تشارك دولة الإمارات بوفد برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي تستضيفه دولة الكويت غداً بحضور وفود من 69 دولة.
ويضم الوفد معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي عبيد بن حميد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة.
وتستضيف دولة الكويت اليوم المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أمس أن المجتمع الدولي يعول على جمع نحو 6,5 مليار دولار خلال المؤتمر. وقبل يوم من مؤتمر المانحين أعلنت المنظمات الدولية غير الحكومية المانحة للشعب السوري اليوم تعهدها بتقديم نحو 400 مليون دولار أميركي لدعم اللاجئين السوريين الذين يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية من جراء الأزمة التي تمر بها بلادهم.
وتعهدت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي مقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار، بينما تعهدت المنظمات الأخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي. وقالت الهيئة في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن هذه الأموال ستذهب إلى السوريين اللاجئين إلى خارج الأراضي السورية. وقالت المفوضة الأوروبية المسؤولة عن المساعدة الإنسانية كريستالينا جورجيفا، إن المنظومة الصارمة للعقوبات الأوروبية على سوريا منذ 2011، تم تخفيفها مؤخراً لإفساح المجال أمام استيراد الأدوية، وتم أيضاً تعديل تجميد التحويلات المصرفية لتسهيل شراء مواد غذائية. وطالبت المجموعة الدولية «بما فيها روسيا وإيران» أبرز داعمين لدمشق «الاتحاد لممارسة ضغط على الأطراف لإتاحة وصول المساعدة إلى المناطق المدمرة»، وخصوصا حلب.
وفي شأن متصل أعلن الاتحاد الأوروبي أمس عزمه زيادة مساعدته الإنسانية لضحايا النزاع السوري إلى 165 مليون يورو، معرباً عن أسفه لاستمرار النظام السوري وبعض المجموعات المتطرفة في منع الوصول إلى المناطق المدمرة. وقالت جورجيفا «نلاحظ أن الوضع مستمر في التدهور، لم يحصل أي تحسن سواء بالنسبة إلى السوريين في الداخل أو بالنسبة إلى اللاجئين في البلدان المجاورة». ودعت الأعضاء الآخرين في المجموعة الدولية، إلى الاقتداء بالاتحاد الأوروبي الذي قدم ما يفوق الملياري يورو منذ بداية النزاع.
وأوضحت أن دول الاتحاد الأوروبي ستثبت في مؤتمر الكويت «سخاءها أيضاً» على الصعيد الفردي. ويعقد مؤتمر المانحين الدولي الثاني في الكويت من أجل سوريا اليوم الأربعاء، بهدف جمع 6,5 مليار دولار لصالح أكثر من 13,4 مليون سوري يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة في سوريا أو في الدول المجاورة. وتعهدت منظمات غير حكومية أمس بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في إغاثة السوريين المتضررين جراء النزاع حسبما أفاد مشاركون في اجتماع لهذه المنظمات في الكويت عشية المؤتمر.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي وبلسان المتحدثة باسمه في جنيف اليزابيث بيرس أمس، حاجته إلى تمويل يصل إلى ملياري دولار من أجل إطعام أكثر من 7 ملايين سوري خلال عام 2014 بينهم أكثر من أربعة ملايين في الداخل السوري وحوالي 3 ملايين لجأوا إلى الدول المجاورة.
وقالت المتحدثة في مؤتمر صحفي إن فريق البرنامج على الأرض مع الشركاء تمكنوا من تحقيق رقم غير مسبوق في إيصال المساعدات الغذائية إلى أكبر عدد من المحتاجين في سوريا، حيث بلغ عدد من تلقوا تلك المساعدات في شهر ديسمبر الماضي حوالي 3,8 مليون شخص، في ذات الوقت الذي استطاع البرنامج داخل سوريا أن يزيد من قدراته اللوجيستية ليتمكن من إطعام حوالي 4 ملايين وربع المليون مدني سوري خلال شهر يناير الجاري.
وأشارت إلى قلق المنظمة بشأن أوضاع أكثر من 6 ملايين ونصف المليون شخص داخل سوريا قد يواجهون فى الفترة المقبلة انعداما حادا للأمن الغذائي وبما سيحتاجون معه إلى مساعدات غذائية خارجية من أجل البقاء على قيد الحياة. ولفتت إلى أنه وللشهر الثاني على التوالي أدى العنف والأوضاع الأمنية على الطرق، في عدم تمكن فرق البرنامج من إيصال المساعدات إلى دير الزور والرقة ومناطق المحافظات الشمالية الشرقية في سوريا.
من جهة أخرى قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورار في بيان إثر زيارة دامت ثلاثة أيام إلى سوريا، إن «غالبية السكان متضررون جراء النزاع»، معتبرا أن الوضع الإنساني بات «كارثياً». وأشار إلى أنه «قلق بشدة من واقع أن غالبية الشعب متأثر بشكل مباشر أو غير مباشر من دوامة العنف والقيود على المساعدات الإنسانية»، محذراً من نقص الغذاء والأدوية لا سيما في المناطق المحاصرة.
وأضاف أنه حث المسؤولين السوريين على الإتاحة بشكل واسع للسكان للحصول على مساعدات إنسانية عاجلة. ونوه «ببيانات المسؤولين التي تعد بإتاحة مرور كميات إضافية من المساعدات، كالطبية لكل الأشخاص المتضريين من النزاع». وقال «مع تزايد وتيرة العنف وارتفاع الحاجات لا سيما في المناطق المحاصرة، يجب اتخاذ إجراءات عملية للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بتوفير المساعدات المطلوبة» ودخولها.
ومن المناطق الأكثر تضرراً مخيم اليرموك الذي تحاصره القوات النظامية منذ أشهر، وقضى فيه 41 شخصا خلال الأشهر الثلاثة الماضية جراء نقص الغذاء والدواء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت قافلة مساعدات فشلت أمس في دخول المخيم إثر تعرضها لإطلاق نار كثيف. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينة في سوريا السفير أنور عبدالهادي إن «قافلة المساعدات الإنسانية تعرضت لإطلاق نار كثيف لدى اقترابها من مخيم اليرموك».
وذكر ممثل «الجهاد الإسلامي» في دمشق أبومجاهد أن القافلة عادت أدراجها «بعد تعرضها لهجوم بالقذائف والرشاشات الثقيلة والخفيفة في منطقة الحجر الأسود» الواقعة على حدود المخيم. وأفاد المرصد عن مقتل «طفل ورجل وفتى إثر إطلاق نار من قناص في أول شارع لوبية بمخيم اليرموك». وأشار أبو مجاهد إلى أنها «المحاولة السادسة لإدخال المساعدات دون جدوى منذ فرض الحصار على المخيم» في أغسطس الماضي.
من جهة أخرى علقت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في محافظة الرقة التي تشهد منذ أيام معارك ضارية بين «داعش» والمعارضة السورية. ودانت المنظمتان «بشدة إعاقة هذه الحملة في الرقة بسبب المعارك العنيفة بين مجموعات من المقاتلين». وشددت المنظمتان على أن «شلل الأطفال يمثل خطرا كبيرا على أطفال سوريا والمنطقة، لأنه يمكن أن يؤدي إلى إعاقة دائمة، ولهؤلاء الحق في الحماية ضد هذا المرض».
وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا من دمشق «لم نستطع الوصول إلى بلدة الرقة في هذه المرحلة الثانية من التطعيم، لا يمكن الوصول لنحو 100 ألف طفل تقريباً في البلدة وضواحيها». وتأكدت إصابة 17 طفلا في سوريا بالمرض في أكتوبر في أول انتشار للفيروس المعدي منذ عام 1999. وأطلقت حملة في جميع أنحاء البلاد في نوفمبر لتطعيم نحو مليوني طفل سوري ممن هم دون الخامسة شهرياً حتى مايو.

تخصيص 542 مليون دولار لإغاثة لاجئي سوريا بالعراق

بغداد (وام)- أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن تخصيص 542 مليون دولار لإغاثة اللاجئين السوريين في العراق. وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي عقده أمس في أربيل التي وصلها صباحا أن الأمم المتحدة قررت تخصيص مبلغ 542 مليون دولار لإغاثة اللاجئين السوريين في العراق، مؤكدا اعتزامه التوجه إلى الكويت اليوم لبحث شؤون اللاجئين وترتيبات مؤتمر جنيف-2 حول سوريا. ووصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مدينة أربيل للاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين المتواجدين في إقليم كردستان حيث كان في استقباله رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني.

الاتحاد