يستعد سلطان النيادي رائد الفضاء الإماراتي للعودة إلى كوكب الأرض خلال الأسابيع المقبلة، على متن مركبة «دراغون» وستبدأ بانفصال عن المحطة الدولية، يعقبها تنفيذ مناورات عدة لدخول الغلاف الجوي بسرعة 27 ألف كم/ الساعة، أي أكثر من 20 ضعف سرعة الصوت، يلي ذلك إطلاق مظلتين من المركبة على ارتفاع 5.5 كم لتخفيف السرعة، ثم إطلاق 4 مظلات أخرى على ارتفاع 2 كم، ليجري الهبوط في مياه المحيط الأطلسي مقابل سواحل فلوريدا الأميركية، حيث ستعمل أطقم متخصصة على استعادة المركبة سليمة على متن سفينة، ثم يجري نقل الرواد عبر مروحية إلى مركز جونسون للفضاء، لإجراء الاختبارات الصحية، من أجل التأكد من سلامتهم.

وسيخضع النيادي لفحوص طبية في مدينة هيوستن فور هبوطه على سطح الأرض للتأكد من صحته وكفاءة أجهزته العضوية، ومن ثم بدء إجراء الاختبارات الطبية عليه بخصوص مقارنة النتائج للتجارب التي أجراها على نفسه في بيئة الجاذبية، مشيراً إلى أنه يواجه رواد الفضاء لدى عودتهم إلى كوكب الأرض، لعدة اضطرابات بدنية وصحية، مثل عدم القدرة على المشي بسهولة.

تجارب ودراسات بشكل شخصي
خلال مهمته، أجرى النيادي على مدى 6 أشهر تجارب ودراسات بشكل شخصي على جسمه، للتعرف على حالته الجسمانية في ظل الجاذبية الصغرى. وشملت مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات، واختبارات متخصصة بعلوم الحياة، وأخرى هدفها التغيرات التي تحدث للسوائل ضمن بيئة الفضاء، كذلك تجارب تختص بعلم النفس، وأخرى بيولوجية، ترتبط بالنباتات وكيفية زراعتها ونموها وتأثيرات الجاذبية فيها، وغيرها الكثير من التجارب.

ويعد المشي الفضائي، الذي أجراه النيادي نهاية إبريل الماضي، لمدة 7 ساعات ودقيقة واحدة، إنجازاً تاريخياً يضاف إلى سجل الإنجازات، التي حققها في مجال استكشاف الفضاء، حيث عمل على سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، كما ساهم لاحقاً عبر الذراع الروبوتية «كندارم 2» من خلال نظام المحاكاة على الحاسوب، في التجهيز لمهمة السير في الفضاء خارج المحطة الدولية، لتركيب عدد من الألواح الشمسية.

الاتحاد