يتجه سعر القمح نحو تسجيل أسوأ سلسلة خسائر فصلية منذ 14 عاماً، إذ أدى الحصاد الوفير في أجزاء من نصف الكرة الشمالي إلى تعويض النقص الناتج عن التوترات المستمرة في البحر الأسود بعد إنهاء اتفاق الحبوب.

هبطت العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو بنحو 11% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتستعد للانخفاض الفصلي الرابع، وعلى الرغم من إنهاء موسكو لاتفاق الممر الآمن للحبوب في يوليو الماضي، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير شحناتها؛ فإن الإمدادات الوفيرة أدت إلى تقييد الأسعار، وكانت روسيا واحدة من الدول التي جنت حصاداً وفيراً.

قال مايكل وايتهيد، رئيس قسم توقعات الشركات الزراعية في مجموعة “أستراليا أند نيوزيلندا” المصرفية: “الأحداث المحيطة ببداية الصراع في أوكرانيا أوضحت أن العالم يمكنه الآن -وفي هذا العصر- إيصال شحنات الحبوب إلى الأماكن التي تحتاج إليها، وقد يدوم هذا السعر المنخفض للقمح لفترة طويلة، ويتحول إلى المستوى الأساسي للأسعار”.

وأظهر مسح أجرته هيئة الإحصاء الكندية، الثلاثاء الماضي، انخفاض إنتاج القمح في كندا بنسبة 14.2 في المائة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وذلك بسبب انخفاض هطول الأمطار عن المتوسط وارتفاع درجات الحرارة.

ومع ذلك، انخفضت أسعار القمح في شيكاغو بنسبة 10 في المائة تقريباً هذا الشهر، مع تزويد السوق بشكل جيد بالحبوب الروسية الرخيصة.

ورفعت شركة «سوفيكون» الروسية للاستشارات الزراعية، توقعاتها لمحصول روسيا هذا العام إلى 92.1 مليون طن متري من 87.1 مليون طن العام الماضي.

كما قال مسؤول أوكراني لـ«رويترز» إنه من غير المتوقع أن يقلل المزارعون مساحة القمح الشتوي الذي يزرعونه لموسم 2024 على الرغم من ارتفاع التكاليف اللوجيستية بسبب الحرب مع روسيا.

وأظهرت البيانات أن صادرات القمح اللين من الاتحاد الأوروبي في موسم 2023 – 2024 انخفضت إلى 4.49 مليون طن متري بحلول 27 أغسطس (آب)، من 6.31 مليون طن قبل عام.

وفي سوق فول الصويا، ارتفعت الأسعار بنحو 4.5 في المائة هذا الشهر، حيث أدى الطقس الحار والجاف في الولايات المتحدة إلى إتلاف المحاصيل في مرحلة نمو حاسمة. ومن المتوقع أن يستمر الطقس الجاف خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن بيانات الحكومة الأميركية أظهرت، يوم الاثنين، أن الأضرار التي لحقت بفول الصويا والذرة كانت أقل خطورة مما كان متوقعاً.

ويتم تداول فول الصويا عند أعلى مستوياته مقارنة بالذرة منذ أواخر عام 2016، مما قد يؤدي إلى الإفراط في إنتاج فول الصويا في الولايات المتحدة في السنوات المقبلة، مما يؤدي إلى اعتدال الأسعار، ووجد استطلاع أجرته مجلة «فارم فيوتشرز»، حول اتجاهات الزراعة الأميركية لعام 2024، أن المزارعين يتوقعون زيادة زراعة فول الصويا والقمح مع تقليل الذرة.

ومن جهة أخرى، قالت مجموعة تصدير الحبوب «إيه إن إي سي» إن صادرات فول الصويا البرازيلية قد تصل إلى 7.37 مليون طن متري في أغسطس، ارتفاعاً من 5.05 مليون طن متري في الشهر نفسه من العام الماضي.

البيان