الفجيرة اليوم – استهل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما فعاليات نسخته الحادية عشرة بانطلاقة أدبية، تجلت في حفل توقيع رواية “ابن سارة”، باكورة أعمال سعادة محمد سعيد الضنحاني، الأديب والشاعر ومدير الديوان الأميري في الفجيرة، وذلك في فندق رويال أم، وسط حضور لافت من أدباء ونقاد ومهتمين بالشأن الثقافي.

تأتي الرواية كمرآة تعكس لحظة فارقة في دروب الهوية والوجود، حيث يقف البطل “أحمد” في مواجهة تحمل من الرمزية بقدر ما تحمل من التحدي، ليرد على سؤال بسيط لكنه عميق، “هل أنت ابن سارة؟”، بإجابة مفعمة بالاعتزاز: “أنا أحمد بن سارة، ابن العرب، وأفتخر أنني ابن سارة”، جاعلاً من انتمائه راية ومن كبريائه درعًا في وجه التلاشي.

“ابن سارة” ليست مجرد سرد أدبي، بل هي مشروع روائي متعدد الأبعاد، يغوص في عمق التجربة الإنسانية عبر عدسة عربية مشبعة بالتفاصيل الحياتية الغنية. وقد أشار الضنحاني في تصريح خاص إلى أن الرواية ولدت من تأمل طويل وتجربة معيشة حقيقية، وهي اليوم تترجم إلى لغات عدة، بدءاً بالإنجليزية ويجري العمل على نسختها الفرنسية، في سعي لتوسيع أفق التلقي والانفتاح على القارئ العالمي.

اختيار توقيع الرواية ضمن فعاليات المهرجان لم يكن عشوائيًا، بل جاء انسجامًا مع رؤية الضنحاني في دمج الأجناس الثقافية والفنية، وتكريس الرواية كجزء من هوية المهرجان، مؤكداً أن الثقافة لا تكتمل إلا بالأرشفة والتوثيق الذي يحفظ نبض الإبداع للأجيال القادمة.

وقد أثنى الحضور على الخطوة، مشيدين بقدرة الضنحاني على خوض مغامرة روائية أولى بهذا المستوى من العمق والخصوصية، معتبرين العمل إضافة نوعية تثري الحراك الثقافي في الفجيرة والمنطقة برمتها.

ويُعد توقيع “ابن سارة” أولى المحطات في سلسلة توقيعات أدبية ومسرحية يحتضنها المهرجان، من أبرزها: كتاب “المونودراما العربية المعاصرة – قراءة ثقافية” للكاتبة صفاء البيلي، مسرحية “مرد وكحل” للضنحاني نفسه، كتاب “السرد المسرحي في المونودراما” لرمزي المليفي، و”يوسف العاني وريادة المونودراما” من تأليف د. عامر صباح المرزوك. كما يتضمن البرنامج توقيع كتاب “مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما – تاريخ وإنجاز”، و”هرمية المعاني في مسرح محمد سعيد الضنحاني” للدكتور محمود سعيد، بالإضافة إلى كتاب “قوة الفرد: المونودراما للكتاب والممثلين والمخرجين” للفنان الأمريكي لويس كاترون.
بهذه التظاهرة الأدبية الغنية، يواصل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ترسيخ مكانته منصةً حاضنةً للإبداع العربي والعالمي، حيث تتعانق الكلمة مع الأداء، وتتلاقى الفكرة مع المشهد، ويكتب الأدب حضوره بجوار خشبة المسرح.