حققت القيادة العامة لشرطة أبوظبي نجاحاً ملموساً في الوقاية من المخدرات منذ إطلاقها خدمة «فرصة أمل» الرقمية عام 2020، والتي عززت جهود التصدي للمخدرات والحماية من مخاطرها.

وتلقت مديرية مكافحة المخدرات العديد من طلبات العلاج من مرضى إدمان المواد المخدرة بطريقة تضمن السرية التامة، وتقديم برامج توعوية ضمن الخدمات الرقمية الجديدة لشرطة أبوظبي من خلال التنسيق الفعال مع مؤسسات وأفراد المجتمع وتفعيل الشراكة المجتمعية للحد من انتشار هذه الآفة، كما توضح المؤشرات الحالية حجم التفاعل الكبير مع الخدمة، حيث زار الموقع التوعوي الإلكتروني للخدمة ما يقارب 300 ألف زائر منذ الانطلاق، وتشهد تفاعلاً كبيراً من الجمهور يومياً للتعرف على أهداف الخدمة وطرق التقدم للاستفادة من خدماتها.

وأكد العميد طاهر غريب الظاهري، مدير مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي في شرطة أبوظبي، اهتمام شرطة أبوظبي وشركائها بالوصول إلى مجتمع خال من المخدرات، وتقديم الحلول الملائمة للمتعاطين، من خلال الاستفادة من أحكام القانون الذي يضمن الإعفاء من المساءلة للمتقدمين للشرطة أو النيابة أو الوحدة العلاجية، للعلاج الطوعي من الإدمان من تلقاء أنفسهم، أو من خلال أحد أفراد الأسرة وأقاربهم.

وأوضح أن «فرصة أمل» تسهم في تعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع، والجهات المعنية المنوط بها الحماية والتصدي لمخاطر المخدرات، بما يدعم جهود الوقاية وترسيخ أمن واستقرار المجتمع، ويضمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة، ويعزز جهود شرطة أبوظبي وشركائها في التوعية المستمرة بمخاطر هذه الآفة الخطيرة.

لا دعوى جزائية على المتعاطي إذا تقدم للعلاج
ينص قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية على أنه «لا تقام الدعوى الجزائية على متعاطي المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، إذا تقدم من تلقاء نفسه، أو زوجه، أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية، أو ممن يتولى تربيته، إلى الوحدة أو النيابة العامة أو الشرطة، قبل ضبطه، أو قبل صدور أمر بالقبض عليه، طالبين إيداعه للعلاج لدى الوحدة، فيودع لديها إلى أن تقرر إخراجه».

وتحث الخدمة، من خلال المحاضرات التي تعقدها مديرية مكافحة المخدرات، على أهمية تضافر جهود كافة المؤسسات المعنية في توعية أفراد المجتمع بمخاطر تعاطي وترويج المخدرات، حيث تنفذ شرطة أبوظبي العديد من برامج التوعية والتثقيف الأمني بأضرار آفة المخدرات، وتعريف المجتمع بآثارها السلبية وطرق الوقاية منها والتصدي لها بكافة الأشكال من خلال الخطط والبرامج والحملات التثقيفية على مدار العام في مختلف المؤسسات التعليمية والاجتماعية.

وتشمل التوعية بث الفيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالتركيز على تعزيز مبدأ الرفض الذاتي للمواد المخدرة، بالتنسيق مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، لتوفير الترجمة بلغة الإشارة في الخدمة لتغطية كافة شرائح المجتمع.
وتأتي هذه الخدمة ضمن جهود شرطة أبوظبي، بالتعاون مع المركز الوطني للتأهيل، لمد يد العون للمتعاطين المبادرين للعلاج، والتوعية بأضرار المواد المخدرة والآثار المترتبة على إدمانها في كافة وسائل الإعلام إلى جانب التعريف بأهدافها وأهميتها.

المركز الوطني للتأهيل: منظومة برامج تضمن التعافي والنجاح
وصف المركز الوطني للتأهيل «فرصة أمل» بالخدمة المتميزة كونها موجهة لجميع أفراد المجتمع، بهدف إيصال المعلومة الصحيحة لتغيير المعتقد والسلوك وحفظ حقوق الإنسان وتوصيل معلومة مفادها بأن المدمن بحاجة إلى العلاج للتخلص من اعتماده على المواد المخدرة عبر التدخل العلاجي.

وأكد المركز أن منظومة برامج العلاج والتأهيل وبرامج الرعاية اللاحقة تضمن للمدمن تعافيه، وتدني نسب الانتكاسة وارتفاع نسب النجاح، مشيراً إلى أن القانون كفل للمريض عدم الملاحقة القضائية، إلى جانب جميع الإجراءات التي تحفظ للمريض السرية والحقوق القانونية، وبالتالي فإن الحل الأمثل هو الاستفادة من هذه الخدمات المتميزة التي تطلقها شرطة أبوظبي لطلب العلاج في المركز الوطني للتأهيل عبر طلب خدمة العلاج بالاتصال على رقم الهاتف 8002252 وبسرية تامة.

أسباب
أشار المركز إلى أن الأسباب الشائعة التي تدفع إلى الوقوع في التعاطي، تختلف من نفسية أو عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية، وقد تجتمع معاً، ومن أسباب اللجوء إلى تعاطي المخدرات: التفكك الأسري، وضعف الوازع الديني، ورفقاء السوء، وعدم الوعي والإدراك بأخطار المخدرات وآثارها السلبية، وغياب أحد الأبوين أو كليهما في الواقع أو من حيث تأثيرهما، وتقليد الغير وضعف الشخصية والتأثر بالدراما التلفزيونية، والتجربة وحب الاستطلاع والرغبة في إثبات الذات أمام الغير، والاعتقاد الخاطئ بأن التعاطي يحسن من الحالة النفسية والمزاجية، والاعتقاد الخاطئ بأن تأثير المخدرات مؤقت ويمكن الإقلاع عنها في أي وقت، والاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تساعد في التركيز والفهم المذاكرة بشكل أفضل، والاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تساعد في تخسيس الوزن، والاعتقاد الخاطئ بأن تعاطي المخدرات يساعد على القدرة الجنسية.

محمد سليم العامري: المخدرات من أشد الآفات فتكاً بالمجتمعات
قال العقيد محمد سليم الدودة العامري، نائب مدير إدارة مكافحة المخدرات في منطقة العين: إن المخدرات تعتبر من أشد الآفات فتكاً بالمجتمعات والإنسانية، مشيراً إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الأمنية والشرطية المعنية بمكافحة الآفة وملاحقة مروّجيها.
وأوضح أن هناك دائماً فرصة أمل متاحة لتدارك مخاطر الإدمان قبل وقوعها من خلال نشر وتعزيز الوعي بمخاطرها وانعكاساتها السلبية على المتعاطين، مشيراً إلى توفر الفرصة للعلاج من الإدمان والاندماج بعد العلاج بصورة طبيعية في المجتمع.

وذكر أن أبرز الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات هي ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري وضعف الرقابة من قبل الوالدين، فضلاً عن الاضطرابات النفسية لدى المتعاطي، ومجالسة أصدقاء السوء، وعدم استثمار أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وعدم الوعي والإدراك بمخاطر هذه الآفة، وتعاطي مختلف الأدوية والعقاقير الطبية من دون استشارة الطبيب، والرغبة في التجربة التي تؤدي إلى آثار خطيرة صحياً وجسدياً، وبالتالي يحكم المتعاطي على نفسه بالهلاك وتشويه سمعته وسمعة أسرته.

سرية تامة في تلقي طلبات المتقدمين
تسعى خدمة «فرصة أمل» إلى تعزيز الوقاية وتوفير تسهيلات عدة لتشجيع مرضى الإدمان على المبادرة إلى طلب العلاج، في إطار جهود شرطة أبوظبي المستمرة لمساعدة هذه الفئة في التخلص ونبذ هذه العادة السيئة ومنع تطور الإدمان، ونشر ثقافة الوعي بين الجمهور حول مخاطر الإدمان.

وتتعامل شرطة أبوظبي مع الطلبات والمتقدمين والعلاج مع الشركاء ضمن خدمة فرصة أمل بسرية تامة، حيث تتضمن آلية التواصل مع خدمة «فرصة أمل» تسهيلات تشجع متعاطي المخدرات على المبادرة إلى طلب العلاج في إطار جهود شرطة أبوظبي المستمرة لمساعدة هذه الفئة ومنع تطور الإدمان.

وتبدأ آلية استقبال طلبات الأهل والمرضى المتعاطين والمدمنين بالدخول إلى الموقع الإلكتروني أو التطبيق الذكي لشرطة أبوظبي:
www.adpolice.gov.ae أو‏ https://forsa.adpolice.gov.ae/ar، وكذلك للاطلاع على أهداف الخدمة وكيفية التقدم لطلب العلاج والإبلاغ عن الحالات المشبوهة من خلال التواصل مع خدمة «أمان»، بما يضمن السرية التامة، على الرقم 8002626.

الاتحاد