش أحدهم، لكن بعد ظهور أعراض جدري القرود الخاصة بهم، كانوا حريصين على عدم السماح للكلب بالتفاعل مع أي بشر أو حيوانات أخرى، وتطورت أعراض الكلب بعد حوالي 13 يوما من ظهور الأعراض عند الرجلين.

وكتب الباحثون في تقريرهم: “على حد علمنا، فإن حركية ظهور الأعراض لدى كل من المرضى، وبالتالي في كلبهم تشير إلى انتقال فيروس جدري القرود من إنسان إلى كلب”.

وفي 12 أغسطس، قامت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بتحديث موقعها على الإنترنت لتسرد أن الكلاب يمكن أن تصاب بجدرى القرود، وتسرد نفس الصفحات العديد من الحيوانات الأخرى المعروفة بأنها معرضة للإصابة بجدري القرود، بما في ذلك كلاب البراري، والسناجب والجرذان العملاقة، والقنافذ، والزبابة، والقرود.

ويلاحظ مركز السيطرة على الأمراض أنه من الممكن أيضا أن تلتقط بعض الفئران والأرانب الأليفة الفيروس، لكن من غير المعروف ما إذا كانت القطط يمكن أن تصاب بجدري القرود.

ويقول مركز السيطرة على الأمراض “الأشخاص المصابون بجدري القرود يجب أن يتجنبوا الاتصال بالحيوانات، بما في ذلك الحيوانات الأليفة والحياة البرية لمنع انتشار الفيروس”.

العربية.نت