تبذل الإمارات جهوداً حثيثة لتعزيز الإدارة السليمة للنفايات الخطرة، من خلال إطلاق العديد من المبادرات والتشريعات البيئية، وانضمامها إلى الاتفاقيات الدولية، ووضع الإجراءات والضوابط المناسبة لإدارة وإحكام الرقابة على هذا النوع من النفايات، انطلاقاً من مسؤولية الدولة للحد من التغيرات المناخية والارتقاء بجودة الهواء والحفاظ على البيئة.

وتستعرض الإمارات جهودها وتجاربها الرائدة والسباقة، خلال قمة المناخ «COP28»، في مجال التعامل مع النفايات الخطرة وتحويلها إلى طاقة نظيفة، وتنبيه الدول لخطورة هذه النفايات، وأفضل السبل في التعامل والاستفادة منها، وصولاً إلى تحقيق أهداف الحياد المناخي وتقليل درجات الحرارة، الانبعاثات الدفيئة والكربونية.

وثمن أستاذ البيئة بجامعة عين شمس ومؤسس منتدى علماء العرب الدكتور وحيد محمود إمام، جهود الإمارات في التعامل الجيد مع النفايات الخطرة وتحويلها إلى طاقة، مشيراً إلى أنها من الدول السباقة في هذا المجال، حيث أنشأت في عام 2017 أكبر مشروع في الشرق الأوسط والعالم لإنتاج الطاقة الكهربائية من النفايات الصلبة، ويشمل 3 خطوط فرز ومطحنة ووحدة لتوليد الغاز.

وشدد أستاذ البيئة في تصريح لـ«الاتحاد» على ضرورة الاستفادة من جهود وتجارب الإمارات في التعامل مع النفايات الخطرة، وتحويلها لطاقة نظيفة، من خلال مؤتمر المناخ «COP28»، وحث الدول ومساعدتها للاتجاه الأمثل للطاقة المتجددة، في ظل ما يشهده العالم من أعاصير وفيضانات وجفاف.

وحذر مؤسس منتدى علماء العرب من أن النفايات الخطرة تؤدي إلى مشاكل بيئية كبيرة عند حرقها بالطرق التقليدية غير الآمنة، وانبعاث غازات الاحتباس الحراري منها، مؤكداً على ضرورة التخلص منها بالطرق الآمنة، طبقاً للاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية «بازل» التي تنظم التعامل معها والتخلص منها.

وأوضح إمام أن النفايات الخطرة تشمل الطبية والبلاستيكية والشحوم والزيوت، وينصح بإعادة استخدامها لتوليد الطاقة باستخدام التكنولوجيا، وهناك تقنيات حديثة تحولها إلى غاز يساعد على تشغيل التوربينات المولدة للكهرباء، وبالتالي تنعدم الانبعاثات الكربونية، لافتاً إلى أن 500 طن نفايات تنتج نحو 33 ميجاواط كهرباء، و18 ميجا واط ساعة طاقة حرارية، من دون الحاجة إلى وسائل للتخلص منها أو دفنها.

الاتفاقيات الدولية
وانضمت الإمارات إلى الاتفاقيات الإقليمية والدولية، ومنها اتفاقية «بازل» بشأن التحكم في نقل النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، واتفاقية «روتردام» بشأن الإخطار المسبق عن التجارة الدولية لكيماويات خطرة ومبيدات معينة، واتفاقية «ستوكهولم» بشأن الملوثات العضوية، والتي تهدف إلى حماية البشر والبيئة.

حماية الكوكب
وشدد خبير إعلام البيئة الدكتور مجدي علام على ضرورة استعراض التجارب الناجحة وعلى رأسها التجربة الإماراتية في التعامل مع النفايات الخطرة خلال قمة المناخ «COP28»، وخاصة الطبية والبلاستيكية وتحويلها لطاقة، واستعراض التكنولوجيا المستخدمة في النفايات.

وأوضح علام لـ«الاتحاد»، أن الإمارات من الدول المتقدمة في التعامل مع النفايات، ولديها الإمكانات للتعامل مع كل أنواعها، وأقامت منشآت ومواقع متميزة للتخلص من النفايات، وشددت الرقابة عليها حتى لا تستغل بطريقة غير سليمة.

محطات المعالجة
تولي الإمارات اهتماماً كبيراً لمعالجة النفايات الخطرة والطبية من خلال إنشاء المحطات المخصصة، حيث نجحت شركة أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير» ببدء التشغيل التجاري لثلاث محطات خاصة بمعالجة النفايات الطبية والخطرة، وعالجت 99.5% من النفايات الخطرة خلال العام الماضي.

وفي دبي، تبرز محطة معالجة النفايات الصناعية السائلة الخطرة في منطقة جبل علي، والمجهزة بنظام الذكاء الاصطناعي، تحتوي المحطة على حساسات ذكية قادرة على قراءة جودة المياه الداخلة إلى الوحدات للمحطة، ما يمكنها من تنفيذ المعالجة من دون تدخل بشري، لتصبح النفايات بعد معالجتها قابلة لإعادة استخدامها كمياه صالحة للري.

الاتحاد