قال المهندس عدنان الريس، مدير مهمة «طموح زايد 2»، إن سلطان النيادي الذي يعود إلى أرض الوطن غداً، استطاع أن يجتاز أول مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية بنجاح، حيث أصبح أول رائد فضاء عربي يقضي هذه المدة، وأول رائد عربي يسير في الفضاء الخارجي.
وأضاف: تعد أول مهمة سير في الفضاء بتاريخ العرب، والتي خاضها سلطان النيادي، إنجازاً غير مسبوق لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، كما أكمل النيادي 4000 ساعة عمل في الفضاء، حقق خلالها إنجازات نوعية وتاريخية، رسخت اسم دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً كأول دولة عربية تنجز أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، دامت لـ6 أشهر، في محطة الفضاء الدولية، وتضمنت إجراء تجارب علمية رائدة تسهم في خدمة البشرية والمجتمع العلمي.
تدريبات
وأكد الريس: خضع سلطان النيادي رفقة هزاع المنصوري رائد الفضاء، للعديد من التدريبات المتواصلة والتي بدأت قبل 5 سنوات، وذلك في إطار تأهيلهما المستمر، وإكسابهما العديد من الخبرات الاحترافية، التي تؤهلهما لإجراء مهمات متقدمة وتشغيل مكونات محطة الفضاء الدولية كافة.
وقال خضع النيادي لعدد من التدريبات والتجهيزات، منها تخصيص أسبوع لتجربة أكثر من 200 صنف من الأطعمة والمشروبات بمختبر أنظمة الغذاء في ناسا، لاختيار الأصناف المفضلة لديهما في قائمة الطعام على هيئة معلبات وأكياس مضغوطة، تشمل اللحوم والخضراوات والحساء والقهوة والفواكه المجففة، وغيرها.
وتابع: كما أنجز تدريبات مكثفة على الذراع الروبوتية في وكالة الفضاء الكندية، شملت القيام بعمليات دعم مهام السير بالفضاء والتقاط مركبات الشحن والتعامل مع الحمولات الخارجية، بالإضافة إلى تجربة ارتداء بدلة الرواد البيضاء كاملة، مع الخوذة، والتي تتطلب 45 دقيقة لارتدائها كاملة وتركيب المعدات المرفقة بها، والتي تعمل كنوع من مركبات الفضاء الصغيرة، من خلال تزويد الرواد بالبيئة والمعدات المطلوبة للمكوث في الفضاء والسير فيه.
التواصل المجتمعي
وأكد الريس، أن رحلة النيادي أسهمت في إثراء المعرفة بقطاع الفضاء ومجالاته للمجتمع، وذلك عبر تعزيز التواصل المجتمعي خلال المهمة ضمن سلسلة لقاء من الفضاء التي استقطبت أكثر من 10 آلاف شخص، وبتنظيم نحو 12 اتصالاً مرئياً مع الجمهور وسبعة اتصالات لاسلكية من مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تكمن أهمية التواصل في تعزيز الثقافة والتعليم في هذا المجال وإلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين.
برنامج الإمارات لرواد الفضاء
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في أبريل من عام 2017، برنامج الإمارات لرواد الفضاء كجزء من برنامج الإمارات الوطني للفضاء، بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة، وخلق ثقافة الاستكشاف العلمي وتحفيز الشباب على دراسة مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء.
وأضاف: يعمل برنامج الإمارات لرواد الفضاء على إعداد طواقم من رواد الفضاء الإماراتيين، استعدادًا لخوض مهمات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، وغيرها من الوجهات في الفضاء، كما يعد البرنامج الأول من نوعه في العالم العربي ويقدم التدريبات والخبرات والتأهيل اللازم للكوادر الإماراتية لتمثيل دولة الإمارات والعالم العربي في بعثات الفضاء المستقبلية، وإجراء تجارب علمية تدعم مسيرة استكشاف الفضاء عالمياً.
وبين أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء يهدف إلى تأهيل فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وفقاً لأعلى المعايير، ودعم رؤية دولة الإمارات من أجل بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كشريك عالمي في مهمات الفضاء المأهولة.
وتابع: كما يهدف برنامج الإمارات لرواد الفضاء إلى تطوير فريق وطني من رواد الفضاء لتحقيق تطلعات الدولة في الاستكشافات العلمية، والمشاركة في مهمات الاستكشاف المأهولة، وتحفيز وإلهام الأجيال الشابة على الاهتمام بدراسة مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما يهدف للإسهام في بعثات استكشاف الفضاء العالمية من خلال تطوير وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وتشجيع ثقافة البحث العلمي وتشجيع الاستكشاف والابتكار.
50 شخصاً
وقال الريس، إن إجمالي فريق العمل الخاص بمهمة النيادي 50 شخصاً، ويتوزعون في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج، ومركز التحكم بهيوستن في ناسا، ويضم الفريق الخاص بإدارة العمليات الذي يضع خطط العمل المتعلقة بالرائد ومتابعة تنفيذها، والفريق العملي المعني بوضع الخطط والتجارب العلمية، كذلك الفريق الخاص بالجوانب التعليمية والأكاديمية والتوعوية، والفريق الطبي الخاص بالمهمة، لمتابعة الحالة الصحية للنيادي قبل المهمة وخلالها وبعد إنجازها.
الاتحاد