الفجيرة اليوم – نظّمت اللجنة العليا لمؤتمر الفجيرة الدولي لسياحة المغامرات بدورته الأولى سلسلةً من الجولات السياحية والبرامج الثقافية أمس الخميس لضيوف المؤتمر، شملت عدداً من المعالم التاريخية والأثرية بالإمارة، بهدف التعريف بالمقومات التاريخية والتراثية التي تزخر بها إمارة الفجيرة وبيئتها الجبلية.

وانطلقت الجولاتُ من مسجد الشيخ زايد أحد أكبر وأجمل المساجد على مستوى الدولة، وتعرّف الضيوف على الطراز المعماري الإسلامي الفريد، والتأمل في جماليات المسجد الذي يمثّل رمزاً روحانياً وثقافياً في قلب الفجيرة، ثم التقط الجميع صوراً تذكارية داخل وخارج فناء المسجد.

ثم توجّه الضيوف إلى قلعة الفجيرة أقدم المعالم التاريخية في المنطقة، وأحد أهم وأقدم الحصون التي تُجسّد تراثاً معمارياً وعسكرياً عريقاً، “ويعود تاريخ إنشائها لأكثر من 500 عام”، واستمعوا إلى شرحٍ مفصّل عن تاريخ القلعة ودورها الدفاعي القديم، والتطورات التي شهدتها عبر الزمن، وقد مثّلت الزيارة فرصة للضيوف لاكتشاف أحد الرموز المعمارية العريقة التي تعبّر عن ماضي الفجيرة العريق.

وحطّت جولة ضيوف المؤتمر رحالها في محطتها الأخيرة بمنطقة الطَّيبة ذات الموقع الجبلي المميز الذي يتمتّع بإطلالة بانورامية على الوادي، وتم استقبال الضيوف بشلات ترحيبية من فرقة دبا الحربية بمعية شاعر الشلات عبدالله الشحي، وتم إعدادُ برنامجٍ ثقافي غني ومتنوع بالمنطقة بدأ بالنزول ومنها إلى “بيت المطوّع”، حيث تعرّف الضيوف على أساليب التعليم وخطب الجمعة قديماً، إضافة إلى عرضٍ توثيقي لمقتنيات المطوّع من الأعشاب والأدوات الشعبية التي كانت تُستخدم في الطب الشعبي والتعليم التقليدي.

وتواصلت الجولة في مزرعة المواطن أحمد العبدولي وهي مزارٌ سياحي مفتوح للزوار يستعرض فيه مجموعة من المقتنيات الشخصية التي جمعها على مدى سنوات طويلة شملت صوراً نادرة وتذكاراتٍ تاريخية وتلفوناتٍ قديمة تُمثل جزءاُ من الذاكرة المجتمعية للمنطقة، كما استكشف الضيوف أساليب الزراعة التقليدية.

واختُتمت الجولة عند سفح القلعة في نزل الطيبة، حيث أقيمت تجربة إماراتية أصيلة جمعت بين العروض الفنية الشعبية، وتقديم الأكلات المحلية، والضيافة التقليدية “الفوالة”، إلى جانب عرض للمنتجات التراثية والحرف اليدوية التي تميّز بها سكان المنطقة.

وعبّر ضيوف المؤتمر عن إعجابهم الشديد بتنوع البرنامج وثرائه الثقافي، مؤكدين أن هذه التجربة أضافت بعداً إنسانياً ووطنياً أصيلاً إلى مشاركتهم في المؤتمر، وعكست ما تتميز به الفجيرة من توازنٍ فريد بين الطبيعة والمغامرة والتراث الحي.