كشف وزير التربية والتعليم، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، عن أن الوزارة تعكف على وضع خطة لتطوير منهاج التربية الرياضية في المدارس، لاكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة.
وأشار إلى أن دخول الطالب الأقل سناً من مواليد 31 أغسطس، للصف الأول، يؤخره في التحصيل التعليمي سنة دراسية عن أقرانه، وفق دراسة أجريت، أخيراً.
جاء ذلك خلال حديثه، أول من أمس، في «مجالس الأمين» في مجلس الخوانيج، تحت عنوان «التربية والتعليم في ضيافة مجالس الأمين»، وأدارها الإعلامي مروان الحل، وحضرها وكيل الوزارة المساعد لقطاع الترخيص والجودة، الدكتور حمد اليحيائي، والوكيل المساعد لقطاع المناهج، الدكتور حسان المهيري، بجانب عضوتي المجلس الوطني الاتحادي، شذى علاي النقبي، ومريم ماجد بن ثنية، ومدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور حمد بن الشيخ الشيباني، وعدد من التربويين والطلبة وذويهم.
وتفصيلاً، أكد الفلاسي أن استراتيجية الوزارة ومناهجها تعزز الهوية الوطنية في نفوس الطلبة، عبر محاور مختلفة، أبرزها التركيز على اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، و«الدراسات الإماراتية»، وغرس مفهوم التطوع لدى الطلبة.
وتناولت الجلسة أربعة محاور رئيسة، هي دور الوزارة في تعزيز الحس الوطني والهوية الوطنية، وتوعية النشء بالمخاطر الداخلية والخارجية، وتشجيع الطلاب على التطوع وخدمة المجتمع، وتطوير المهارات الذاتية للطلاب.
وقال الفلاسي إن توجه الدولة الاستراتيجي أن تكون وزارة التربية والتعليم معنية بالسياسات ووضع المناهج، وأن فصل الأمور التشغيلية في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي يعطي الوزارة حيّزاً أكبر للتخطيط والتطوير.
وحول دور الوزارة في بناء الحس الوطني، أوضح الفلاسي أنه في الإمارات يتم التركيز على «التربية» و«التعليم» معاً، وهذا ما نراه من خلال توجيهات القيادة، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، باستحداث منهاج التربية الأخلاقية، ما يؤكد الحرص على ترسيخ الهوية الإماراتية وتعزيز التسامح، كذلك أدخل برنامج السنع في المناهج الدراسية لطلبة المدارس، والذي يعزز القيم الإماراتية، إضافة إلى الحرص على تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، والتي تمت صياغتها للتركيز على الوحدة الإماراتية، واستمرارية الإرث الإماراتي.
وتابع أن الوزارة أدخلت في التعليم العالي، مساق «الدراسات الإماراتية»، حيث يدرس الطلبة هذا المساق في السنة الأولى من الجامعة، ويتضمن تراث الإمارات وثقافتها وتاريخها.
وأشار إلى عدة تحديات تواجه الطالب الإماراتي والتي بدأت بالظهور مع سرعة التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا في التعليم والحاجة إلى حماية الطفل من أي محتوى غير مناسب، إضافة إلى حماية الطالب من بعض المفاهيم الخارجية الدخيلة على المجتمع.
وأضاف الفلاسي: «يأتي من بين الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لحماية الطلبة، وتوفير الجودة التعليمية لهم، أن الوزارة أدخلت نظام رخصة المعلم والذي تعتبره شرطاً لمزاولة مهنة التدريس، إضافة إلى التوقيع على ميثاق المعلم، والذي يتطلب الالتزام به وفي حال مخالفة أي بنود تسحب الرخصة من المعلم»، لافتاً إلى أن وجود تشريع لحماية الطفل وهو قانون وديمة، ووضع سياسة واضحة لمواجهة ظاهرة التنمر، أدى إلى تراجعها بشكل كبير.
إلى ذلك، قال الفلاسي إن «التطوع يُعد أحد المحاور المهمة لتعزيز المشاركة المجتمعية لدى الطلبة، وبالنظر إلى الفعاليات المتعددة التي تستضيفها دولة الإمارات، نجد أعداداً غفيرة من المتطوعين، ومن بين هذه الفعاليات (إكسبو 2020 دبي)، ولذلك نحاول تعزيز مفهوم التطوع في المدارس، وعلى مستوى التعليم العالي، وهذا ما نراه في كليات التقنية العليا التي تعد أكبر مؤسسة تعليم عالٍ في الدولة، والتي خصصت ساعات تطوعية معينة في السنة الدراسية، وهنا لابد من تحديد شقين للعمل التطوعي، أحدهما على الوزارة، والآخر على المؤسسات، لتوفير فرص التطوع، حتى يكون العمل التطوعي ممنهجاً».
وأكد الفلاسي اهتمام الوزارة بالتربية الرياضية في المدارس بشكل كبير، حيث تم الدمج بين اتحادين للرياضة في المدارس، لاكتشاف المواهب الرياضية، وتعمل الوزارة حالياً على وضع خطة لتطوير مناهج التربية الرياضية في المدارس.
وأضاف: «لابد أن يكون المعني باكتشاف المواهب الرياضية مؤهلاً، وتتوافر الآلية لتسجيل هؤلاء الطلبة في النظام الإلكتروني الموحد مع جميع معلمي الرياضة في المدارس، وتصنيف الطلبة حسب نوع الرياضة التي يمارسونها».
وأشار إلى أن الوزارة أعدت دراسة شاملة ومستفيضة حول العمر الأفضل للتسجيل في المدرسة، لتحديد العمر الأنسب للتسجيل، إذ خضعت مجموعتان من الطلبة لدراسة، الأولى دخلت المدارس في السن المحددة، والأخرى دخلت في سن أقل، وتضمنت عينة الدراسة طلبة مواطنين ومقيمين، ومن جميع المناهج، وطبّقت عليهم اختبارات دولية (للصف الرابع)، وتم الفصل بين المجموعتين، وأوضحت نتيجة الدراسة أن الفرق في تحصيل المجموعة الثانية أقل من الأولى بأكثر من 30 نقطة، ما يعادل سنة دراسية، ونتيجة لمقارنات معيارية ودراسات مستفيضة، تم تحديد العمر المناسب لتسجيل الطلبة في المدارس.
من جهة أخرى، أكد المشرف العام لخدمة الأمين، عمر الفلاسي، أهمية المشاركات المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز الترابط بين الطلبة وذويهم والمؤسسات التعليمية، التي تلعب دوراً كبيراً في تنشئة الأجيال وزرع الهوية الوطنية، ودور المؤسسات التعليمية في رصد الظواهر الدخيلة التي قد تؤثر سلباً على الأبناء، وتعزيز الدور التربوي للمؤسسات التعليمية في غرس الخصال الحميدة والآداب العامة، وحثهم على الخدمات المجتمعية من خلال التطوع ومساعدة الآخرين، وتتطلع الخدمة إلى مشاركات أخرى بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع في دبي ومؤسسة دبي للإعلام.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع، حريز المر بن حريز، إن مبادرة «مجالس الأمين» تترجم أحد الأهداف المهمة لمجالس الأحياء، وهي أن تكون منبراً مباشراً للتواصل مع أفراد المجتمع، وتوحيد الرؤى والأهداف لما فيه صالح المجتمع وسعادة أبنائه.
الإمارات اليوم