كثفت سلطنة عُمان استعداداتها للتعامل مع العاصفة المدارية «تيج»، التي تبدأ تأثيراتها الأحد؛ حيث أشارت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة أنها تتابع مستجدات العاصفة المدارية، وتعمل على التنسيق مع اللجان الفرعية والقطاعات المعنية لرفع درجة الجاهزية والاستعداد للحد من تأثيراته المتوقعة على محافظتي ظفار والوسطى.

وأصدرت اللجنة بياناً بتعليق الدراسة يومي الأحد والاثنين 22 و23 من أكتوبر/تشرين الأول في مدارس المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة ظفار كافة «الحكومية والخاصة» ومدارس القرآن الكريم، إضافة إلى جامعة ظفار وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية والكلية المهنية بصلالة، والمؤسسات التدريبية الخاصة بمحافظة ظفار.

وقررت وزارة الصحة إيقاف العمل في العيادات التخصصية في مجمعي 1 و2 بمستشفى السلطان قابوس بصلالة بدءاً من الأحد، على أن يُستأنف عملهما الأحد المقبل، وستتمّ إعادة جدولة المواعيد لاحقاً لتأثر المحافظة بالحالة المدارية فيما أعلنت بلدية ظفار تفعيل لجنة الطوارئ للتعامل مع الحالة، كما أعلنت وزارة التراث والسياحة عن إغلاق كل المواقع التراثية والمتنزهات التابعة لها في محافظة ظفار بدءاً من الأحد إلى الثلاثاء المقبل.

توقعات التأثيرات

أشارت هيئة الطيران المدني في تحديثاتها للأوضاع أن العاصفة المدارية «تيج» تتمركز جنوب غرب بحر العرب على دائرة عرض 10 شمالاً وخط طول 58.53 شرقاً، وتبعد عن سواحل سلطنة عمان حوالي 870 كم، وتقدّر سرعة الرياح حول المركز (50/ 63)، وتبعد أقرب كتلة سحب ماطرة مصاحبة حوالي 600 كم «ولاية سدح»، وفرص استمرار تحركها غرب شمال غرب نحو سواحل محافظة ظفار والجمهورية اليمنية «محافظة المهرة».

وأضافت أن هناك فرصاً لتطورها إلى إعصار مداري من الدرجة الأولى خلال 24 ساعة القادمة، ومن المتوقع أن يبدأ التأثير المباشر على محافظتي ظفار والوسطى مساء الأحد، واحتمال عبور مركز الحالة صباح الثلاثاء بين محافظة ظفار واليمن «محافظة المهرة».

وتبدأ التأثيرات تفصيلياً بتدفق السحب وهطول أمطار متفاوتة الغزارة من 50 على 200 ملم تؤدي لجريان الشعاب والأودية ورياح نشطة بسرعة 25 – 35 عقدة تؤدي لتطاير المواد غير الثابتة وارتفاع موج البحر (4- 7) أمتار، وتزداد كمية الأمطار يوم الاثنين بمتوسط 200 إلى 600 ملم، تؤدي لجريان الشعاب والأودية، وتزداد سرعة الرياح من 30 – 60 عقدة.

وتزداد الأمطار المتوقعة الثلاثاء لتبلغ متوسط 200 إلى 800 عقدة من غزيرة إلى شديدة الغزارة، فيما تصل سرعة الرياح من 50 على 75 عقدة، وارتفاع موج البحر (4-7) أمتار، مع احتمال امتداد مياه البحر على المناطق الساحلية والمنخفضة.
———————
جاهزية الإنقاذ
———————
قال المقدم. مهندس محمد بن حمود المحمودي، مساعد مدير عام العمليات والتدريب بهيئة الدفاع المدني والإسعاف، إن الهيئة ومنذ الإعلان عن الحالة الجوية في بحر العرب، وضعت إداراتها ومراكزها على مستوى المحافظات على أهبة الاستعداد، وهيأت الإمكانيات المناسبة من أجل الاستجابة والتعامل مع التأثيرات التي قد تنجم عن الحالة، حيث إن محافظتي ظفار والوسطى هما أكثر المحافظات تأثراً بالحالة المدارية «تيج»، فقد تم تعزيزهما بأعداد من القوة البشرية ومركبات مخصصة لعمليات البحث والإنقاذ، وكذلك مجموعة من القوارب والدراجات المائية والكثير من المعدات والتجهيزات، إضافة إلى نشر 5 نقاط متقدمة في محافظة ظفار، وثلاث نقاط في محافظة الوسطى؛ لضمان وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتوقع تأثرها.

وأشار إلى أن قطاع البحث والإنقاذ وقطاع التعامل مع المواد الخطرة اللذين تؤول مسؤولية إدارتهما للهيئة يتابعان باستمرار تطورات الحالة، بالتنسيق مع الجهات الأعضاء بالقطاعين لتسخير الإمكانيات وتوحيد الجهود، مشدداً على ضرورة تقيد المواطنين والمقيمين بالتعليمات التي تصدرها الجهات المعنية، حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.

وأكد أن هناك خطة توعوية تستهدف المواطن والمقيم، تتضمن العديد من العبارات الإرشادية عن مخاطر السيول والأودية، وكذلك الاحتياطات اللازمة في مثل هذه الأحوال التي تبث عبر مواقع الهيئة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، مناشداً الجميع بضرورة توخي الحذر وعدم المجازفة، والابتعاد عن الأماكن المنخفضة والمنحدرات، وعدم تداول الشائعات والاستماع للتحذيرات والنشرات التي تصدر عن الجهات الرسمية.

الخليج