الفجيرة اليوم – انطلقت فعاليات اليوم الثالث من معرض الفجيرة لكتاب الطفل في دورته الثانية وسط استمرارِ ورشٍ وجلساتٍ مخصصة للأطفال وطلاب المدارس، والتي ركّزت على السرد القصصي ودمجه مع الهوية الوطنية الإماراتية وتعزيز الانتماء الثقافي لدى النشء، إلى جانب تنمية مهارات التعامل مع التنوع والاختلاف لدى الأطفال بأسلوب تفاعلي وإبداعي يسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية.
وركّزت ورشة “من ذاكرة الجدّات.. الحكايات الشعبية” التي قدّمها الكاتب والباحث في التراث خالد الهنداسي على أهمية الحكاية الشعبية في نقل القيم والموروث الثقافي إلى الأجيال الجديدة، وتناولت الورشة دور القصص التراثية في ترسيخ مفاهيم الخير والشر، إلى جانب القيم الأصيلة مثل الأمانة والصدق، كما سعى الهنداسي إلى إحياء مفردات ومفاهيم تراثية قد تغيب عن جيل الأجهزة اللوحية.
بينما استضاف المسرح الرئيسي جلسة سردٍ قصصي فريدة من نوعها، قدمها أصغر كتّاب المعرض في نسخته الثانية الطفل محمد الكعبي، بمشاركة مجموعة كبيرة من طلاب وطالبات مدارس الفجيرة، حيث تحدث فيها الكعبي عن قصته المُعنونة بـ “أين اختفت ألعابي”.
أما ورشة “مدرستي متنوعة” التي قدّمها كاتب الأطفال واليافعين محمد النابلسي ركّزت على تنوع الطلاب في المؤسسات التعليمية وطرق التعامل مع الاختلاف، خصوصاً في دولة الإمارات التي تحتضن أكثر من 200 جنسية، وهدفت الورشة إلى تعزيز قبول التنوع واحترام الاختلاف ، واكتساب مهارات التعامل مع الآخر، بما يعكس قيم التسامح والانفتاح التي تُعرف بها الإمارات، كما قدم النابلسي ورشة أخرى بعنوان ” طريق النجاح والصمود النفسي.. أبطال إماراتيون تجاوزوا الصعاب “بمشاركة الطلاب.
فيما شاركت دارة الشعر العربي بورشة فنية استثنائية بعنوان “رسم الشعر” قدّمها الشاعر محمد المتيم مسؤول النشر في الدارة، حيث جمع بين الكلمة واللون في تجربة فريدة مزجت الفن التشكيلي بالشعر، وتفاعل الأطفال مع الورشة برسم لوحاتٍ مستوحاة من القصائد، ما أضفى أجواءً من الإبداع والجمال في محطة الابتكار.
وتناول الأديب السوري المتخصص في أدب الطفل مهند العاقوص في ورشة بعنوان “فاكهة الحكايات” قصة طريفة تحمل عنوان “بطيخ في المريخ”، هدفت إلى غرس قيم إنسانية مهمة لدى الأطفال مثل التقبّل والتسامح، بأسلوب شيّق يجمع بين الخيال والإبداع ويعزز التفكير الإيجابي والانفتاح على التنوع الثقافي، كما قدم ورشة أخرى بعنوان “كُن أنت البطل” خلال فعاليات اليوم.
كما شاركت الفنانة التشكيلية ومؤلفة كتب الأطفال ثمار حلواني في ورشة بعنوان “سمكة تسبح على يدي”، حيث أتاحت للأطفال تجربة فنية ممتعة لتصميم سمكة متحركة باستخدام الورق الملوّن، وأطلق كل طفل خياله في رسم سمكته الخاصة مستخدماً الألوان والأشكال التي يفضلها، في نشاط يهدف إلى تنمية روح الابتكار وتعزيز حرية التعبير الفني لدى الأطفال دون خوف أو تقييد.
واستعرضت الكاتبة ومؤلفة قصص الأطفال الدكتورة لطيفة العبدولي في ورشة بعنوان “المدينة الحقيقية والمدينة المخفية” مفهوم الصدق وأثره الإيجابي مقابل الكذب وعواقبه، من خلال مقارنة بين مدينتين، إحداهما حقيقية يسودها الصدق والجمال، وأخرى مخفية يسودها الزيف والبشاعة، بهدف ترسيخ القيم الأخلاقية لدى الأطفال بأسلوب بصري وتفاعلي.
فيما قدّمت الكاتبة سمر نجاح ورشتين خلال اليوم الثالث من المعرض الأولى بعنوان “مسرح الخطوط الراقصة” حيث تحوّل الأطفال إلى خطوط حيّة تتحرك على المسرح، مجسّدين الخطوط الرأسية والأفقية والمنحنية باستخدام الحبال والشرائط، في تعبير جسدي حر مليء بالطاقة والمرح عبّر فيه كل طفل عن قصته بطريقته الخاصة، ووسط تجاوب واسع من الأطفال قدمت نجاح قصة “جورب وجوروب”، نسجت خلالها حكاية لطيفة تمزج الدعابة بالحكمة، لتروي مغامرة جورب ضائع يبحث عن نصفه الآخر، فيكتشف الصداقة والمعنى الحقيقي للانتماء.
وقدّمت الطالبة مريم المراشدة من كليات التقنية العليا بالفجيرة ورشة إبداعية بعنوان “صمّم عالم قصتك” في جناح بيت الفلسفة، حيث شارك الأطفال في ابتكار شخصياتهم ورسم تفاصيل العوالم الخيالية التي تدور فيها أحداث قصصهم، مما أسهم في تنمية خيالهم وتشجيعهم على التعبير الأدبي والابتكار البصري.
بينما أخذت الكاتبة ضحى الخصاونة الأطفال في ورشة تفاعلية بعنوان “لنحلق_ مع قصصجية” في رحلة خيالية بين صفحات القصص، ليكتشفوا قوة الخيال والإبداع في صناعة العوالم السحرية بالكلمات.
