الفجيرة اليوم – انطلقت فعاليات اليوم الأول من معرض الفجيرة لكتاب الطفل بدورته الثانية بسلسلةٍ من الورش والجلسات التعليمية والتثقيفية والإبداعية والتوعوية التي جمعت بين المتعة والمعرفة والابتكار، وهدفت إلى تنمية قدرات الأطفال واليافعين وتحفيزهم على القراءة والتفكير الإبداعي.
وشارك في هذه الورش نخبة من الكتّاب والباحثين ومؤلفي كتب الأطفال واليافعين الذين قدموا تجاربهم بأساليب تفاعلية شيقة، ساعين إلى غرس حب الكتاب في نفوس النشء وتعزيز قيم المعرفة والإبداع والابتكار لديهم، وقد شكّلت هذه الورش منصةً حيوية للتعلم والتعبير، وأسهمت في إثراء أجواء المعرض في يومه الأول، وإبراز دوره المحوري في دعم ثقافة الطفل وتنمية مهاراته المختلفة.
وقدّم الشاعر والباحث في التراث الإماراتي عبد الله خلفان الهامور ورشة عن “سَنع المجالس” عرّف خلالها المشاركين على قواعد الحوار وآداب الاستماع، وكيفية التعبير عن الرأي بطريقة دبلوماسية وفاعلة داخل المجالس، وأخذت الجلسة الحضور في رحلة معرفية حول أصول الحديث، والإنصات، والتعامل الذي يعكس عمق الهوية والثقافة الإماراتية ، وشدد الهامور على أن المجلس كان وسيبقى مرآةً للآداب، والاحترام والكرم الأصيل.
وفي جلسة مميزة بعنوان “رحلة فضائية مع هزاع المنصوري”، التي شهدت تفاعلاً واسعاً من الأطفال وعائلاتهم، قدّم الكاتب محمد النابلسي خلالها سرداً مشوّقاً لتجربة رائد الفضاء هزاع المنصوري، مبرزاً مراحل التدريب والاستعداد للرحلات الفضائية، بالإضافة إلى قصصه الملهمة عن الشجاعة والإصرار على تحقيق الأحلام.
وأكد النابلسي في حديثه على أهمية القراءة والخيال في تشجيع الأطفال على اكتشاف العلوم والفضاء، مشيراً إلى أن الفضول والمعرفة هما مفتاحا المستقبل لكل جيل.
كما شهد المعرض ورشة تفاعلية بعنوان “ماذا يوجد في الصندوق؟” قدمتها الكاتبة ومؤلفة قصص الأطفال الدكتورة لطيفة العبدولي، حيث جمعت بين الرسم والخيال في تجربة إبداعية تهدف إلى توسيع مدارك الأطفال وتنمية خيالهم الواسع.
وقدمت الكاتبة والناشرة المتخصصة في أدب الأطفال واليافعين فلورا مجدلاوي ورشتين الأولى بعنوان “لعبة الشمس”، حملت للأطفال مزيجاً من الإثارة والفن واكتشاف أسرار الضوء بطريقة مبسّطة وتعليمية ، فيما تناولت بأسلوب شيّق في ورشة أخرى بعنوان “حمّى كأس العالم” العلاقة بين شغف الأطفال بالرياضة وتأثير وجهات النظر في تشكيل آرائهم وسلوكياتهم، مؤكدة أهمية الحوار والتفكير النقدي في حياة الناشئة.
أما الكاتبة والفنانة التشكيلية نيروز الطنبولي الملقبة بـ “سيدة الحكايات ” قدمت مع فريق عملها عرضاً مسرحياً بعنوان “كليلة ودمنة”، استوحته من الكتاب الأدبي الشهير الذي يحمل المعاني الأخلاقية والحكم الإنسانية الخالدة.
جاء العرض بأسلوب الدمى التفاعلي الذي جذب الأطفال وأثار خيالهم، حيث جسّد شخصيات الحيوانات في حكايات شيّقة تحمل دروساً في الحكمة والذكاء والصداقة.
فيما قدّم الأديب السوري المتخصص في أدب الطفل واليافعين مهند العاقوص ورشتين إحداهما قصصية بعنوان “فاكهة الحكايات”، تخللتها قصة مشوّقة عن مجموعة أصدقاء يحبون اللعب ويخترعون كلمة سرّ خاصة بهم، لتصل بشكل غريب إلى أطفال المريخ الذين يظنون أنها إشارة لهجوم قادم من الأرض ، وشارك الأطفال في نسج تفاصيل القصة وتخيل مشاعر الشخصيات وتطورات المغامرة ، بينما تمثّلت الورشة الثانية بعنوان “كن أنت البطل” في تجربة تفاعلية مشوّقة صنعت قصة فريدة من ابتكار الشخصيات وبناء الأحداث شارك فيها مجموعة من الأطفال ضمن أجواء إبداعية ملهمة ومليئة بالخيال.
من جهتها قدّمت الفنانة سمر نجاح عرضاً مدهشاً بعنوان “حكايات الظلال”، استخدمت فيه فن مسرح الظل لتروي للأطفال قصصاً تنبض بالخيال والإبداع وتجمع بين السرد البصري والموسيقى والحركة.
