دعت جهات مختصة في الفلك والسلامة المرورية، السائقين إلى توخي الحيطة والحذر أثناء القيادة، مع بدء موسم الضباب الذي يستمر خمسة أشهر، حيث يتدنى معه مستوى الرؤية على الطرق، خصوصاً خلال فترات الليل والصباح الباكر.

وفعّلت شرطة أبوظبي خلال الأيام الماضية، منظومة خفض السرعة على الطرق إلى 80 كيلومتراً في الساعة أثناء نزول الضباب على بعض الطرق، ودعت عبر رسائل إلكترونية، السائقين إلى توخي الحيطة والحذر في حالات تشكل الضباب والانتباه إلى تغيير السرعة.

وشهدت الطرق السريعة في الدولة، خلال مواسم الضباب في السنوات الماضية، العديد من حوادث التصادم المتتابع، بسبب الضباب، أدت إلى إصابة العشرات من السائقين، وتضرر مئات من المركبات.

ويعد حادث «غنتوت» الذي وقع على طريق أبوظبي – دبي في مارس 2008، أسوأ حادث تشهده طرق الدولة على الإطلاق، إذ أسفر عن وفاة أربعة أشخاص، وإصابة 347 شخصاً، بينهم 15 إصابة خطرة، و60 متوسطة، وأكثر من 200 حالة بسيطة.

وقال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان لـ«الإمارات اليوم»، إن موسم تشكل الضباب في المنطقة بشكل عام، يبدأ من منتصف أكتوبر إلى منتصف مارس، على الرغم من أن الرطوبة العالية التي تتدفق ابتداء من منتصف أغسطس قد تعمل على تشكل الضباب الخفيف فجراً.

وأضاف أن تشكل الضباب يتركز بعد منتصف الليل إلى ما بعد شروق الشمس في الأساس خلال شهري أكتوبر ومارس، بمعدل يزيد على سبعة أيام من الضباب الكثيف، ثم يأتي بمعدل أقل خلال نوفمبر وفبراير بمعدل يزيد على خمسة أيام من الضباب الكثيف.

وأوضح الجروان أن الضباب غالباً ما يكون من نوع «الضباب الإشعاعي» الذي يتكوّن آخر الليل خلال ساعات الصباح الأولى، نتيجة التبريد السطحي، وفقد سطح الأرض الحرارة المختزنة في الأجسام خلال الليل بالإشعاع، وسُمك هذا النوع من الضباب عادة لا يزيد على 500 متر، فيمكن أن تكون الطبقات العليا من المباني العالية كبرج خليفة فوق مستوى الضباب عادة.

وأشار إلى أن هناك الضباب المرتبط بهطول الأمطار والأجواء الباردة الرطبة، ويتركز هذا النوع بين منتصف ديسمبر ومنتصف فبراير، موضحاً أن كثافة الضباب تعتمد على الظروف الخاصة بمنطقة التشكل التي عادة ما تكون على المناطق البرية الصحراوية، حيث التبريد السطحي عالٍ خلال الليل، ثم يغطي المناطق الساحلية التي عادة ما يحد وجود البحر بقربها من التفاوت الكبير في درجات الحرارة، على الرغم من أن البحار هي مصدر الرطوبة الرئيس.

وأشار إلى أن السائقين يواجهون في فصل الشتاء إشكالية أثناء القيادة، نتيجة تدني مستوى الرؤية على الطرق بسبب نزول الضباب.

وأوضح أنه مع ارتفاع الرطوبة فوق 85% خلال الشتاء، قد تتشكل قطرات الندى على الأجسام المختلفة، خصوصاً التي تبرد بشكل أسرع خلال الليل كالمعادن، وتستفيد بعض النباتات البرية من تساقط قطرات الندى صباحاً من أوراقها بكمية تكفي لريّها مثل أشجار الغاف في البرية، ونشاهد منطقة كأنها مروية حولها.

من جانبها، دعت وزارة الداخلية، مستخدمي الطرق إلى أخذ الحيطة والحذر، واتباع إرشادات المرور عند تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية الأفقية لأدنى مستوياتها أو انعدامها، منبهة إلى خطورة الضباب، إذ يعدّ سبباً رئيساً في وقوع الحوادث، ما يتطلب من السائقين أخذ الحيطة والحذر، ومراعاة قواعد السير والمرور وعدم استخدام الهاتف.

وبينت إرشادات وزارة الداخلية، الإجراءات التي يتوجب على السائق اتباعها عند تدني مستوى الرؤية أثناء تشكّل الضباب، وهي استخدام ضوء المصابيح المنخفض، لأن الضوء العالي ينعكس من قطرات الماء في الضباب ويجعل الرؤية أصعب، وكذلك ضوء مصابيح الضباب إذا كانت المركبة مزودة بها.

وأرسلت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، خلال الأيام الماضية، وعبر المنظومة الوطنية للإنذار المبكر، رسائل إلكترونية متغيرة للتحذير والتوعية، تنبّه السائقين على الطرقات السريعة والقاطنين في المناطق المجاورة، بضرورة توخي الحيطة والحذر في حالات تشكل الضباب وتقلبات الطقس عموماً، وغيرها من الإرشادات التي تعمل على رفع مستوى السلامة على الطرق.

وبدأت شرطة أبوظبي في أبريل 2019 تطبيق قرار يلزم السائقين بقيادة المركبات بسرعة مخفضة على الطرق، خلال ظروف الأحوال الجوية المتقلبة، موضحة أن سرعة ضبط الرادار في تلك الظروف هي السرعة التي يتم تحديدها على الشواخص واللوحات المرورية، أو الأبراج الذكية المثبتة على الطرق، أو بوساطة الرسائل النصية، أو أي وسيلة أخرى تراها السلطة المختصة ضرورية لإعلام الجمهور في حينه.

الإمارات اليوم