تجدد القتال في العاصمة السودانية الخرطوم ووقعت اشتباكات متواصلة وإطلاق نيران المدفعية في ساعة مبكرة من صباح أمس، بعد وقت قصير من انتهاء وقف لإطلاق النار استمر 24 ساعة ساعد في هدنة قصيرة في القتال المستمر منذ ثمانية أسابيع.
وأفاد شهود عيان بسماع أصوات القصف والاشتباكات في الخرطوم بعد 10 دقائق من انتهاء الهدنة في السادسة صباحاً، وقال آخرون إن القتال استؤنف أيضاً في شمال أم درمان التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وقال سكان إن قصفاً مدفعياً وقع في منطقة شرق النيل في الضواحي الشرقية للعاصمة وعند جسر يربط بين أم درمان وبحري.
وكانت الهدنة الأخيرة تمّ التوصل إليها بوساطة «سعودية-أميركية»، لمدة 24 ساعة، وبدأت عند الساعة السادسة صباح أول من أمس، وعلى رغم أن توقعات السكان حيالها كانت متواضعة، لكن توقف المعارك، أول من أمس، أتاح لأهل العاصمة شراء احتياجاتهم الضرورية.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل الماضي بسبب توترات تتعلق بخطة مدعومة دولياً للانتقال إلى الحكم المدني. وتسبب الصراع في مقتل نحو 1800 شخص ونزوح أكثر من 1.9 مليون داخلياً وخارجياً، ما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.
ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني من النهب والاشتباكات، كما اندلعت الاضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي عانى بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاماً، وأبلغ سكان ونشطاء عن مزيد من التدهور في الأيام القليلة الماضية في مدينة الجنينة، قرب الحدود مع تشاد.
ومن المدن المتضررة الأخرى مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان إلى الجنوب الغربي من الخرطوم وتقع على طريق رئيس يؤدي إلى دارفور، ويقول السكان إنها تشهد فعلياً حالة حصار بسبب الصراع مع انقطاع الإمدادات الغذائية والأدوية.
وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من المدن الأخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية، وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.
سياسياً، قالت وكالة الأنباء السودانية إن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الاتحاد الإفريقي رئيس جزر القمر غزالي عثماني، وتطرق الاتصال للجهود المبذولة عبر المفاوضات لحل الأزمة في السودان، وأكد رئيس الاتحاد الإفريقي على ضرورة أن يكون الحل إفريقياً لإحلال السلام في السودان، فيما أكد البرهان أن حكومة السودان مع أي حل ينهي الحرب ويعيد الطمأنينة للشعب السوداني.
الإمارات اليوم