A handout image provided by the UAE Ministry of Presidential Affairs shows Oman's Sultan Haitham bin Tariq al-Said (C) offering his condolences to Sheikh Mohamed bin Zayed al-Nahyan (R), President of the UAE and Ruler of Abu Dhabi at the Presidential Airport in Abu Dhabi. - The UAE's long-time de facto ruler Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan was on May 14 unanimously elected as president by the Federal Supreme Council, becoming the ruler of the oil-rich country founded by his father in 1971. (Photo by Rashed AL-MANSOORI / Ministry of Presidential Affairs - Abu Dhabi / AFP) / === RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO / UAE'S MINISTRY OF PRESIDENTIAL AFFAIRS - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS ===

يقوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، غداً بزيارة دولة إلى سلطنة عمان الشقيقة، تستمر يومين، تلبية لدعوة من أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.

وتأتي هذه الزيارة انطلاقاً من العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تربط البلدين، وتعزيزاً لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تجمع الشعبين الشقيقين.

ويبحث القائدان خلال الزيارة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتنموية، ودفعها إلى الأمام بما يلبي تطلعات البلدين ويحقق أهدافهما إلى التنمية المستدامة.

كما يناقش الجانبان مجمل التطورات الخليجية والعربية والقضايا محل الاهتمام المشترك، وجهود البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتتميز العلاقات بين الإمارات وعمان، بخصوصية فريدة نسجتها صلة الأرحام والقربى والمصاهرة، والموروث الثقافي، جعلتها راسخة على مر العقود، وشهدت نمواً سريعاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، حتى وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات كافة.

وتجمع البلدين الشقيقين، علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بكثير من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.

أولوية رئيسية

ويمثل تعميق العلاقات مع السلطنة أولوية رئيسية لدى قيادة الإمارات، وهو ما جسدته تصريحات صاحب السمو رئيس الدولة في وقت سابق حول خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، حيث قال سموه: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».

وتعتبر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وشقيقتها سلطنة عمان وعلى امتداد أكثر من أربعة عقود نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وبدأت العلاقات الثنائية بين الإمارات وسلطنة عمان في عام 1973 عندما افتتحت دولة الإمارات سفارة في مسقط في 15 يوليو من العام نفسه، ومنذ ذلك الحين، يتمتع البلدان بعلاقات ودية شكلت نموذجاً للعلاقات الأخوية على الصعيدين الثنائي وفي إطار مجلس التعاون الخليجي.

كما شهدت العلاقات الإماراتية العمانية تطوراً وتقدماً كبيراً ومستمراً على كافة المستويات والصعد خلال السنوات الماضية، لا سيما من الناحية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، يتجلى في زيادة التبادل التجاري للسلع والخدمات وإقامة المشاريع الاستثمارية المتبادلة.

وانطلاقاً من العلاقات الأخوية بين البلدين والرغبة في تطوير التعاون بينهما، تم إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين الإمارات وسلطنة عمان في مايو 1991، كما وقع البلدان أكثر من 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات: الخدمات الجوية، واتفاقية النقل البري الدولي للركاب والبضائع، والاتفاقية الثنائية للربط الكهربائي.

مصالح مشتركة

ولا تنفك العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تمضي بخطى ثابتة وواثقة لمزيد من التعاون، والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، بدعم كبير من قيادة البلدين، لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة والمتبادلة للدولتين وللشعبين، لتعزيز الارتباط الوثيق والعميق للمصالح بينهما على كل المستويات، وفي كل المجالات لتحقيق الرفاهية والازدهار.

وشمل التعاون بين البلدين الشقيقين العديد من المجالات، أهمها التعاون في مجال الربط الآلي في المنافذ البرية، والتعاون في النقل البري للركاب والبضائع، والتعاون في مجال أسواق المال، والتعاون في مجال حماية المستهلك، والتعاون في مجال البيئة البحرية، والتعاون في مجال الربط الكهربائي، والتعاون في مجال الطيران المدني، إلى جانب التعاون في مجال الخدمة المدنية، والتعاون في المجال التربوي، والتعاون في مجال الصحة، وغيرها من المجالات.

موروث ثقافي

ويتقاسم البلدان الشقيقان موروثاً ثقافياً مشتركاً تمتد جذوره إلى عمق التاريخ، من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية. وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية، ومرت بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت في ترسيخها والمضي بها قدماً، وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وشكلت الزيارة التاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على إثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية» كبديل عن جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة، وتعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان.

وتربط بين الإمارات وعمان عادات وتقاليد مشتركة، رسمت العلاقة القوية بين البلدين، وقدمت القيادة الحكيمة في البلدين الثقة والدعم المتواصل لدفع العلاقات الأخوية والعميقة بين البلدين لآفاق رحبة جعلتها في مرتبة التميز والرصانة على مختلف المستويات، مما عكس مستوى العلاقة بين الدولتين، وساهم في تطوير وتعزيز التعاون بينهما، بناء على مبدأ المصلحة المشتركة القائمة على الأهداف والمواقف التي تحقق تكامل الرؤى بين البلدين.

البيان