أشار مركز أبحاث «معهد دول الخليج العربية في واشنطن»، في تقرير نشره، إلى العدد المتزايد من المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء خلال السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الدولة تتجه إلى برنامجها الفضائي لتتبوأ مكانتها مركزاً للتكنولوجيا المتقدمة، ولتنويع اقتصادها.

ومن بين المبادرات الأخيرة، لفت التقرير إلى إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء في 26 يوليو الماضي، سلطان النيادي كأول رائد فضاء عربي ينضم إلى مهمة مدتها 6 أشهر إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك وفقاً لخطة تمت مناقشتها مبدئياً في أبريل بين المركز والشركة الرائدة في مجال الرحلات الفضائية البشرية والبينة التحتية «أكسيوم سبايس».

قفزة عملاقة

وبين التقرير أن تقدماً كبيراً في صناعة الفضاء كان يجري منذ زمن، وذلك منذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء في يوليو 2014، والتي جاءت ضمن مبادرات التنويع الاقتصادي للدولة، وعملت الوكالة على تطوير وتنظيم وتوجيه قطاع الفضاء، والعمل على دعم التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الدولة كلاعب عالمي في مجال الطيران.

وفي دعم لتلك الاستراتيجية، أشار التقرير إلى اعتماد الإمارات خطة وطنية لاستثمار 5.4 مليارات دولار في تكنولوجيا الفضاء في 2016، كما أشار إلى إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء عام 2017، وإطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء «مشروع المريخ 2117» الذي يهدف إلى إقامة أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ، وبرنامج نوابغ الفضاء العرب.

شراكات

وأفاد التقرير بأن دولة الإمارات هدفت ولا تزال إلى تعزيز الشراكات مع أفضل وكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم، لافتاً إلى توقيع وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية تنفيذية للتعاون في استكشاف الفضاء ورحلات الفضاء البشرية مع وكالة «ناسا» الأمريكية في 4 أكتوبر 2018، ما عزز العلاقات الثنائية بينهما، وأوجد فرصاً للتعاون في أبحاث الفضاء والاستكشاف والتطوير، وإلى إطلاق وكالة الإمارات للفضاء في 30 أكتوبر 2018، القمر الاصطناعي «خليفة سات» لرصد الأرض من مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان، والذي يعد أول قمر اصطناعي تم تصميمه وصنعه واختباره بالكامل من قبل علماء ومهندسين إماراتيين.

اختيار

ومن بين المبادرات التي ذكرها التقرير أيضاً، إرسال الإمارات في أواخر 2019، أول رائد فضاء، هو هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية، وتوقيع الإمارات في أكتوبر 2020 اتفاقيات «أرتميس» التي بموجبها التزمت الإمارات ليس فقط بتطوير وكالة فضاء وطنية، ولكن أيضاً أن تفعل ذلك جنباً إلى جنب مع مجتمع الفضاء الدولي مما يوفر فرصاً جديدة للتعاون، وفقاً للتقرير، حيث تم اختيار نورا المطروشي أول رائدة فضاء عربية في أبريل 2021 من قبل برنامج الإمارات لرواد الفضاء للتدرب مع «ناسا» لمدة عامين.

مبادرات

ومن بين المبادرات، إطلاق الإمارات «مسبار الأمل»، في فبراير 2021، والذي دخل بنجاح مدار المريخ مما جعل الإمارات خامس دولة تقوم بذلك، حيث لفت التقرير إلى عمل الإمارات مع الولايات المتحدة على مكونات وتقنيات مهمة على «مسبار الأمل». وبالإضافة إلى بناء الأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية، تطرق التقرير إلى دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للابتكار العالمي في تكنولوجيا الفضاء، حيث أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء مبادرة «سيابس فنشتورز» النظام البيئي في قطاع الفضاء للشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم. ولفت التقرير إلى إنشاء الإمارات صندوقاً بقيمة 817 مليون دولار لدعم قطاع الفضاء في يوليو.

ثقافة الفضاء

وعن إحياء الاهتمام الثقافي بالفضاء، أفاد التقرير إلى أن ثقافة فضاء «حديثة العصر» وكانت تتطور بين الشباب الإماراتي، حيث بدأ العديد من المواطنين التصوير الفلكي والفنون والعلوم المتعلقة بالفضاء، ومنهم سعيد العمادي عضو فريق الاتصالات في مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي حقق شهرة باعتباره الفنان الذي ابتكر شخصية «سهيل» الكرتونية التي رافقت المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.

البيان