الفجيرة اليوم – اختُتمت مساء أمس الأحد فعاليات النسخة الثانية من معرض الفجيرة لكتاب الطفل، الذي أُقيم برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، في مركز دبا للمعارض خلال الفترة من 26 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2025، بمشاركة 52 دار نشر محلية ودولية، وسط إقبال واسع من الزوار بلغ أكثر من 11 ألف زائر من الطلبة والعائلات ومحبي القراءة والثقافة من الفجيرة ومختلف إمارات الدولة.

وأعرب سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي، مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض الفجيرة لكتاب الطفل، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته الدورة الثانية من المعرض، موجهاً بالغ الشكر والتقدير لسمو ولي عهد الفجيرة على دعمه المتواصل ورعايته الكريمة لهذا الحدث الثقافية التعليمي.
 وقال الزيودي: ”إن معرض الفجيرة لكتاب الطفل يجسد رؤية الإمارة في الاستثمار في الإنسان منذ الطفولة، عبر تنمية حب القراءة والمعرفة وغرس القيم الثقافية في الأجيال الجديدة، وقد نجحنا هذا العام في استقطاب مشاركة نوعية من دور النشر والمبدعين، بما يعكس المكانة الثقافية المتنامية لإمارة الفجيرة على الخارطة الثقافية في الدولة والعالم“.

من جانبه، أكد سعادة ناصر محمد اليماحي، المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، نائب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الفجيرة لكتاب الطفل، أن المعرض شكّل فرصة لتعزيز التواصل بين الكُتاب والمؤسسات التعليمية والأسر، مشيراً إلى أن الإقبال الكبير يعكس وعي المجتمع بأهمية القراءة والمعرفة كركيزة للتنمية. 
وأضاف: ”ما لمسناه من تفاعل واسع من الطلبة والعائلات يعزز الثقة في استمرار هذا الحدث كمنصة سنوية تُعنى بثقافة الطفل، وتجمع بين المتعة والتعلم والإبداع“.

وشهد اليوم الختامي عدداً من الورش التعليمية والإبداعية والقرائية التي استقطبت الأطفال والأسر، حيث تضمنت أنشطة فنية وتفاعلية هدفت إلى تنمية خيال الطفل وتعزيز مهاراته الفكرية.
وأكدت المدربة بسمة فريحات في ورشة «الأخلاق في عصر الذكاء الاصطناعي» على ضرورة تعليم الأطفال الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مبينة أن دورها يقتصر على المساعدة في التعلم لا تقديم الإجابات الجاهزة، ومحذّرة من أن الاعتماد المفرط عليها يُضعف التفكير الإبداعي، مع أهمية توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع والأعمال الخيرية.
كما قدّمت الكاتبة أنوار السلامي عبر منصة دار المحيط ورشة قراءة قصصية بعنوان «الكاجوجة وأم الدويس»، وهي من القصص الشعبية الإماراتية القديمة التي تُروى للأجيال بهدف غرس القيم الأخلاقية وتحذير الأطفال من بعض السلوكيات السلبية.
وضم البرنامج أيضاً ورشة «زهور الإمارات.. جمال وتراث» التي عرّفت الأطفال على النباتات المحلية وجماليات البيئة الإماراتية، إلى جانب جلسات سرد قصصي قدّمت محتوى متنوعاً وثرّياً يغرس القيم والمعرفة، وورش تلوين تفاعلية أطلقت طاقات الإبداع لدى الأطفال، بالإضافة إلى مسابقة “الكتاب المفقود” التي حفّزت مهارات البحث والتفكير بأسلوب ترفيهي وتعليمي ممتع.
وحظي المعرض منذ يومه الأول بتغطية إعلامية واسعة من مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية التي واكبت فعالياته وبرامجه المتنوعة، مسلطة الضوء على النجاح الكبير الذي حققه وما شكّله من منصة معرفية وتعليمية وترفيهية أسهمت في تعزيز ثقافة القراءة في أوساط النشء.
وعبّر زوار المعرض عن إعجابهم بالتنظيم المتميز وتنوع الفعاليات التي شجعت خيال الأطفال وإبداعهم، مثمنين اختيار دور نشر نوعية قدّمت كُتباً تجمع بين المعرفة والمتعة. وأكد أولياء الأمور والمعلمون أن المعرض أسهم في غرس القيم الإيجابية وتعزيز الهوية الوطنية، مشيرين إلى أن اختيار مدينة دبا لاستضافته كان قراراً موفقاً سهّل وصول الزوار إليه من مختلف مناطق الإمارة.
واختُتمت فعاليات المعرض وسط أجواء احتفالية مميزة، حافلة بالأنشطة الترفيهية والعروض الثقافية، وتوزيع جوائز تقديرية للجمهور والحضور، مع التأكيد على الاستمرار في تطوير نسخ مستقبلية أكثر تميزًا وشمولية، تُعزز من مكانة إمارة الفجيرة كوجهة ثقافية رائدة على صعيد دولة الإمارات والعالم، وتكرس دورها كبيئة حاضنة للإبداع والطفولة وعالم القراءة.