تعد مرحلة الطفولة من أكثر المراحل التي تصقل هوية الطفل، وتجعله على ما هو عليه في المستقبل، حيث يواجه الأهالي العديد من التحديات في هذه المرحلة، ومنها انتقائية الطفل للطعام والشراب على حد سواء، وميوله نحو رفض تناول العديد من الأغذية الصحية خاصة، والتعويض عن ذلك بتناول الوجبات السريعة والأغذية المشبعة بالدهون والحلويات، حيث تساءل عدد من الأمهات عن الآلية الصحيحة للتعامل مع الطفل الانتقائي في الطعام، وتلبية احتياجاته الغذائية بشكل كامل من فيتامينات ومعادن وعناصر أساسية للنمو السليم والصحة.
وبحسب خبراء طب الأسرة، قالوا: إن الطفل يصبح انتقائياً في طعامه لأسباب تتعلق بكونه أكثر حساسية للتذوق والرائحة والملمس، كذلك بسبب تقليد لعادات الأكل غير الصحية لذويهم، حيث تزداد احتمالية تطور تلك السلوكات إلى عادات عندما يعاقب الوالدان طفلهما، بدلاً من تشجيعه على تجربة أطعمة جديدة.
وأوضحوا أن تناول الطفل للطعام بشكل انتقائي يبدأ في سن مبكرة، ويميل إلى اتباع هذا السلوك مدى الحياة، ما يعني ضرورة تدخل الأهالي، من خلال اتباع عدة نصائح مع الطفل صعب الإرضاء عند تحضير الوجبات، ما تسهم في تخفيف حدة الانتقائية لديه.
وتابعوا إن من أبرز هذه الحلول، التي يمكن للأمهات تحديداً اتباعها، مشاركة الطفل في تناول أصناف جديدة من الطعام دون أي تعليقات سلبية، والتعبير أمامهم عن حبنا للطعام، ما يسهم في تشجيعهم على تجربته، وعدم تقديم أطعمة مختلفة للطفل عن بقية أفراد العائلة، تجنباً إلى رفضه تناول وجبته، والاهتمام بطريقة التقديم، من خلال التنوع في الأصناف وألوان الطعام، كي تشكل عامل جذب له، مع الابتعاد عن تقديم الوجبات الخفيفة في غير مواعيد الطعام المعتادة، تجنباً لشعوره بالشبع.
وأضافوا أنه من الضروري تفادي استخدام الطعام كمكافأة له، مع مشاركة الطفل في التخطيط لوجبات الطعام، ما يجعله يشعر بالحرية عند اختيار وجبته، كذلك تقديم الطعام الجديد تدريجياً وسط الأطباق المعتاد عليها، لأنه في حالة رأى الطفل غذاء غير معتاد عليه، سيمنحه ذريعه لرفض تناوله، أيضاً عدم ممارسة الضغط والتعنيف، كونه سيؤدي إلى رفض الطفل لتناول الطعام، إلى جانب عدم تقديم الحلوى مع كل وجبة، أو حتى كل يوم.
الخليج