يكثر الحديث يومياً عن مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها، عبر احتلالها حيزاً حيوياً في التركيبة العامة لشخصية الأفراد في المجتمع. تُعد الإمارات من أوائل الدول استثماراً للتكنولوجيا، وليست بعيدة عن هذه القنوات الإلكترونية، الصانعة لتواصل افتراضي أقرب ما يكون إلى الحقيقة.

دراسة علمية ملفتة أعدتها طالبة الماجستير، حصة حارب حول المقاربة الفكرية لما حصل في الآونة الأخيرة من التحول الملحوظ إلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”من قبل الإماراتيات، والتي توصلت عبرها إلى أن ما يقارب 77% من الإماراتيات تحولن من استخدام موقع ” الفيسبوك” إلى “التويتر”.

وأن 91% من العينة المستخدمة في الدراسة: طالبات وعاملات وربات منزل يستخدمن (التويتر) بشكل يومي. ويهدف البحث إلى تقديم خدمة معرفية تنصب حول بيان مدى تفاعل النساء في الإمارات مع هذا الموقع وإمكانية استثماره في التنمية الفكرية.

استثمار التواصل

السؤال الأهم يُطرح حول علاقة حصة حارب بـ “التويتر” مما شكل لديها دافعاً لعمل الدراسة العلمية، فأجابتنا: إنها مدمنة على البحث في موقع “تويتر”، وفعلياً لا تمر 20 دقيقة دون أن تبحث في تفاصيل جديدة، يتم إضافتها.

وتحرص أن تكون العلاقة جادة ومثمرة، من خلال الهدف الرئيسي الذي سعت إلى تحقيقه عبر الدراسة وهو تقديم طرح مختلف عن المرأة وتفاعلها مع مواقع التواصل الاجتماعي. وترى حارب أن ما يميز الدراسة أنها تقدم فكراً ذي أبعاد مجتمعية تتفاعل مع مؤسسات مجتمعية متخصصة. إضافة إلى أهمية فهم التوجهات الإلكترونية المختلفة في تقدم فهم لبعدها بين الناس بمختلف فئاتهم.

تحليل

حارب عبر بحثها العلمي الذي استخدمت فيه متابعة لـ 87 مستخدماً للتويتر 65 نساء و22 رجال بين عمر 19 – 30 سنة، وتوزيع منظم لاستطلاع رأي ميداني في مختلف الجامعات والمراكز التجارية. توصلت عبره إلى أن 60% من النساء يستخدمن “التويتر” أكثر من مرة في اليوم.

مشيره إلى أن تحليل النتيجة يأتي في بيان المساحة الحرة وانطلاق المرأة الإماراتية في التعبير عن رأيها وإحساسها بأن صوتها مسموع عبر متابعة مستخدمي الموقع والموضوعات المطروحة. إضافة إلى تحولهن النوعي إلى “التويتر” بعد “الفيسبوك” بنسبة 77%، مؤكدة أن السبب يرجع إلى الخصوصية التي يمتاز بها تويتر، والجدية في تناول القضايا، وسهولة الاستخدام، وشعبيته في الإمارات، مع التأكيد على أن الغربيين يفضلون استخدام الفيسبوك.

تسويق محلي

وعن طبيعة تناول المواضيع المطروحة من قبل النساء في “تويتر”، أشارت حارب أن حوالي 54% ذهبت إلى وضع المستخدمين لأجنداتهم اليومية، أما 26% من المستخدمات فيضعن أفكارهن الشخصية. وأن ما يقارب 79% من عينة النساء لا يضعن صورهن الحقيقية، بسبب طبيعة تقاليد المجتمع الإماراتي بالدرجة الأولى، وأمان الخصوصية أفضل من الإنترنت.

ومن جهة أخرى، تؤمن حارب أن مسألة استخدام التويتر في الإمارات لم يتوقف على كونه مساحة حرة فقط، بل نافذة كبيرة لمعرفة الأحداث والأخبار النوعية المحلية، بالإضافة إلى مقدرته في خلق شبكة تسويق تجارية محلية للمشاريع الصغيرة، بقولها: “لدي مشروعي الخاص وهو تصميم لبطاقات المعايدة، ساهم تويتر في تعريف الناس به، مما جعلني أثق بقدرة تويتر على التواصل بشكل كبير في الإمارات تحديداً”.

– عن البيان