أكدت منظمة الصحة العالمية، أن الأوضاع الصحية في السودان «بلغت مستويات خطيرة للغاية»، مشيرة إلى أن أكثر من ثلثي المستشفيات «خارج الخدمة» وسط ازدياد التقارير عن وقوع هجمات على المرافق الصحية.
ونوّهت المنظمة بأنها تحققت حتى الآن، من وقوع 51 هجوماً على المرافق الصحية، ما أسفر عن 10 حالات وفاة، و24 إصابة، وقطع سُبل الحصول على الرعاية التي تشتد الحاجة إليها.
وأعلنت المنظمة أن النزاع تسبب في أزمة صحية لنحو 3.4 ملايين سوداني، أجبروا على الفرار، داخل البلاد أو عبر حدودها، مؤكدة وجود بلاغات عن حالات من الأمراض المعدية، وأمراض أخرى بين النازحين الذين التمسوا المأوى في مواقع يصعب الوصول إليها، حيث الخدمات الصحية محدودة.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، نعمة سعيد عابد، خلال مؤتمر صحافي افتراضي، إن «حجم الأزمة الصحية هائل. ونحن نعمل جاهدين على زيادة استجابتنا، وتقديم الإمدادات الطبية الحيوية، وغيرها من الإمدادات الصحية الطارئة».
وأضاف: «رغم أن الهجمات على المرافق الصحية وانتشار انعدام الأمن يزيدان من تفاقم التحديات، فإننا مصممون على الوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، ونحض على زيادة دعم الجهات المانحة لضمان تقديم المساعدات على النحو المناسب».
وتعمل «الصحة العالمية» مع شركائها من السلطات الوطنية على توفير المساعدة الصحية الطارئة لـ760 ألف شخص، هجروا ديارهم بسبب القتال إلى 5 بلدان مجاورة، هي: جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان.
وتوجه معظم اللاجئين إلى تشاد، التي تستقبل 2500 نازح يومياً. وحددت المنظمة وشركاؤها 1400 حالة إصابة بالصدمات عالجوها هناك، بما في ذلك إجراء 60 عملية جراحية كبرى.
وتُعزى 70 % من الإصابات الجسدية إلى إصابات ناجمة عن طلقات نارية، في حين يُبلغ عن حالات إصابة بالملاريا، وسوء التغذية، والكوليرا بين النازحين.
وتستضيف تشاد وحدها ربع مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل عدد مماثل نهاية العام الجاري، بحسب ممثل المنظمة هناك، جان بوسكو نديهوكوبوايو.
وقال نديهوكوبوايو: «من شأن ذلك أن يزيد بشكل كبير من الاحتياجات الصحية، ويفرض ضغوطاً هائلة على المرافق الصحية المتاحة».
وذكر تقرير المنظمة أنه تم تحديد حالات الملاريا بين الأطفال دون سن الخامسة، فضلاً عن الحالات المشتبه في إصابتها بالحمى الصفراء، بين 17 ألف شخص نزحوا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى.
وحسب التقرير الأممي، جرى الإبلاغ عن تفشي مرض الكوليرا في مواقع شمالي إثيوبيا، حيث تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين.
في الأثناء، أدى تدفق أكثر من 176 ألف شخص إلى جنوب السودان لاستنزاف المرافق في منطقة الرنك، حيث يؤدي الارتفاع الحاد في حالات الإسهال المائي الحاد بين الأطفال دون الخامسة إلى ارتفاع معدل الوفيات. كما جرى الإبلاغ عن ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحادة الشديدة والحصبة بين الأطفال.
البيان