أكّد الكاتب والإعلامي والباحث في التراث الإماراتي خالد سليمان بن جميع الهنداسي على أهمية توثيق الموروث الشعبي الشفاهي الذي لا يقل أهمية عن الموروث المادي، وأنه من خلال إصداراته التي تركز على الموروث الشفاهي يحرص على توثيق التراث الشعبي للآباء والأجداد والهوية الوطنية لتبقى للأجيال القادمة.
وخلال حديثه لـ«البيان» حول الموروث الشفاهي قال: بالحديث عن التراث بصفة عامة بشقيه المادي كالقلاع والحصون على سبيل المثال، والشفاهي الذي نجده عند كبار المواطنين كالأمثال والذاكرة المكانية والشعر، ومع رحيل كبار المواطنين ومن في صدره رواية شفاهية يرحل معه الكثير من الموروث الشعبي لدولة الإمارات، لذا نحرص من خلال البحث أن نوثق قدر استطاعتنا هذا الموروث، ونتمنى أن يحرص من يجد ممن حوله سواء جد أو أب أو من لديه من هذا الموروث الشفاهي أن يحرص على توثيق.
وذكر الكاتب والباحث خالد الهنداسي أهمية البحث الدقيق من خلال المصادر عند التوثيق، إذ ومن خلال كتابه الأخير «قارب الشاشة وطرق الصيد»، الصادر بالتعاون مع مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي يتناول البيئة البحرية وتحديداً قارب الشاشة والمصنوع من سعف النخيل، حيث اعتمد الأولون على النخلة في حياتهم اليومية، وقد قيل بأن القارب يوجد فقط في الساحل الشرقي في دولة الإمارات، ولكن من خلال بحثه وجد أن القارب استخدم في عدة مناطق أخرى مستدلاً بأبيات شعرية للشاعر الماجدي بن ظاهر.
حكايات شعبية
وكونه ابن مدينة دبا، فقد حرص على نقل حكاياتها الشعبية من خلال كتابه «حكايات شعبية من مدينة دبا» الصادرة في جزأين، وتحوي مجموعة من القصص التي سمعها من الآباء والأجداد، وتتناول حكايات شعبية بعضها يتشابه مع قصص عالمية مشهورة كقصة سندريلا، حيث تتواجد هذه القصة لدى أغلب الشعوب لكنها تتكيف حسب البيئات المختلفة، فسندريلا دبا تأكل «المالح» على الغداء، في قصة غريسة بنت الشبيك، وغيرها من الحكايات الشعبية أو الخراريف، التي جمعت بين الحقيقة والخيال، حيث وثقت هذه الإصدارات الحكاية الشعبية، وكانت تروى للحفاظ على الأطفال وتخويفهم، من خلال شخصيات خيالية كحمارة القايلة على سبيل المثال، وأيضاً حافظت هذه الحكايا على الذاكرة المكانية للمنطقة.
تطور
وبسؤاله عن أثر التطور التقني على ارتباط الجيل بموروثه الشعبي، أكد الهنداسي على الجهود الجبارة التي تبذلها الجهات والمؤسسات المعنية لتعزيز الهوية الوطنية، ورغم أن الطفل بسبب الأجهزة اللوحية بعيد عن الموروث لكن هنالك العديد من التطبيقات التي تعزز الموروث والهوية الوطنية.
ولفت إلى الدور الهام للأسرة في هذا الجانب، من خلال زيارة الفعاليات والمهرجانات التراثية التي تقام بشكل دوري، والتعرف على الموروث بكل تفاصيله ومع اختلاف بيئاته، حيث يتواجد الرواة والمختصون.
البيان