الفجيرة اليوم – شهد معرض الفجيرة لكتاب الطفل بدورته الأولى المقامة بقاعة البيت متوحد بالفجيرة تزايداً لافتاً في أعداد الزوار في يومه الرابع، خاصة طلاب وطالبات المدارس بالفترة الصباحية وسط جهود تنظيمية سهّلت عملية دخول وحركة الزوار داخل أروقة المعرض.
واستقطبت أجنحة المعرض الأطفال وأسرهم من خلال ما قدمّته من ورش تفاعلية حول السنع الإماراتي وفن الأوريغامي وجلسات حوارية تناولت تجارب بعض المؤلفين والكتاب من الأطفال في كتابة القصص، وبعضاً من حكايات أصحاب الهمم، بالإضافة إلى قراءات قصصية تخاطب عقول الأطفال وتستعرض أفكارهم وإلهامهم في عالم الكتابة، فضلاً عن تقديم خدمات ترفيهية وأنشطة ثقافية شدّت الزوار من صغار السن وذويهم في أجواءٍ عكست أهمية المعرض التثقيفية والتوعوية، وساهمت في تحقيق شعار المعرض “اصنع بخيالك المستقبل”.
جلسات حوارية
عُقدت على منصة المسرح الرئيسي ثلاث جلسات حوارية، من بينها جلسة بعنوان “أدب يلامس القلوب.. كتب ملموسة وحكايات للأطفال ذوي الهمم”، تحدثت فيها الكاتبتان في أدب الطفل فاطمة صالح ونادية النجار، وأدارها محمد اليماحي، وتطرقت إلى ماهية الكتب الملموسة وطرق إعدادها، وكيفية مساهمتها في تعزيز قدرات المكفوفين، كما استعرضت المتحدثتان حكايات عن إنجازات أصحاب الهمم وقدراتهم، وقدمتا نصائح للآباء والمعلمين والأطفال، حول كيفية الوصول إلى الكتب المناسبة لهذه الفئة والسعي نحو فتح أبواب المعرفة.
وفي المنصة نفسها أقيمت جلسة حوارية أخرى بعنوان “كتب الأطفال من التقليد إلى الإبداع”، شارك فيها الشاعر والكاتب علي الشعالي، والدكتورة عائشة الغيص من دار الظبي، والدكتورة في أدب الطفل آلاء الناجم، وأدارها محمد الجغبير من مؤسسة عبد الحميد شومان.
وتناول المتحدثون تطور كتب الأطفال في العالم العربي، مع استعراض للتراث الأدبي القديم والحديث، وناقشوا مسألة الإبداع والتقليد في الأدب الموجه للأطفال، مستعرضين مستقبل هذا الأدب في الوطن العربي.
وأكدوا على أهمية تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الأطفال، و تسليط الضوء على اعتماد أدب الطفل نحو الصور كبديل للنص المكتوب مقدمّين نماذج لكتّاب مبدعين في هذا المجال، وأشاروا إلى الحالة الراهنة لصناعة النشر في الإمارات موضحين ازدهارها الملحوظ وتطورها.
أما الجلسة الحوارية الثالثة والتي ألقيت باللغة العربية جاءت تحت عنوان “الكاتب الصغير” تولّى إدارتها عيسى المازمي بمشاركة عمار المرزوقي، الدانة الحمودي، وساندي هاني، والذين تحدّثوا عن تجاربهم في تأليف القصص لأقرانهم من الأطفال، مستعرضين أفكارهم وإلهامهم في عالم الكتابة.
ورش تفاعلية
في جناح دار المحيط للنشر قدّمت الفنانة التشكيلية شيماء الكيلاني، ورشة فنية بعنوان “صناعة كتاب من الأوريغامي”، من تنظيم الدار لاقت إقبالاً لافتاً من الأطفال، الذين تعلّموا كيفية تحويل الورق إلى كتب وأشكال فنية باستخدام تقنية الأوريغامي، وهي تقنية تعتمد على طيّ الورق لإنتاج أعمال فنية متنوعة تُضاف إليها خامات أخرى، مثل الكوروشيه، لإضفاء لمسة إبداعية على هذه الأعمال.
وهدفت الورشة إلى تنمية مهارات الأطفال وتحفيز خيالهم من خلال استخدام هذا الفن في إنتاج كتب تعليمية وأشكال أخرى مجسّمة، واستغلال المواد المتاحة بشكل مبتكر.
وفي الجناح نفسه قدّم الناشط والباحث في التاريخ المحلي عبدالله سالم الكندي ورشة السنع الإماراتي تناولت سنع المجالس وآداب الضيافة، وعادات التحية والسلام، كما تناول الباحث كيفية إرتداء الزي الإماراتي للرجل والمرأة، ولاقت الورشة تفاعلاً كبيرا من الأطفال وزوار المعرض .
من جهته نظم ركن بيت الفلسفة ورشة تفاعلية بعنوان “الدبلوماسي الصغير”، حيث تعلم الأطفال فن صناعة التأثير الإيجابي في المجتمع وتمثيل أنفسهم وبلدانهم في المستقبل، كما نظم ورشة فلسفية تفاعلية أخرى مميزة، عرض من خلالها مجموعة من الأسئلة التي تشجع الأطفال على التفكير وتنمية عقولهم، وكانت الورشة مليئة بالتفاعل والنقاشات الممتعة.