الفجيرة اليوم – نظمت هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام صباح أمس، محاضرة بعنوان “اللسانيات التقابلية والمناهج الحديثة”، استضافتها دار راشد للنشر التابعة للهيئة، وقدمتها الدكتورة بيان أحمد السحيمات.
وشهد المحاضرة سعادة ناصر اليماحي المدير التنفيذي للهيئة ومدراء الإدارات والموظفين بالهيئة، وعدد من المهتمين بالشؤون اللغوية.
وبدأت الدكتورة بيان السحيمات محاضرتها بتعريف اللغة، بأنها أصوات يُعبِر بها كل قوم عن أغراضهم، وهي الأداة الفاعلة التي تربط بين أفراد المجتمع، وتجعل منه وحدة متماسكة يعبر كل منهم عن أفكاره واحتياجاته، وأما علم اللغويات أو اللسانيات، فهو علم يعنى بدراسة اللغة على نحو علمي، وهي دراسات موضوعية ودقيقة كونها تقوم على أساس علمي بحت.
وقالت الدكتورة السحيمات في محاضرتها: “هناك مناهج حديثة تخص علم اللغة أو اللسانيات، منها علم اللغة التقابلي، ويعتبر أحدث فروع علم اللغة، ونشأ عقب الحرب العالمية الثانية على يد العالم الأمريكي تشارلز فريز حين أجرى دراسة حول تعليم اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها، وعلم اللغة التاريخي الذي يبحث تطور اللغة الواحدة عبر التاريخ وما طرأ عليها من تغيرات، ثم علم اللغة الوصفي الذي يتناول بالدراسة لغة بعينها في زمن بعينه ومنطقة بعينها، وأخيرا علم اللغة المقارن الذي يتناول مجموعة لغات تنتمي إلى أسرة لغوية واحدة بالدراسة المقارنة”.
وأشارت الدكتورة السحيمات في محاضرتها، إلى أن للغة فصائل ثلاث هي، اللغة الهندوأوربية واللغة السامية الحامية واللغة الطورانية، ويندرج تحت هذه اللغات الرئيسة اللغات الآرية واليونانية والإيطالية والجرمانية، ومنها الانجليزية والسولافية والأرمنية والألبانية والكلتية والحامية والسامية ومنها العربية والعبرية.
ولفتت الدكتورة السحيمات، إلى أن العرب لهم الأسبقية في إنشاء علم اللغة التقابلي، فقد سبق علماء العرب علماء الغرب مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي وأبوالأسود الدؤلي وسيبويه والجاحظ وغيرهم في التطرق لعلم اللغة التقابلي، وذكر أبوالفرج الأصبهاني صاحب الأغاني، أن عدي بن زيد العبادي وهو شاعر جاهلي تعلم الكتابة والكلام بالفارسية، وفي العصر الإسلامي دعا الرسول لتعلم اللغات كما ورد في حديثه الشريف، “من تعلم لغة قومٍ أمن مكرهم”.
وذكرت أن للتحليل التقابلي في اللغات أو اللسانيات أهداف أهدف، منها فحص أوجه التشابه والاختلاف، والتبؤ بالمشكلات التي تنشأ عند تعلم لغة أجنبية ومحاولة تفسير هذه المشكلات، والمساهمة في تطوير مواد دراسية لتعليم اللغة الأجنبية.
وفي نهاية المحاضرة فتح نقاش بين المحاضِرة والحضور، تناول أسباب انتشار اللهجات المحلية الدراجة في المجتمعات العربية وغياب اللغة العربية الفصحى، وخطورة ذلك على اللغة العربيه نفسها، وأهمية تعلم اللغات الأجنبية مع اتقان العربية ومعرفة مواطن القوة والضعف بين لغة وأخرى.
وقدم سعادة ناصر اليماحي في نهاية المحاضرة شهادة تقدير للمحاضرة تقديرا لجهودها.