تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 خلال الفترة من 23 مايو/أيار وإلى 29 مايو/أيار في مركز أبوظبي الوطني للمعارض أدنيك بمشاركة 80 دولة و 1130 دار نشر و450 فعالية وبحضور لافت لمجموعة بارزة من أهم الشخصيات الثقافية والأدبية الحائزة جوائز عالمية مرموقة، تحت شعار: «إلهام، إبداع، إثراء».

الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، قال في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس، في المجمّع الثقافي في أبوظبي: «شهد المجمع قبل ثلاثة عقود انطلاق أولى دورات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، برؤية حكيمة من قائد استثنائي، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، – طيّب الله ثراه – الذي أراد لهذا الحدث أن يكون منطلقاً للمسيرة الحضارية والتنموية الشاملة في الدولة؛ حيث آمن بأن بناء الأمم والحضارات ينبع من تأسيس الإنسان على العلم والمعرفة، وتدعيم معارفه وخبراته بالكثير من المضامين التي تقود نحو إيجاد جيل قادر على مواصلة العطاء وقيادة الوطن نحو آفاق واسعة من التطور والازدهار».

أضاف ابن تميم: «على امتداد أكثر من ثلاثين عاماً، حقّق المعرض مكانة مرموقة بين المحافل الثقافية والمعرفية الكبرى على مستوى المنطقة، وفتح المجال أمام العالم ليتعرّف إلى ثقافتنا وحضارتنا العربية والإماراتية، فاستضاف نخبة الأدباء والمثقفين والمبدعين من شتى الدول، واستطاع أن يؤسس لمرحلة متقدمة من الحراك الثقافي العميق حتى بات منصّة حوار وتلاقٍ بين مختلف الثقافات والشعوب، واليوم ونحن نقف على أعتاب دورة جديدة من الحدث، وبفضل رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نؤكد من جديد التزامنا في مركز أبوظبي للغة العربية على بذل مختلف الجهود التي تصب في مصلحة الارتقاء بالمعرض ومكانته، وإبقاء اللغة العربية هي العنوان الأبرز الذي ينطلق منه في حواره مع العالم، خاصة أننا نلتقي اليوم بعد أن تجاوزنا جائحة ألقت بظلالها على العمل الثقافي ليس محلياً وإقليمياً وحسب؛ بل عالمياً، وترافق معها سيل من الإغلاقات التي طالت مختلف المعارض الدولية المعنية بالكتاب والنشر».

وقال ابن تميم: «لهذا ننطلق في دورة هذا العام التي تحمل شعار «إلهام، إبداع، إثراء»، بروح متجددة يملؤها التفاؤل والطموح لدعم صناعة الكتاب وحراك النشر الذي نعتبره حجر الزاوية للواقع الثقافي برمّته؛ حيث سنعقد ولأول مرة في تاريخ المعرض المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، الذي سيعزّز من الجهود والمشاريع المتعلّقة بالنشر على مختلف الصعد، بما يُبقي الكتاب ضمن حيّزه الأصيل، ومكانته الأساسية كرافد ضروري لمسيرة البناء المجتمعية، ومن جانب آخر، تشاركنا مع أشقائنا في منطقة الخليج العربي تطلعات وطموحات مستقبلية لصناعة الكتاب والمعارض المتخصصة، لذا تستضيف دورة هذا العام من المعرض الاجتماع التاسع عشر لمديري معارض الكتب العرب، لمناقشة جملة من القضايا التي تخدم الارتقاء والنهوض بمعارض الكتب العربية، وتعزيز دورها في رعاية قطاع النشر والعاملين فيه، والدفع باتجاه تكريس حضورها كمنصات أساسية لإثراء فكر ومعارف مختلف أفراد المجتمع».

فعاليات متكاملة

تابع ابن تميم: «لقد أعددنا لهذا العام أجندة متكاملة من الفعاليات والأحداث التي تليق بمكانة المعرض، حشدنا حولها نخبة من أبرز الأدباء والمفكرين العرب والأجانب، وأصوات لامعة استطاعت بإبداعاتها أن تترك أثراً مهماً في الثقافة الإنسانية بوجه عام، كما حرصنا على أن نعرّف الأجيال الجديدة بكنوز ثقافتنا العربية وأصالتها؛ إذ نحتفي هذا العام بقامة أدبية سجّلت على مدى سنوات طويلة منجزات أصيلة شكّلت منعطفاً في تاريخ العمل الثقافي العربي وهو عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، لتكون فرصة مثالية أمام الأجيال الجديدة للتعرّف إلى هذه العلامة الفارقة في تاريخنا الثقافي والأدبي، ولأننا ندرك بأن العمل الثقافي لا يمكن أن يرتقي ويتطور ضمن إطار العمل المنفرد، واصلنا تدعيم شراكاتنا الفاعلة مع مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية المرموقة على المستويين العربي والعالمي؛ حيث نتشارك في دورة هذا العام ألق الثقافة وكنوز الإبداع الذي تملكه جمهورية ألمانيا الاتحادية التي تربطها مع دولة الإمارات العديد من روابط التعاون الوثيقة في مختلف المجالات».

سعيد حمدان المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، قال: «من جديد يجمعنا المعرض، هذا الصرح الثقافي الذي بات اليوم شعاعاً حضارياً يروي للعالم تجربة الثقافة العربية والإماراتية، صرح ترافق مع نهضة دولة الإمارات فكان الكتاب حاضراً في مختلف تفاصيل الحياة، رافداً وداعماً لمسيرة بناء أسسها رجال آمنوا بأن الثقافة فعل أصيل، ولغة حوارٍ مع مختلف الأمم والحضارات».

ولفت حمدان إلى أن مركز أبوظبي للغة العربية أعد برنامجاً ثقافياً حافلاً وأجندة فعاليات ذات زخمٍ كبير، تتناسب مع مكانة وأهمية المعرض على الساحتين العربية والعالمية، في تنوع متوازن يدمج ما بين الثقافة والإبداع والفنون، ويسلط الضوء على مدى التكامل الذي يربط إمارة أبوظبي ثقافياً مع كبرى الدول والعواصم الثقافية حول العالم، فحرصنا على أن نفتح المجال بشكل أكبر أمام الأجيال الشابة ليكون لها دور مهم وفاعل في الحِراك الثقافي؛ حيث تم تخصيص مجموعة من الفعاليات والأنشطة لهم والتي تجمع ما بين المعرفة والأدب والفكر، والفنون البصرية والإبداعات الحديثة إسهاماً في تعزيز معارفهم وفكرهم نحو اكتشاف الجمال في أبسط الأشياء، وفي الوقت ذاته عزّزنا من روابط التعاون التي تجمعنا مع مختلف شركائنا الاستراتيجيين من جهات ومؤسسات ثقافية محلية وعربية ودولية؛ حيث سنقوم ومن خلال شراكتنا مع «معهد غوته» المرموق بتعريف الجمهور المحلي والعربي على مجموعة كبيرة من الإبداعات الألمانية التي تحل ضيف شرف على المعرض هذا العام، سنقرأ شعر يوهان غوته بالعربية وسيقرأون شعر بدر شاكر السياب بالألمانية، وسنتعرّف إلى نخبة من الأفلام السينمائية المستوحاة من الكتب التي تروي حكايات ما بين السطور.

شراكة

أوضح سعيد حمدان أنه من خلال الشراكة مع متحف اللوفر أبوظبي، سيفتح المتحف أبوابه لزوّار المعرض وعشّاق الثقافة والكتاب، لحضور مجموعة من الندوات والجلسات الحوارية الثرية التي تجمع نخبة من أبرز الضيوف، في الوقت ذاته لن تكون الفنون والإبداعات البصرية بعيدة عما سنقدمه هذا العام؛ حيث سيعرّف المعرض بفنون «المانغا اليابانية» وهي واحدة من أشهر الفنون وإحدى أنجح التجارب المتعلّقة بالقصص المصورة، وسوف يكتشف الشباب وعشّاق هذا النوع من الفنون الكثير من الجماليات ضمن جناح مخصص يحاكي تجربتهم.

منارة علم

أشار سعيد حمدان، إلى حرص المعرض على أن يبقى منارة علم ومعرفة وإبداع، ومظلة تحشد حولها نخبة من المبدعين والمبدعات من مختلف المجالات والحقول؛ حيث تستضيف الدورة لهذا العام نخبة من أبرز الأدباء والمفكرين العرب والأجانب من حملة أرفع الجوائز العالمية الذين سيشاركون الجمهور أكثر من 450 فعالية ثقافية متنوّعة، إلى جانب حضور أكثر من 1000 ناشر عربي وأجنبي، ليلتقوا ويتحاوروا ويُبادلوا الخبرات بما يخدم قطاع النشر وصناعة الكتاب ويرتقي به، ناهيك عن مجموعة واسعة من الفعاليات الموجهة للطفل والتي تم اختيارها بعناية لتناسب وعي ومعرفة أجيال المستقبل وتطلعاتهم.

الخليج