الفجيرة اليوم – فريال عبدالله

تُعد الفعاليات الثقافية أحد الوسائل الهامة لبناء المجتمعات وتحقيق التنمية المجتمعية والفردية، ومما لاشك فيه، أن الأوساط الثقافية هي الملاذ الآمن للمثقفين والقراء، وأولئك الذين تختزن مخيلتهم كماً هائلاً من المعارف والعلوم، التي يرغبون في تداولها مع من تتوافق أفكارهم معهم، وإن شهر رمضان الفضيل والذي يودعنا اليوم، كان حاضناً لشتى النشاطات الفردية والجماعية، تلك النشاطات الثقافية بِتزامُنها مع هذا الشهر الفضيل، ساهمت في دعم قيم التعايش بين الناس بمختلف أجناسهم، فما مدى مساهمة هذه الفعاليات الثقافية في تعزيز قيم التسامح والتعايش الاجتماعي خلال رمضان؟.

يقول مانع أحمد: “يعتبر شهر رمضان فرصة كبيرة لتعزيز قيم التسامح والتعايش الاجتماعي بين الناس، وذلك من خلال مجموعة من المساهمات والفعاليات الثقافية التي تقام خلال هذا الشهر المبارك، مثل إقامة محاضرات ودروس ثقافية تسلط الضوء على أهمية التسامح والتعايش الاجتماعي، وتقوم العديد من الجهات والمؤسسات بالفجيرة بتنظيم مسابقات وفعاليات ثقافية تحث المجتمع على التفاهم والتعاون المشترك.

وأضاف مانع: “الفعاليات الثقافية في شهر رمضان تساهم في زيادة الوعي بأهمية التسامح والتعايش الاجتماعي، وبالتالي تحفيز المجتمع على التفاعل بشكل إيجابي، فشكراً لدولة الإمارات على اهتمامها بتنظيم فعاليات تعزز التسامح في شهر رمضان، من خلال أيضاً المشاريع الإنسانية والإفطارات الجماعية والأنشطة الثقافية التي تعكس قيم التعايش الاجتماعي”.

 

من جهتها قالت أماني الدباس: “تساهم الفعاليات والأنشطة الثقافية في ترسيخ مبادئ التسامح والاعتدال والتعايش والتنوع الثقافي والاجتماعي خلال رمضان، وذلك من خلال المشاركة الإيجابية والفعالة في المجتمع، حيث تهدف الأنشطة الثقافية والفعاليات المختلفة إلى بناء مجتمع يسوده الانسجام والتناغم وقبول الآخر، كما تسهم الفعاليات في تشجيع الحوار والتبادل الثقافي بين الحضور، من مختلف الثقافات مما يظهر قيم التسامح والاعتدال”.

حليمة الصريدي تقول: “يمكن أن تكون الفعاليات الثقافية والاجتماعية خلال شهر رمضان فرصة مهمة لتعزيز الروحانية والترابط الاجتماعي بين الشباب خاصةً، فهذه الفعاليات توفر بيئة تفاعلية تشجع الشباب على تبادل الخبرات والأفكار والتجارب، مما يسهم في بناء قيم التسامح والتعايش السلمي، الإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد هذه الفعاليات في تعزيز الانتماء المجتمعي للشباب وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم وبين بقية أفراد المجتمع، من خلال المشاركة في هذه الفعاليات، يمكن للشباب أن يلعبوا دوراً فاعلاً في تشكيل مجتمعهم وتعزيز قيم التعاون والتضامن بين أفراده”.

هذه الملتقيات الفكرية الثقافية، هي منبر للتبادل الثقافي وبناء جسور للتواصل والانفتاح، فعندما تتشارك الأفكار يعبر كل منا عن نفسه، يستمع، يحاور وينقل فكره للآخر، يؤكد عبدالرحمن محمد، أن الفعاليات الثقافية التي تقام في الشهر الفضيل، من شأنها أن تخلق فرصاً للتواصل بين أفراد المجتمع بمختلف خلفياتهم الاجتماعية، والتي بدورها تسهم في خلق الشفافية في التعامل والتفاهم والاحترام المتبادل إلى جانب تعزيز الوعي الثقافي والديني بالقيم والتعاليم الإسلامية”.

وتتجلى صور الروحانيات الرمضانية وفقاً لمحمد السويدي في عدة صور جميلة تلامس الحالات المجتمعية بصفاء القلوب المتعايشة مجتمعياً، ويشير إلى أن “الأنشطة الثقافية فيها تعزيز للوعي الفكري والأنشطة الرياضية فيها تعزيز للبذل والتعاون والعطاء فلا يخلو نشاط من هدف ذي قيمة في نتاجه العام وكل بدلوه يدلي فبارك الله في الجهود المبذولة لإنجاح مثل هذه الأنشطة والفعاليات الهادفة”.

لكلٍ منا هويته الثقافية، التي تميز فكره عن الآخر، وعبر الانخراط في الأنشطة الفكرية يتوجه الفكر لنواحي وعوالم أخرى، وسط بيئة مثالية للوعي والتفاهم بين الناس، شهر رمضان الفضيل بتنوع العادات والتقاليد والثقافات فيه، جمع مختلف الخلفيات الفكرية في رحابه، ليستلهموا قيمه وروحانياته، فالثقافة هي الأخرى تعد وسيلة للتمعن في قيم الشهر الفضيل.