الفجيرة اليوم – اختتمت الفجيرة برنامج إقامة الفجيرة الفنية لفناني المنمنمات العرب، الذي نظمته مدرسة الخط والزخرفة بالفجيرة، بمشاركة 30 فنانًا عربيًا من مختلف الدول العربية، ضمن مبادرة تهدف إلى إحياء فن المنمنمات العربية وتعزيز حضوره في
المشهد الفني المعاصر.

وعلى مدار ثلاثة أسابيع متواصلة، خاض الفنانون المشاركون تجربة فنية ثرية شملت تدريبًا مكثفًا على يد نخبة من المدربين المتخصصين في فن المنمنمات، حيث تعرّفوا على مختلف المدارس الفنية، أبرزها المدرسة التركية والإيرانية والبغدادية، كما اطلعوا على مراجع تاريخية مهمة، من بينها كتاب الواسطي الذي اعتمد كمرجع أساسي ضمن المنهج التدريبي.

وتضمّن البرنامج دروسًا نظرية متقدمة في تقنيات التظليل والتحبير وبناء القصة البصرية داخل اللوحة المنمنمة، إلى جانب تدريبات عملية على استخدام أدوات احترافية عالية الجودة. وركّزت الإقامة منذ يومها الأول على دمج التقنيات الكلاسيكية المستوحاة من التراث الإسلامي مع الرؤى الفنية المعاصرة، ما أتاح للمشاركين صياغة أساليبهم الخاصة التي تعبّر عن هويتهم الثقافية وتضيف لمستهم الإبداعية.

وأشاد المدربون بالمستوى المتميز للفنانين المشاركين، مؤكدين أن تطور مهاراتهم فاق التوقعات، وأن البرنامج نجح في إعادة تسليط الضوء على فن المنمنمات، الذي انطلقت جذوره من المنطقة العربية قبل أن ينتشر عالميًا كأحد أبرز أشكال التعبير البصري في الفنون الإسلامية.

كما تميّزت الإقامة بتنوّع ثقافي واسع جمع فنانين من مختلف الدول العربية في بيئة إبداعية واحدة، أتاحت تبادل الخبرات الفنية ووجهات النظر الجمالية، ما أسهم في إثراء الحوار الفني العربي وتعزيز روح التعاون والإلهام.

وأكدت مدرسة الخط والزخرفة بالفجيرة أن نجاح إقامة هذا البرنامج يعكس جهودها المستمرة في نشر الفنون الإسلامية وإحياء تقاليدها الأصيلة من خلال برامج استثنائية ومبادرات فنية متخصصة تسهم في تمكين الفنانين الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم للتطور والإبداع.

وبهذا الختام، رسّخت إمارة الفجيرة مكانتها منصةً ثقافية رائدة في احتضان الفن الإسلامي، ووجهةً ملهمة تستقطب الفنانين العرب المبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي لإحياء هذا الفن الراقي وتطويره بروح معاصرة تربط بين الأصالة والحداثة.