تحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يصادف الـ 15 من يوليو من كل عام، وهو التاريخ الذي أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماده منذ العام 2014، وتشارك الدولة هذه المناسبة العالمية لإبراز دور وقدرات الشباب ومساهمتهم في بناء المستقبل.
وسعت دولة الإمارات إلى بيان الاستراتيجيات الموجهة إلى هذه الفئة المهمة في المجتمع في مجال عديدة، منها الاهتمام بتنمية قدرات الشباب وصقل مهاراتهم وتزويدهم بالمعارف وإيجاد فرص الأعمال المناسبة لهم.
وتدعم الإمارات تلك الاستراتيجيات وتوجه الجهات والمؤسسات نحو تسليط الضوء على أهم المبادرات والأنشطة التي توظف فئة الشباب وتستثمر في طاقاتها الشبابية، من خلال إطلاق المنصات التي تخاطبهم وإيجاب المبادرات والبرامج التي تستقطبهم وتوجههم نحو التطور والإبداع والريادة.
وأولت دولة الإمارات قطاع الشباب أهمية كبيرة، عبر توفير فرص التمكين وإيجاد البرامج الوطنية التي تحفزهم نحو الابتكار والمبادرة، وإيجاد سبل الرعاية والعناية بهم، والتعرف على أبرز التحديات التي تواجههم في مجالات العمل المتاحة، وإيجاد الفرص الوظيفية التي ترتقي بطموحاتهم ومهاراتهم، فضلاً عن التطوير من البيئات التعليمية والوظيفية.
منصات رقمية
وقامت الإمارات بتوفير خدمات ومنصات رقمية للشباب، والتي تقدم البرامج التعليمية والتدريبية والأنشطة الرياضية وغيرها التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم، وحرصت على إشراكهم في عملية صنع القرار، فهم قادرون على التفاعل وصنع مستقبل الغد والتخاطب مع لغات العصر والتعامل الأفضل مع الوسائل التكنولوجية المتطورة والحديثة، والأقدر على إدارة ودفع عجلة التنمية والتطور بأفكارهم وإبداعاتهم.
ولضمان مشاركتهم وتفاعلهم مع مختلف جوانب المجتمع وتعزيز الهوية الوطنية وروح الانتماء، حرصت الإمارات على أن يكون الشباب جزءاً من رؤيتها في العام 2021، مع حلول اليوبيل الذهبي للدولة، وذلك من باب إيمانها القوي بمدى قدرتهم على إحداث التغيير والفارق، خاصة في المجالات والمهارات المستقبلية والحديثة التي تظهر وتواكب التغيرات الجديدة، بالتحديد في مجالات الفرص الوظيفية والمجالات المهنية والتقنية.
مجالس الشباب
وأنشأت دولة الإمارات مجالس الشباب في العام 2017 والتي تهدف إلى إيصال صوت الشباب وطرح وجهة نظرهم، والتأكيد على أهمية تفعيل دور هذه الشريحة في المجتمع والاستثمار في المهارات الشبابية وتوفير الأدوات التدريبية للارتقاء بمكانتهم وقدراتهم، فهم جيل جديد عاصر التقنيات الحديثة والأجدر على مواكبة التغيرات المستقبلية بمختلف جوانبها، والتعامل مع الاحتياجات والتحديات القادمة، عبر وضع السياسات والاستراتيجيات وإيجاد المشاريع الخاصة بهم، والتي تشكل تلك المجالس دوراً محورياً في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للشباب.
وأوجدت الإمارات مراكز الشباب إحدى قنوات تفريغ الطاقات الشبابية وإبراز إمكانياتهم في شتى المجالات، ضمن مبادرات إبداعية تحفزهم على المشاركة الفعالة مع مختلف البرامج والورش التدريبية التي تؤهلهم في مختلف المجالات العملية والعلمية والمهنية، وأعلنت دولة الإمارات استحداث مركز الشباب العربي الذي يدعم الشباب وقدراتهم، ويحفز جوانب التميز والابتكار في العالم العربي.
شهر الابتكار
تحتفي دولة الإمارات بشهر الابتكار كل عام بهدف عرض أفكار المبدعين من مختلف فئات المجتمع، من ضمنهم فئة الشباب، ويستقطب الأفكار والمبادرات التي تعزز مفهوم البحث والإبداع من خلال تعزيز رأس المال البشري، وبناء القدرات الوطنية التي تسهم في التفوق العلمي والتقني وزيادة فرص ابتكار في مختلف المجالات، بما يتلاءم مع الخطط المستقبلية للدولة.
والمسابقة الوطنية لمهارات الإمارات إحدى المبادرات الموجهة في تمكين شباب ودعم وإبراز مواهبهم، وتأهيلهم للتميز في سوق العمل، عبر توفير الأدوات المعرفية والإمكانات اللازمة لتحقيق التفوق في مسيرتهم المهنية.
وزيرة شابة
في سابقة من نوعها، قامت دولة الإمارات بتعيين أصغر وزيرة دولة للشباب في العمر 22 عاماً، لتكون أصغر وزيرة في العالم، وصوتاً للشباب تستمع إلى آرائهم وملاحظاتهم، وذلك لقدرة جيل الشباب على التغيير والتميز من خلال الطاقات المختزلة لديهم في هذا العمر، فضلاً عن إيجاد منصة فرص الشباب الإماراتي التي أطلقتها المؤسسة الاتحادية للشباب وتقدم خدمات مختلفة لهم من البرامج التطويرية والخدمية والمنح والمسابقات وغيرها التي تطرحها الجهات والمؤسسات في الدولة، ودعوتهم إلى خدمة الوطن منها في الأعمال التطوعية والتطوير من مهاراتهم من أجل مستقبل واعد يقوم على سواعدهم.
واعتمد مجلس الوزراء إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب عام 2018، بهدف الاستثمار الأفضل للشباب وتطوير قدراتهم وبناء شخصياتهم، ليتمكنوا من خدمة المجتمع ورفع راية المستقبل وإيجاد البيئات المناسبة لاحتضانهم بهدف تعزيز روح القيادة لديهم وتبني المبادرات المعنية بتوجهاتهم وأفكارهم، وخلال التعديل الوزاري لمجلس الوزراء في 2020، تم دمج قطاع الشباب مع وزارة الثقافة، وتغيير مسمى الوزارة لتكون وزارة الثقافة والشباب.
استراتيجية وطنية
أوجدت دولة الإمارات استراتيجية وطنية للشباب تعتمد على 5 تحولات في حياة الشباب، وهي التعليم والعمل واتباع نمط حياة صحي وآمن، والبدء في تكوين الأسرة وممارسة المواطنة والعمل الوطني، حيث تسعى إلى صقل شخصية الشباب الإماراتي ليكونوا جزءاً مهماً في رؤية الدولة التنموية خلال الـ 50 عاماً القادمة.
وتتنافس مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة للاحتفال بهذا اليوم العالمي من خلال تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تستقطب الشباب وتبرز أهمية وجودهم في المجتمع، فضلاً عن حلقات الشباب التي تطرح أصوات وآراء هذه الفئة للمسؤولين لاتخاذ القرارات التي تصب في صالحهم، وكذلك تنظيم المعارض التي تستعرض المهارات الفنية والمهنية والوظيفية، وتطوير وتأهيل الشباب لمهن ومتطلبات المستقبل.
الاتحاد