أفادت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بأن 20 ألفاً و626 طفلاً استفادوا من برنامج الكشف المبكر عن إصابات «طيف التوحد» الذي أطلقته المؤسسة، مشيرة إلى أنها أنشأت عيادة أسبوعية لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد.

وأكدت أنها وضعت خطة متطورة للكشف المبكر عن «طيف التوحد»، وبرنامجاً علاجياً بمعايير عالمية، كما طورت باقة من الخدمات التخصصية للصحة النفسية للأطفال واليافعين في مستشفى الأمل للصحة النفسية التابع لها.

وتفصيلاً، أوضحت المؤسسة لـ«الإمارات اليوم» أنها وضعت برنامجاً علاجياً متطوراً للأطفال مرضى التوحد، يتضمن التشخيص والعلاج الدوائي، والنفسي والمجتمعي، وفق أحدث المعايير العالمية المعتمدة في العلاج والتعامل مع هذا المرض.

وذكرت المؤسسة أنها أنشأت عيادة أسبوعية لعلاج الأطفال مرضى التوحد، تتضمن آلية عملها مقابلة الطبيب النفسي للمريض، لوضع خطة التشخيص والعلاج، بما يشمله ذلك من تدوين التاريخ المرضي بالتفصيل، وفحص الحالة العقلية لإجراء تشخيص دقيق، وتحويل المريض لإجراء فحص خاص معتمد عالمياً للتوحد، حيث يقوم الطبيب بتحديد الخطة العلاجية من خلال وصف أدوية معتمدة عالمياً في حالة وجود أعراض مصاحبة تشكل خطورة على النفس أو على الآخرين، وذلك ضمن الخطة العلاجية الدوائية، وإذا تطلبت الحالة يقوم الطبيب بالتحويل للجهات المختصة وفق ما يعرف بالخطة البيولوجية لإجراء فحص الجينات الوراثية، ويشمل ذلك كلاً من طبيب أذن وأنف وحنجرة لإجراء فحص السمع، وطبيب الأعصاب لفحص الأعصاب، وأخصائي التغذية، وطبيب الأطفال.

علاج نفسي

وقالت المؤسسة إنها اعتمدت أيضاً العلاج النفسي ضمن الخطة العلاجية، حيث يقوم الطبيب وفق الخطة العلاجية النفسية بتحويل المريض من الجلسة الأولى إلى فريق العلاج النفسي المختص، حيث ينقسم العلاج النفسي إلى مراحل

عدة، تشمل العلاج السلوكي ومنه جلسات لتعديل السلوك، والجلسات التثقيفية النفسية، والجلسات التوعوية لذوي المرضى لشرح آلية التعامل مع المريض وطرق دعم مهارات التواصل الاجتماعي، وعلاج النطق والتخاطب.

أخصائي اجتماعي

وأضافت: «تشمل الخطة العلاجية أيضاً العلاج الاجتماعي، الذي يتضمن تحويل المريض إلى الأخصائي الاجتماعي في حال تطلبت الحالة، لضمان حماية للطفل من قبل هيئات تنمية المجتمع في الدولة، وتنظيم اجتماعات مع المدرسة لتوعيتهم بحالة المريض، بالإضافة إلى إجراء دراسة اجتماعية لتقديم المساعدات من جهات خارجية، وتوفير تقرير طبي عند الانتهاء من جميع المقاييس والاختبارات النفسية وأخذ المرجعية من ذوي المرضى والمعلمين للوقوف على الوضع الصحي بدقة».

وكانت المؤسسة أعلنت العام الماضي عن برنامجها النوعي للكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد، وإحالة الحالات ذات المعدل المتوسط ومرتفع الشدة إلى الجهات المتخصصة في التقييم والتشخيص والعلاج في المستشفيات، حيث تم عمل نظام إلكتروني لبرنامج الكشف المبكر للتوحد، وأُدرجت أداة القياس المعتمدة M-CHAT-R وآلية تحويل الحالات الإيجابية للجهات المختصة في نظام وريد، حيث بلغت نسبة الالتزام 97% منذ إطلاق البرنامج في عام 2022.

وفي إحصائية حديثة كشفت المؤسسة أن عدد المتعاملين من فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 شهراً إلى 30 شهراً، ممن استفادوا من هذه الخدمة منذ إطلاقها بلغ 20626 متعاملاً، كما بلغ إجمالي عدد مرضى التوحد الذين تم التعامل معهم في عام 2022 نحو 1093 حالة.

وأكدت مديرة إدارة الصحة النفسية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الدكتورة نور المهيري، أن البرنامج يهدف إلى توجيه الحالات المشتبه بإصابتها بطيف التوحد إلى الجهات المتخصصة في التقييم والتشخيص والعلاج في المستشفيات المتخصصة، بهدف تقديم الرعاية الصحية اللازمة والدعم المتخصص للمتعاملين وأسرهم، مشيرة إلى أن الجهود الرامية إلى تحسين الكشف والدعم المبكر للأطفال المصابين بطيف التوحد، تعتبر نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية، وتعكس التزام المؤسسة بتوفير رعاية صحية شاملة وفعالة لمختلف شرائح المجتمع.

وأضافت أن المؤسسة عملت على تطوير خدمات الصحة النفسية التخصصية للأطفال واليافعين، بالاستناد إلى أدلة موثوقة ومدعومة بالبحث العلمي في مستشفى الأمل للصحة النفسية، بالشراكة مع مؤسسة مودسلي هيلث، بالإضافة لعيادات متخصصة للصحة النفسية للأطفال في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال.

ووفرت المؤسسة عيادات خارجية متخصصة للأطفال، تعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، وتقدم خدمات التقييم والعلاج وإعادة التأهيل، كما فعلت المؤسسة عيادة أسبوعية للتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال والمراهقين في مستشفى الأمل للصحة النفسية في عام 2022، وأنشأت شبكة عيادات إلكترونية لخدمات الصحة النفسية للأطفال في مراكز الرعاية الأولية في الإمارات الشمالية.

الإمارات اليوم