بعد يومين من النقاشات التي تناولت تحديات قطاع النشر العربي تحت شعار «صناعة المحتوى العربي وتحديات ما بعد الجائحة»، بحضور 627 ناشراً ومهتمّاً، وبمشاركة 35 ناشراً ومتحدّثاً شاركوا في 8 جلسات، اختتم «مؤتمر الناشرين العرب»، أعمال دورته السادسة التي استضافتها الشارقة، من 2 حتى 3 نوفمبر بالتزامن مع انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ41.
شهد اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الذي نظمته جمعية الناشرين الإماراتيين واتحاد الناشرين العرب، بالشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب، 4 جلسات حوارية، سلطت الضوء على تداعيات أزمة كورونا على صناعة النشر والتعليم في العالم العربي، وبحثت واقع اللغة العربية ودور المؤلفين والناشرين في إثراء محتواها المعرفي، وترسيخ أهميتها في وعي مجتمع القراء. وناقش المتحدثون مستقبل المكتبات العربية وحرية التعبير، وبحثوا الحلول الممكنة للحد من أزمة التوريد العالمية، وتخفيف أثرها على قطاع النشر.

الشارقة راعية الثقافة 
واستعرض راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، في الجلسة الختامية، التوصيات التي خرج بها المؤتمر، وتضمنت إشادة المشاركين بالرعاية الكريمة التي حظيت بها الدورة السادسة من طرف إمارة الشارقة ممثلة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وراعي مشروعها الحضاري الذي وضع الاهتمام بالكتاب والقراءة في متن المشروع الحضاري للإمارة، وجعل من رعاية الثقافة والإبداع علامة فارقة في مسيرة الشارقة، حتى أصبحت عاصمة عالمية دائمة للكتاب وللثقافة العربية والحوار الحضاري الخلاق مع ثقافات العالم.
وأوصى المؤتمر، رئاسة اتحاد الناشرين العرب بإعداد دراسة تستشرف مستقبل وشكل معارض الكتاب في ظل تزايد انتشار منصات الكتب الرقمية والمسموعة، للخروج بنتائج تفيد الناشرين في التوصل إلى المعادلة المثالية للتوازن في صناعة الكتاب الورقي والرقمي.

حقوق الملكية الفكرية
وتضمنت توصيات المؤتمر دعوة لتكثيف جهود حماية حقوق الملكية الفكرية في المنطقة العربية، وتفعيل تطبيق القوانين والتشريعات ذات الصلة بحماية حقوق المؤلفين والناشرين، ومواصلة التزام إدارات المعارض الدولية للكتاب بحظر مشاركة القائمة السوداء للمقرصنين. وفي هذا السياق، أوصى المؤتمر كذلك بإعداد قائمة بالمواقع الإلكترونية التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية وتنشر الكتب والمطبوعات المقرصنة، ورفع القائمة إلى الجهات المختصة في كل دولة لحظر تلك المواقع بهدف الحد من تأثير قرصنة الكتب عبر الإنترنت على حجم سوق النشر في المنطقة العربية.

ردم فجوة المهارات 
وسعياً لمعالجة فجوة المهارات لدى العاملين في صناعة النشر وإيجاد الحلول التدريبية العملية، أوصت الدورة السادسة لمؤتمر الناشرين العرب ببحث اتحاد الناشرين العرب عن آليات للتعاون مع جهات إقليمية ودولية لتمويل ورش تدريبية للناشرين.
وبهدف تعزيز تكيّف الناشرين مع مرحلة ما بعد الجائحة واستثمار مختلف الفرص لزيادة نسبة مبيعاتهم، أوصى المؤتمر ببحث متطلبات المشاركات الفعّالة في مختلف الفرص التسويقية على أرض الواقع وعبر المنصات الإلكترونية، والعمل على الموازنة بين المحتوى المعرفي وسوق النشر، ومراعاة اهتمامات مجتمع القراء في المنطقة العربية بفئاتهم وشرائحهم كافة.

التجارب العالمية
شملت توصيات المؤتمر الاستفادة من تجارب الناشرين في الأقاليم والدول الأخرى مثل الهند وبلدان أفريقيا، وبحث الاستفادة من تحول التعليم خلال فترة الجائحة إلى نظام الدراسة عن بُعد، لتوجيه نسبة من رؤوس أموال الناشرين للاستثمار في صناعة المحتوى التعليمي الافتراضي. وختم المؤتمر توصياته بالدعوة إلى التنسيق مع مختلف المنظمات والجمعيات والاتحادات المعنية بصناعة النشر وطباعة الكتاب في المنطقة والعالم لضمان إقرار تسهيلات لوجستية عالمية موحدة تضمن تدفق سلاسل الإمداد بالمواد التي تندرج ضمن متطلبات صناعة النشر.

الاتحاد