الفجيرة اليوم – في ثامن أيام مهرجان البدر التي تتواصل بمركز الفجيرة الإبداعي عُقدت صباح أمس الخميس جلسة حوارية بعنوان “القيم النبوية في المحتوى الرقمي” شارك بها صانعو المحتوى عبدالله الرئيسي، فهد هيكل، حمد الشامسي، وأدارها الإعلامي عبدالله إسماعيل ، فيما نُظمت ورشتان الأولى في الفترة الصباحة بعنوان “تأمل ورسم المسجد النبوي باستخدام الحبر والألوان المائية” قدمتها الفنانة التشكيلية فاطمة الدويلة الهاشمي، وفي المساء عقدت ورشة “خط الرقعة أساسيات بناء السطر” قدمها الفنان أحمد عادل.

القيّم النبوية والمحتوى الرقمي

وتناولت الجلسة الحوارية بعنوان “القيم النبوية في المحتوى الرقمي”، أهمية المحتوى الديني في تعزيز القيم النبوية وتأثيره على المجتمع، وشارك في الحوار كل من صانعي المحتوى عبدالله الرئيسي، فهد هيكل، وحمد الشامسي، وأدارها الإعلامي عبدالله إسماعيل.

وأكد المشاركون خلال الجلسة الحوارية أهمية مهرجان البدر في ترسيخ السيرة النبوية والمفاهيم والقيم المتعلقة بها وكيفية استخدام الفضاءات الرقمية لنشرها وسبل تعزيز الوعي الديني في العصر الرقمي، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك وقيم، مثمّنين الإهتمام الذي يوليه سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة بغرس قيم الإسلام وإحياء ذكرى الرسول (ص)، واستعراض سيرته النبيلة من خلال فعاليات دينية وثقافية متنوعة ضمّها المهرجان.

وركّز المشاركون على أهمية الدمج بين العصر الرقمي وهَدي النبي صلى الله عليه وسلم من خلال خدمة سُنّته النبيلة، بوضعِ تصوّراتٍ شاملةٍ وآليات واضحةٍ لنشْرها بين الناس وخدمتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بإتقان وإبداع وتميزّ وابتكار، مشيرين إلى عصر الانفتاح على العالم عبر ثقافاتٍ متعددة ما يتطلّب تحقيق الإتزان القّيمي داخل مجتمعاتنا، مُنادين بأهمية استغلال هذه التقنية في تقديم محتوى يعكس القيم النبيلة التي جاءت بها السيرة النبوية لتعزيز سلوكنا وأخلاقنا في عطائنا وتعاملنا مع الناس .

ودعوا في نهاية الجلسة إلى أهمية تعميم هذا المهرجان وما يحمله من برامج دينية وثقافية تتجلّى فيها سيرةُ الرسول (ص) وما تحمله من معاني طيبة في كل إمارات الدولة لتعم الفائدة لكل أفراد المجتمع بالتعرّف على قيم وأخلاقيات الرسول والتحلي بصفاته السمحة.

رسم المسجد النبوي باستخدام الألوان المائية

قدمت الفنانة التشكيلية فاطمة الدويلة الهاشمي ورشة فنية مميزة في الفترة الصباحية من المهرجان، حيث استهلت الورشة بالتعريف بقصة دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وبناء المسجد النبوي، مما أعطى المشاركين فهماً أعمق لمكانة المسجد في ديننا، ثم انتقلت بالحديث إلى تعريف المشاركين بكيفية التعامل مع الألوان المائية بسلاسة وبساطة، مما أتاح لهم استكشاف إبداعاتهم.

وطرحت الهاشمي مقدمة عن فن الـurban sketch، “رسم الحياة الحضارية” الذي يجمع بين التحبير والألوان المائية في رسم الأماكن والبنايات، مما ساعد المشاركين على التعبير عن جمال البيئة المحيطة بهم بأسلوب فني مبتكر.

خط الرقعة أساسيات بناء السطر

وتناولت ورشة “خط الرقعة أساسيات بناء السطر” التي قدمها الفنان أحمد عادل أهم صفات خط الرقعة وخصائصه واستخداماته، ثم تحدث مقدم الورشة عن تاريخ هذا الخط وكيفية تطوره معتبراً أنه أحد أحدث الخطوط في التاريخ الحديث ويعود إلى الأتراك والعثمانيين .

وتم إستعراض نماذج موثقة من بعض المراسلات السلطانية تعود إلى بداية العام العاشر الهجري، موضحاً أن مؤسس خط الرقعة هو ممتاز بك واستعرض بعضاً من نماذجه غير المعروفة.

وكشفت الورشة عن أسلوب أفضل مَنْ كتب في التاريخ بخط الرقعة وهو “عزت أفندي” الذي يأتي على رأس الهرم لفنّاني خط الرقعة، متناولةً جانباً من حياته الشخصية إنطلاقاً من مرحلة الدراسة ثم تخصصه وممارسته لخط الرقعة على مدار 40 عاماً مشيرةً إلى أنه أول من كتب بخط الطباشير على السبورة السوداء، وأول من أحدث نقلة في خط الرقعة وتطويره من المهمة الوظيفية الى الفنية، واستعرض له كراسة بالخط العثماني ونماذج أخرى من كراسات نفذّها لوزارة التربية والتعليم التركية.

وحول أسلوب بناء السطر الفني والجمالي لخط الرقعة ركزّت الورشة على أهمية قوة الحرف كونه اللبنة الأساسية للبناء ويجب أن يكون قوياً وسليماً ليمنح الفنان قوة في الكتابة، واسترسل الفنان المصري في حديثه عن أهمية رصف الحروف وتوازي الخطوط الأفقية والرأسية وخلق توازن بين الكتل والفراغات وكيفية توزيعها جيداً على السطر.

وتطرق مقدم الورشة لبعض التصرفات الجمالية في اتصالات الحروف النادرة واصفا كتابة السطر بخط الرقعة بالموسيقى في توزيعها وتناغمها بإيقاعين بصري وسمعي متوازنين.