الفجيرة اليوم – في اليوم الثاني عشر من فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان البدر تواصلت الورش التفاعلية التي تجمع بين الفن والمعرفة، حيث استقبل مركز الفجيرة الإبداعي أمس الإثنين ورشتين مميزتين عبّر من خلالهما الأطفال والمهتمون عن حبهم للإبداع وقيم الجمال.
ففي ورشة “إبداعات في حب النور المبين” قدّمت الفنانة والكاتبة الإماراتية فاطمة العامري تجربة تربوية مبتكرة للأطفال جمعت بين القيم النبوية والفن التفاعلي، عبر خريطة مليئة بالتحديات المستوحاة من أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم استهدفت من خلالها ترسيخ محبته “ص” في نفوس الأطفال بأسلوب إبداعي معاصر وبسيط.
اعتمدت الورشة على فكرة “الخريطة التفاعلية”، حيث خاض الأطفال سلسلة من التحديات موزعة على أربع محطات، تمحورت حول فضائل دعا إليها النبي، مثل الرحمة، والرفق بالحيوان، والحفاظ على الأذكار، والمواظبة على الصلوات، ومثّلت كل محطة تجربةً يتحدى فيها الطفل زميله، ليكتسب قيماً أخلاقية وسلوكيات نبوية بأسلوبٍ مرح وتعليمي.
وركّزت فكرة الورشة على استدامة الأثر إذ تُنقل الخريطة من طفل لآخر، في سلسلة متواصلة من التفاعل الإبداعي، لتصل إلى أكبر عدد من الأطفال بطريقة تلقائية، وقد أبدع المشاركون من طلاب وطالبات مدارس إمارة الفجيرة بإضافة تحديات جديدة بأنفسهم، كالمواظبة على صلاة الضحى وذكر الله، مما عكس عمق تفاعلهم مع مضمون الورشة وأثرها الإيجابي.
بينما أتاحت ورشة “الطباعة الزرقاء” التي قدّمها المصور الفوتوغرافي المصري محمد عبد الوهاب للمشاركين تجربة تقنية فنية قديمة بأسلوب معاصر يجمع بين الفن والعلم لاقت تفاعلاً كبيراً وأثارت فضول المشاركين لاكتشاف المزيد من أسرار التصوير الكلاسيكي.
وقدّم عبد الوهاب خلال الورشة شرحاً عملياً لتكوين هذه الطباعة التي تُعد من أقدم تقنيات الطباعة الفوتوغرافية موضّحاً أنها تعود أصولها إلى عام 1841 وتعتمد على استخدام أملاح الحديد الحساسة للضوء، حيث قام المشاركون بطلاء ورق الرسم بمحلول خاص من أملاح الحديد، ثم وضعوا عليه عناصر مثل أوراق الشجر وأفلام فوتوغرافية قديمة، وعرضوا الورق بعد ذلك على أشعة الشمس لمدة 15 دقيقة، قبل أن يُغسل بالماء ليظهر الشكل النهائي للطباعة بلونٍ أزرق مميز.
وتعرّف المشاركون خلال التجربة على بدايات الطباعة الفوتوغرافية وكيف ساهمت هذه التقنية في تطور فن التصوير، وكيف يمكن توظيفها جمالياً لإنتاج أعمال فنية ذات طابعٍ بصري فريد.
ويقدّم المهرجان في دورته الرابعة وبالتعاون مع وزارة الثقافة سلسلة من الورش الفنية المتنوعة على مدار الأسبوع الثاني، وذلك بمشاركة طلاب وطالبات مدارس إمارة الفجيرة بهدف تعزيز ارتباط النشء بالفنون والثقافة الإسلامية وتنمية قدراتهم الإبداعية من خلال تجارب تفاعلية ملهمة.