الفجيرة اليوم – نظم بيت الشعر في الفجيرة التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، بالتعاون مع مكتبة الفجيرة الرقمية، مساء أمس، أمسية شعرية بعنوان “ترانيم الجبل”، وذلك في مقر المكتبة بحضور الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي رئيس اتحاد الإمارات لبناء الأجسام واللياقة البدنية، وسعادة الدكتور خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية.

شارك في الأمسية، نخبة من الشعراء الإماراتيين والعرب، وهم الدكتور حسن النجار، وهبة الفقي، ومريم الزرعوني، جميل داري، بمرافقة عازفة العود شمسة الجسمي، وقدمت الأمسية الكاتبة موزة الزيودي التي رحبت بالحضور وعرّفت بضيوف الأمسية، موضحةً أن الشعر عالمٌ تنسِجُهُ أناملُ فنانٍ هائم الفكر رقيق العبرات، روحٌ تُحلقُ بعيداً عن جمود الفكر وصلابة المشاعر، عالمٌ تسوده الرقة البعيدة عن تعقيد البشر.

اتسمت قصائد ضيوف الأمسية بالثراء الوجداني والرصانة والتنوع في الأسلوب والمضامين التي امتزجت مع مقطوعاتٍ موسيقية راقية على أوتار العود لامست ذائقة الحضور. حيث قرأ الشاعر حسن النجار في مستهل الأمسية قصيدة بعنوان “أشجارٌ وارفةُ الحزن”، فيقول:

تَحيكُ من صبرِها عُمْراً.. مضى العُمْرُ

وتسألُ الإبرةَ العمياءَ: ما الصبرُ؟!

هذي الخيوطُ خُطى دمعي تسيلُ على

القُماشِ قافلةً أودى بها السيرُ

ترتاحُ في مَشجبِ الأيامِ ما صنعتْ

يدايَ.. أما نصيبي عُلبةٌ قَفْرُ

وهكذا أنا.. قد أطعمتُ أزمنتي

مواسمَ الصبرِ.. حتى رمَّدَ الجمرُ

وقرأت الشاعرة هبة الفقي قصيدة “مُتَيَّمَةٌ بالنّورِ”، فتقول:

مُتَيَّمَـــةٌ بالنّــــورِ مــازِلْــتُ خَلْفَـــهُ

أُرَبّــي جَميـعَ الْمُفْـــرَداتِ لِتــورِقــا

مُتَيَّمَــةٌ بالنّــورِ مُــذْ جـــاءَ سَيِّــدي

سِــراجًــا بأنوارِ الْهِدايَـةِ مُشْـرِقا

لأَجْــلِ جمـــوعِ الْعــاشِقيــنَ أَتَيْتُــهُ

وَحَــرْفـي بِأَزْهــارِ الْمَحَبَّـــةِ طُـوِّقــا

“مُحَمَّــدُ” وانْثالَــتْ بِشـاراتُ رَحْمَةٍ

وَأَيْنَــعَ فَجْـــرٌ بالسَّمــاحَــةِ والتُّقـى

ثم قرأت الشاعرة مريم الزرعوني قصيدة بعنوان “سباق”، تقول فيها:

عمري يسابقُ صبوتي

وتشدّ أثوابي الطفولَةْ

وتحلّقُ الأحلامُ بي طيراً

تراودُهُ الخميلَةْ

في حيرةٍ يعلو

فتدنيهِ الحمولَةْ

وتقاومُ الأثقالَ أجنحةٌ هزيلَةْ

أيطيبُ عيشُ الطيرِ في عشٍّ

يؤبّدُ مستحيلَهْ

أم يمتطي نزقَ الرياحِ محلّقاً

فينالُ حتفاً أو بطولَةْ

وهنا تبعثرَ ريشُهُ

وطغى الخريفُ ..محا فصولَهْ

وتسرّبَتْ من قلبِهِ شمسٌ مدشّنةٌ أفولَهْ.

واختتم القراءات الشاعر جميل داري، وقرأ قصيدة بعنوان “الغياب”، فيقول:

يغيبونَ عنِّي تِباعًا

تِباعاً

من الكأسِ

ما زلتُ أحسو

الضَّياعا

يغيبونَ

كي لا نعيشَ القصيدةَ

إلَّا صداعا

يئنُّ الصباحُ

تئنُّ الرياحُ

يفيضُ الفؤادُ التياعا

لقد أخذَ الموتُ منكَ ذراعا

ولم يُبقِ إلا ذراعا..

في الختام كرّم الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي يرافقه خالد الظنحاني الشعراء والمشاركين في الأمسية.

حضر الأمسية، سعادة محمد علي الملا نائب رئيس جمعية الفجيرة الخيرية، والأستاذ الدكتور غسان القيمري مدير جامعة الفجيرة، والدكتور محمد سعيد مدير مكتبة الفجيرة الرقمية، وزينب المطوع مديرة العلاقات العامة بالمكتبة ولفيف من المثقفين والشعراء والإعلاميين.