فرحة غامرة تعيشها الطفلة الإماراتية الظبي المهيري، بعد أن نقشت اسمها كأصغر ناشرة في العالم باللغتين العربية والإنجليزية في «غينيس للأرقام القياسية» في سن لم تتجاوز السابعة و360 يوماً، وذلك، بعد أن حصدت الناشرة الواعدة العديد من الألقاب مسجلة نجاحات في الكتابة والنشر للأطفال، من خلال مشروعها الرائد «رينبو جمني»، وحصولها أيضاً على لقب أصغر رائدة أعمال إماراتية في عمر السادسة.
وأكدت موزة الدرمكي، والدة الطفلة الظبي المهيري، في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، أن «طموح ابنتها لم يتوقف عند حدود المحلية، بل تعداه إلى أبعد من ذلك، لتوقها لإلهام أطفال من حول العالم، ومعايشتها لتجربة خاصة في التعامل مع أقاربها من الأجيال الجديدة، إذ اكتشفت (الظبي) ابتعاد معظمهم عن القراءة ومطالعة الكتب عن طريق الأجهزة الذكية التي باتت تأخذ حيزاً كبيراً من أوقاتهم، فقررت حينها أن تجمع عدداً من الكتب والألعاب في صندوق أصرّت على عدم فتحه إلا بعد التأكد من ترك الأطفال أجهزتهم الذكية وتفرغهم في المقابل لما ستعرضه عليهم من مفاجآت».
وأضافت الأم: «من هنا انبثقت فكرة القصة التي عكفت ابنتي على كتابتها بعد أن اختارت لها عنوان (كانت لدي فكرة)، ومن ثم نشرها من خلال دار النشر الخاصة بها، في الوقت الذي تم الالتزام فيها، بشروط (غينيس للأرقام القياسية) وهي عدم التدخل في صياغتها، وبيع ما يقل عن 1000 نسخة منها».
مبادرة واعدة
وحول ردود أفعال الأطفال حول القصة الجديدة ومستويات إقبالهم على اقتناء القصة التي خطتها (الظبي)، أشارت الأم إلى أنه، وعلى عكس التوقعات، بيعت أكثر من 1500 نسخة من القصة في أقل من يومين، بفضل الدعم الذي قدمته «طيران الاتحاد» في مقرها الرئيس بأبوظبي، والاحتفاء بهذه المبادرة الواعدة واستضافة ابنتها ضمن يوم المرأة الإماراتية، مشيدة بإقبال فئات عدة من الأطفال على المبادرة التي شملت أيضاً أصحاب همم، معربة عن شعورها بالفخر لنجاح ابنتها في تحقيق حلمها وتقديم نموذج ملهم لأطفال الإمارات والعالم في كيفية بلوغ ما يتمنونه.
وأكملت موزة الدرمكي: «أود أن أنوّه بالدور الكبير الذي لعبه والد (الظبي) في تجربة ابنتي، من خلال المبادئ العظيمة التي لقنها إياها منذ الصغر، وغرس شغف المعرفة والعلم، من خلال تحفيزها على المطالعة والبحث والقراءة، وقادها نحو عوالم الكتب التي شغلها عن الهواتف والأجهزة الذكية التي تحوّلت إلى مشكلة مستعصية اليوم لدى كثيرين من أطفالنا».
طموح
لم يتوقف طموح الطفلة الإماراتية عند حدود كتابة قصص الصغار، لتقرر بالتعاون مع والديها، تأسيس «رينبو جمني» للوسائل التعليمية، التي تعدّ أول منصّة إلكترونية متخصصة في المنطقة، توفر الكتب والوسائل التعليمية والقرطاسية والألعاب صديقة البيئة من عمر شهور إلى حدود الـ13 عاماً، إضافة إلى كتب أطفال التوحد وأصحاب الهمم والمكفوفين، والذي أصبحت معه (الظبي) أصغر كاتبة وناشرة إماراتية تلتقي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين.
واستطردت الأم: «بعد الأصداء الطيبة التي تحققت في هذا الإطار، أطلقت (الظبي) مبادرتها الجديدة (كتب من الأطفال إلى الأطفال)، الهادفة إلى تبني مواهب أصدقائها من الأطفال وإيصال أصواتهم اليافعة إلى العالم، إذ سيظل الكتاب بارقة أمل لنهوض جيل عربي جديد من الكُتّاب والناشرين الصغار القادرين على التعامل مع متغيرات العصر بروح إيجابية متشبثة بالقيم والعادات الإماراتية العربية التي زرعها الآباء والأجداد فينا».
رسالة خاصة للأهل
قالت موزة الدرمكي، إن «مشروع (رينبو جمني) للوسائل التعليمية يتعامل مع دور نشر عالمية مرموقة، يتم من خلالها استيراد آخر إصدارات كتب الأطفال وأفضلها، فضلاً عن حرص دار النشر، التي أسستها الظبي المهيري، مشروعاً عائلياً مع أسرتها الصغيرة، على المشاركة في مختلف المعارض الدولية المتخصصة».
وحرصت على توجيه رسالة خاصة للأهل، شدّدت فيها على ضرورة اهتمام أولياء الأمور بأبنائهم والإنصات إليهم بشكل أكبر ومحاورتهم في مختلف الموضوعات التي تشغل بالهم بصدق وعفوية، للتعرف إلى طموحاتهم وأحلامهم ومساعدتهم مستقبلاً على تحقيقها، مشدّدة على أهمية الرحلة الطويلة والملهمة التي يسلك دربها الأبناء بمساعدة أولياء أمورهم. وقالت: «يحدوني شعور بالفخر برغبة ابنتي البريئة التي كشفت لي عنها يوماً وهي الوصول إلى الأطفال الذين لم يستطيعوا الوصول إليها».
يشار إلى أن الظبي المهيري شاركت في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ40، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل 2022، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب الأخير، علاوة على مشاركتها في مسابقة «بيرل كويست» في جناح المرأة بـ«إكسبو 2020 دبي» تحت رعاية مجلس سيدات أعمال الشارقة، والذي توّجت خلاله بالمركز الثاني لأفضل مشروع مستدام وذات رسالة عميقة وأهداف واضحة في المجتمع.
الإمارات اليوم