أكد مشاركون في مؤتمر “دبي للسكر 2024” أن دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً في استقرار سوق السكر عالمياً من خلال إنتاجها من السكر الذي يزيد على 1.5 مليون طن سنوياً، واحتلالها المرتبة الرابعة بين أكبر مصدري السكر الأبيض في العالم.

وقال هؤلاء إنه في الوقت الذي يتوقع أن يتأثر فيه إنتاج السكر عالمياً هذا العام لمخاطر مناخية لاسيما لدى أكبر منتجي السكر في العالم مثل البرازيل والهند وتايلاند، فإن دولة الإمارات قادرة على مواصلة الإنتاج، والوصول بالطاقة الإنتاجية السنوية لنحو 1.8 مليون طن خلال عام 2024، لتلبية الطلب المحلي والأسواق الخارجية.

وقال جمال الغرير، العضو المنتدب لشركة «الخليج للسكر» في تصريحات على هامش مؤتمر “دبي للسكر 2024” إن سوق السكر الأبيض قد شهد نمواً عام 2023، بنحو 5%، مقارنة بعام 2022، مشيراً إلى توقعات باستقرار السوق العام 2024.

وقدر الغرير حجم استهلاك الإمارات من السكر الأبيض سنوياً إلى نحو 200 ألف طن، مشيراً إلى بقية الإنتاج يتم تصديره إلى دول الخليج والمنطقة والعالم، فيما تصل حصة صادرات “الخليج للسكر” من إجمالي الإنتاج 85% كما تصل حصة الشركة من السوق المحلي إلى نحو 70%.

وأوضح الغرير أن تسوق السكر الإماراتي قد شهد تراجعاً في معدلات الإغراق خلال عام 2023 بسبب تراجع صادرات الهند نتيجة التغيرات المناخية، مستبعداً تأثر سلاسل الإمداد العالمية من السكر بسبب الأحداث العالمية أو ارتفاع الأسعار بسبب أسعار الشحن.

وأوضح الغرير أن “الخليج للسكر” تدرس التوسع خارج دولة الإمارات، حال توافر الفرص الجيدة لذلك، فيما ينصب تركيز الشركة حالياً على تحسين الإنتاج في الخطوط الحالية بالدولة، فيما تورد الشركة منتجاتها إلى أكثر من 50 دولة حول العالم.

وشهد مؤتمر “دبي للسكر 2024” حضور نحو 800 مسؤول وخبير من أكثر من 70 دولة ناقشوا الفرص والتحديات التي تواجه الزراعة والإنتاج والتجارة وسلاسل الإمداد والشحن وسبل تفادي المخاوف المتعلقة بها.

من جهته توقع جيوفاني كونسول الرئيس التنفيذي لشركة بي بي بونج بيو إنيرجيا، البرازيلية، أن يتأثر إنتاج البرازيل، التي تعد أكبر منتج ومصدر للسكر في العالم، هذا العام بالعوامل المناخية التي تشهدها البلاد، مقارنة بالأداء الجيد خلال العام الماضي الذي كان مثالياً في الإنتاج والتصدير والذي بلغ 40.8 مليون طن من السكر.

وقال إن صناعة قصب السكر في البرازيل تلعب دوراً رائداً في السوق العالمية، حيث تشكل حصة البرازيل نحو 75% من الإنتاج العالمي للسكر، لافتاً إلى أن استهلاك بلاده من السكر خلال العام الماضي بلغ نحو 12.8 مليون طن، فيما قامت بتصدير نحو 39 مليون طن، وهو ما يزيد على 70% من الإنتاج.

ويأتي انعقاد النسخة الجديدة للمؤتمر هذا العام بعد تجاوز الشكوك والتغيرات الكبيرة للصناعة في السنوات القليلة الماضية، وأصبحت صناعة السكر الآن في مرحلة جديدة، فيما يمنح المؤتمر فرصة لرسم مسار العمل المستقبلي بالصناعة إقليمياً وعالمياً.

ويلقي المؤتمر هذا العام الضوء على تغير المناخ الذي أصبح على رأس جدول الأعمال مرة أخرى، لاسيما بعد مؤتمر “كوب28” الذي استضافته دولة الإمارات في دبي مؤخراً، حيث باتت صناعة السكر أكثر تركيزاً على الاستدامة.

الاتحاد