تسهم الكوادر الإماراتية بدور بارز في مشروع تطوير حقلي «الحيل»، و«غشا» التابع لـ «أدنوك»، والذي يتم تنفيذه حالياً، ويعد أكبر مشروع للغاز من نوعه في العالم.
ومؤخراً انضمت مجموعة من الخريجين الإماراتيين، ممن سيكون لهم دور رئيس في مسيرة تقدم وتطور قطاع الطاقة في دولة الإمارات مستقبلاً، إلى الكوادر البشرية الموهوبة التي تعمل في المشروع.
وأكد عدد من الخريجين لـ «الاتحاد» حرصهم على المساهمة بدور محوري في تطوير المشروع الذي يعزز إرث «أدنوك» في الإنتاج المسؤول للطاقة، ويدعم طموحها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2045، وخططها لتسريع جهود خفض الانبعاثات.

دور محوري
وقالت إيمان طارش المسفري، مهندسة صناعية، وإحدى الخريجين الذين تجاوز عددهم الـ 20 خريجاً وبدأوا العمل مؤخراً في المشروع: «بصفتي مهندسة إماراتية، أنا واثقة من أن مؤهلاتي وقدراتي تمكنني من أكون عضواً فاعلاً ضمن فريق عمل تطوير حقلي «الحيل» و«غشا»، مما يتيح لي الفرصة لرد الجميل لوطني الذي استثمر في تعليمي وتأهيلي».
وعلى الرغم من حداثة انضمامها لفريق عمل تنفيذ المشروع، إلا أن المسفري أبدت اهتماماً جاداً بالمستقبل حيث قالت: «كل ما نقوم به اليوم سينعكس إيجابياً على مستقبل الأجيال القادمة، ما يجعل لمساهمتنا في مشروع تطوير حقلي «الحيل» و«غشا» تأثيراً بالغ الأهمية».
ويهدف المشروع إلى الاستفادة من إمكانيات حقلي «الحيل» و«غشا» للغاز، والحقول المرتبطة بهما، ويلعب دوراً محورياً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات. ومن المقرر أن ينتج مشروع امتياز «غشا» أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز بحلول نهاية 2030، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات الاستهلاك اليومي للغاز للبرتغال وإيرلندا واليونان مجتمعةً، وتعزيز خطط «أدنوك» لتطوير أعمالها في مجال الغاز وتوسيع صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، ودفع عجلة النمو الاقتصادي في الدولة.

الاكتفاء الذاتي
بدورها، قالت فاطمة الفارسي، مهندسة تركيب خطوط أنابيب بحرية، وهي واحدة من الخريجين الإماراتيين: بصفتنا خريجين جدداً، نحن متحمسون للاستفادة من تعليمنا ومهاراتنا في مشروع تطوير حقلي «الحيل» و«غشا» الذي سيكون له دور كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات».
ويعد مشروع حقلي «الحيل» و«غشا» الذي يهدف للعمل بصافي انبعاثات صفرية من ثاني أكسيد الكربون، الأول من نوعه في العالم من حيث مشاريع تطوير الغاز واسعة النطاق، حيث يدمج التصميم الخاص بالمشروع جميع التقنيات المبتكرة لخفض الانبعاثات في حل واحد متكامل.
ومن خلال دمج أحدث تقنيات التقاط الكربون، يهدف المشروع إلى التقاط 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً وتخزينها بأمان، مما يساهم في رفع قدرة التقاط الكربون التي التزمت «أدنوك» بالوصول إليها إلى حوالي 4 ملايين طن سنوياً.
ويتماشى هدف المشروع في مجال التقاط الكربون مع طموح «أدنوك» بمضاعفة قدرتها على التقاط الكربون لتصل إلى 10 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2030، وهو ما يعادل إزالة أكثر من مليوني سيارة تعمل بالبنزين من الطرق السريعة العامة.
ويتيح العمل مع مقاولي المشروع الاستفادة من المهارات المتنوعة للشباب الإماراتيين، كما يضيف وجهات نظر جديدة إلى فرق العمل القائمة عليه، حيث تعد المعرفة الهندسية والرؤى المستندة إلى البيانات التي يقدمونها عاملاً رئيساً في تنفيذ مشروع التطوير.
ومع إعادة توجيه نسبة كبيرة من القيمة الإجمالية للمشروع إلى الاقتصاد المحلي من خلال «برنامج أدنوك لتعزيز المحتوى الوطني»، سيساهم المشروع في تمكين الشركات المحلية وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين من أصحاب الكفاءات.

النظام البيئي
ومن جانبه، قال فارس الجابري، مهندس عمليات، وأحد الخريجين الذين يعملون لدى شركة «الإنشاءات البترولية الوطنية» التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها: (بصفتي مواطناً إماراتياً، أشعر بالفخر بأن أحظى بثقة القيادة في وطني، وأُدرك حجم المسؤولية الموكلة إليّ والمتمثلة في المساهمة في مشروع تطوير حقلي «الحيا» و«غشا»).
ونظراً لموقع حقل «غشا» ضمن محمية مروّح البحرية للمحيط الحيوي المُدرجة في قائمة «اليونسكو» لمحميات المحيط الحيوي، يعطي فريق تنفيذ المشروع الأولوية لحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على النظام البيئي البحري، وذلك من خلال بناء عدد من الجزر الاصطناعية، والتي تساهم في الاستغناء عن عمليات الحفر الثقيل، وتوفير موائل إضافية للحياة البحرية.
ومع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي فيه بنهاية عام 2023، تتواصل أعمال تنفيذ مشروع تطوير حقلي «الحيل» و«غشا» حسب الجدول المقرر، حيث دخل المشروع الآن مرحلة التشييد، كما بدأت أعمال التجهيز للمرحلتين البحرية والبرية.

الاتحاد