الفجيرة اليوم – نظمت دارة الشعر العربي بالفجيرة، بالتعاون مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024، جلسةً حواريةً بعنوان “ترجمة الشعر.. الجدوى والضرورة” ضمن البرنامج الثقافي للمعرض.
وشارك في الجلسة الدكتور سعد البازعي، والدكتور شهاب غانم، والشاعر عادل خزام، وأدارت الجلسة سليمة المزروعي مدير دارة الشعر العربي بالفجيرة.
وتناولت الجلسة الحوارية موضوع ترجمة الشعر عبر طرح عددٍ من المحاور التي تشكّل في جوهرها إمكانية ترجمة الشعر واستحالتها، جدواها وضرورتها، كما رصدت تحولات ترجمة الشعر التاريخية والجغرافية والإنسانية، وضرورتها الثقافية.
وتحدّث المشاركون عن أهمية أن يكون المترجم شاعرًا يتقن فهم النسق الثقافي والتاريخي وكل تداعياته وملامحه حتى يكون قادرًا على إبداعِ نصٍ شعريٍ مُترجمٍ يحملُ سمات نصّه الأصلي أو ينفصلُ ليكونَ قائمًا بذاته.
كما جرى التطرّق إلى الجدل الدائر حول ترجمة روح القصيدة وجمالياتها التعبيرية “المعنى” مقابل الترجمة عبر التركيز على التقنيات والأدوات “المبنى”، في تأكيدٍ على أن تميّز النصّ الشعري المترجم وانتشاره، يبقى مرهونًا بنجاحه في التعبير عن فكرة القصيدة وتجسيدِ روحها الأولى.
وأجمعَ المتحدثون، على أنَّ ترجمة الشعر ضرورةٌ ثقافيةٌ، وجسر عبورٍ إلى الآخر عبر ما تحويه اللغة الشعرية من مدلولاتٍ ثقافية وحضارية وإنسانية تشترك بها شعوب العالم، باعتبار الشّعرِ لغةٌ إنسانيةٌ مشتركة، في تأكيدٍ على أهميّة الانغماسِ في هويةِ الآخر، وفهم السياقات الثقافية للقصيدة وأنماطها ورموزها، وإجادة تحليلها ونقدها عبر تلكم السياقات، ليكونَ مُترجم الشعرِ شاعرًا يُبدعُ نصًّا يوازي الأصليّ في أصالته، أو يتجاوزهُ إلى ما هو أكثرُ إبداعًا وأشدُّ أصالة.
وتُشارك دارة الشعر العربي بالفجيرة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته هذا العام، بعد إطلاقها الرسمي مطلع فبراير الماضي بتوجيهات سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وأمسيتها الافتتاحية الأسبوع الماضي، بهدف تجديد مكانة الشعر العربي والاحتفاء به عبر المبادرات والمشاريع المستقبلية، وتقديم اتجاهٍ جديدٍ يستقطب الشعراء والمهتمين نحو آفاقٍ جديرةٍ بالشعر العربي وأساليبه مع تنوعها عبر العصور، وصولًا إلى وقتنا الحالي.