الفجيرة اليوم – شارك وفدٌ من “بيت الفلسفة” في الفجيرة – بصفته ممثّل التنوّع الثقافيّ في منطقة الخليج العربيّ والدول العربية – في صياغة مبادرة “إعلان بارليتا”، وذلك خلال الاجتماعات التي نظّمتها قمّة مجموعة السبع 2024 في إيطاليا.
ضمّت هذه الاجتماعات نخبة من الفلاسفة والمفكّرين الّذين عمدوا إلى صياغة إعلان هامّ بُغية تقديمه إلى رئاسة مجموعة السبع في يونيو 2024، ضمّ الوفد كلًّا من أحمد السماحي، مدير “بيت الفلسفة”، وفيليب دورستويتز، عضو لجنة البحوث في “بيت الفلسفة”.
والجدير بالذّكر أنّ صياغة مباردة “إعلان الفلسفة والتعددية الثقافية” (الذي يشار إليه كذلك باسم “إعلان بارليتا”) تمّت بناءً على دعوة من قمة مجموعة السّبع في إيطاليا، يهدف الإعلان إلى معالجة القضايا الملحّة والمسائل المؤثّرة والأهمّ لدول مجموعة السّبع التي تضمّ كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الاتحاد الأوروبيّ.
وعلى مدار ثلاثة أيام، انخرط المشاركون في مناقشات بنّاءة، واجتماعات مكثّفة، وجلسات صياغة، ألقت جميعها الضوء على منافع الفلسفة وأهميّتها في توحيد الأفكار والرؤى الّتي تتجاوز الحدود الثقافيّة والجغرافيّة.
وأكّد المشاركون فعاليّة الحوار الفلسفي والتعاون في مواجهة التحديات العالميّة وضمان مستقبل أكثر سلمًا يسوده التعاون الوثيق.
إلى ذلك، يقترح “إعلان بارليتا” – بما يُمثِّله من نتاج مثمرٍ للتعاون والبحث المشترك المتواصل، وبما هو تتويجٌ لهذه القمة – توصيات رئيسيّة يخطُّها قادة السياسة والتغيير في اجتماع مجموعة السبع.
وتُلقي الوثيقة الضوء على كيفيّة الاستفادة من تعزيز المشاركة الفلسفيّة والحوار المنفتح، فضلًا عن دور الفلسفة المحوريّ في إرساء الأسس من أجل الوصول إلى فهم أفضل وأعدل وأشمل، وإلى تحقيق التفاعل وتَبَيُّن التأثير الفعّال للممارسات وَلِوجهات النظر المتنوّعة.
ختامًا، تهدف هذه الجهود إلى بناء مستقبل مزدهر قائم على الاحترام المتبادل والتفاهم ومواجهة التحدّيات، واللّجوء إلى التّعاون سبيلًا لتجاوز كلّ العقبات.
في هذا السّياق، أعرب أحمد السّماحيّ، مدير “بيت الفلسفة” عن فخره واعتزازه باختيار بيت الفلسفة للمشاركة في فعاليّة هذه القمّة وصياغة بيانها الختاميّ، مؤكِّدًا أنّ المؤسّسة الثّقافيّة الّتي يُمثّلها مؤسَّسةٌ عَمِلت منذ نشأتها على تكريس الحوار والتفاعل الحضاريّ والتثاقف بين الشّعوب، ليقينها بأنّ المبادئ السّامية هذه ليست غريبة عن تراثها ومجتمعاتها، وهي استنادًا إلى ما أنجزته طوال ثلاثة أعوام من استحقاقات فلسفيّة على المستويين العربيّ والدّوليّ، وانطلاقًا من نهوضها بمهّمة تعزيز البينيّة الثّقافيّة (موضوع اجتماع هذه القمّة) مؤتمراتٍ ومحاضراتٍ وورشاتِ عملٍ وكتبًا ومجلّة باتت جاهزة جهوزيّة تامّة لِتُمثِّل منطقتَها العربيّة في المحافل الفلسفيّة الدّوليّة، كما باتت جاهزةً للذّودِ عن القيم الإنسانيّة كما فعل أجدادنا الفلاسفة، إذ لا يغيب عن أذهاننا أنّ الفلسفة العربيّة – الإسلاميّة نهضت طويلًا بمهمّة الدّفاع عن إنسانيّة الإنسان، وَكَونيّة القِيَم، ناهيك بأنّها كَرَّست قيمًا فلسفيّة عِمادُها التّسامح والتّحاور والتّلاقي، قيمًا تسمحُ بتحقيق التّقارُب بين الأمم. وها هوذا بيت الفلسفة ينهض بالمهمّة نفسها في محيط عربيّ يتطلّع إلى تكريس فلسفة الحوار، وتقبّل الآخر.
في هذا السّياق، قال فيليب دورستويتز، عضو لجنة البحوث في “بيت الفلسفة” : “تعكس التوصيات والأفكار التي طرحناها في “إعلان بارليتا” التزامًا راسخًا بأهميّة تحقيق الاستفادة من الرؤى الفلسفيّة استفادةً تنعكس إيجابًا على مصلحة المجتمعات وتعزيزها وتطوّرها، والحقّ أنّنا نتطلع إلى تحويل هذه الأفكار إلى نتائج ملموسة تؤثّر بشكل إيجابيّ وفعّال في السياسة، وتُسهم في بناء مجتمع عالميّ أكثر انسجامًا”.
إلى ذلك، سيتمّ تقديم مباردة “إعلان بارليتا” في قمّة مجموعة السبع المزمَع عقدها في يونيو 2024، على أمل أن تسهم الرؤئ والتوصيات التي تنطوي عليها في اتخاذ إجراءات هادفة وبناءّة من قِبَلِ قادة العالم.