أغلقت صناديق الاقتراع مساء أمس في اليوم الثاني والأخير للاستفتاء على الدستور المصري الجديد، الذي تميز بإقبال كبير من قبل الناخبين الذين أضفوا «أجواء احتفالية» خلال انتظارهم في صفوف ممتدة لمسافات طويلة من أجل الإدلاء بأصواتهم .
وفور انتهاء عملية الاقتراع بدأ القضاة، رؤساء اللجان الفرعية، عملية الفرز تمهيداً لرفعها إلى اللجان العامة التي ستبلغها إلى اللجنة العليا للانتخابات تمهيداً لإعلان النتيجة الرسمية يوم «السبت».
وكان يوم أمس قد شهد إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين وإن كان بصورة أقل قليلاً في بعض اللجان مما شهده يوم أول أمس. وقررت «العليا للانتخابات» إضافة 10 لجان جديدة للوافدين في عدد من المحافظات نتيجة لكثافة إعداد الوافدين، ليصل إجمالي عدد اللجان الإضافية خلال يومي الاستفتاء 29 لجنة.
وتوقع المتحدث باسم اللجنة العليا المستشار هشام مختار إعلان النتائج النهائية يوم «السبت» بعد ضم أصوات المصريين بالخارج التي تسلمتها اللجنة أمس.
من جانبه، أكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أن الشعب المصري انتهز فرصة الاستفتاء على الدستور ليثبت للعالم أجمع بأن مصر عادت إلى أهلها.
وقال إن اليوم الأول من الاستفتاء كان مذهلاً في النجاح، مضيفاً أن الشعب المصري كان يؤدي واجبه الانتخابي بشعور المشارك في عرس حقيقي، وذلك يدل على أن المصريين متفائلون بمستقبلهم.
وأضاف أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة مشاركة السيدات في اليوم الأول من الاستفتاء تصل إلى 55 في المئة والرجال 45 في المئة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الدولة بأجهزتها كافة سعت لتسهيل عملية التصويت على الناخبين.
وقال إن ظاهرة انتخاب الوافدين وإقبالهم على الاستفتاء كانت ملحوظة وغير متوقعه بتلك الأعداد الكبيرة، مشيراً إلى قيام الحكومة بمعرفة المعوقات التي ظهرت خلال عملية الاستفتاء والعمل على حلها في مراحل مقبلة.
وأوضح أن ظاهرة تواجد كبار السن والنساء خاصة وإصرارهم على المشاركة تدعو للاهتمام، مشيداً بالوجود الكثيف لهم في عملية الاستفتاء.
وتابع الببلاوي من خلال غرفة العمليات بمجلس الوزراء سير العملية الانتخابية مع جميع المحافظين ومعرفة المعوقات الموجودة ومدى مشاركة المواطنين وإقبالهم على الاستفتاء.
وفي الإسكندرية، قال المحافظ اللواء طارق مهدي أنه تم فتح لجنتين إضافيتين للوافدين، مشيراً إلى أن الأعداد مرتفعه جدا وخاصة في منطقة سموحة التي شهدت إقبالاً يفوق 20 ألف مواطن في اللجنة.
وبين أن أعداد الوافدين كانت مفاجأة للجميع، فضلاً عن الحضور المكثف للمسنين و ذوي الاحتياجات الخاصة كان لديهم إصرار على المشاركة.
وفي الإطار نفسه، أشاد اللواء احمد القصاص محافظ الأقصر بظاهرة تواجد كبار المسنين والشباب واصطحاب الأطفال، مشيراً إلى أن تصويت الشباب كان لافتاً، وطالب بإعادة تخطيط لجان الوافدين للتسهيل على المواطنين.
وفي الشرقية قالت مصادر مسؤولة، إن نسبة التصويت في مدينة العاشر قاربت عن 65 في المئة وأن المتوسط العام في المحافظة بلغ نحو 40 في المئة، فيما أكدت مصادر أمنية في سوهاج أن القلق الذي شهدته المحافظة أمس الأول بإطلاق الإخوان النيران على المواطنين ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين لم يؤثر على كثافة المشاركين في الاستفتاء أمس.
وفي شمال سيناء، قالت مصادر مسؤولة بالمحافظة أن العملية الانتخابية سارت في هدوء وسط إقبال كثيف على اللجان والحالة الأمنية مستقرة.
وفي البحيرة قال المحافظ أن نسبة الإقبال امس الأول تراوحت ما بين 33 إلى 37 في المئة، مشيراً إلى أن نسبة المشاركين في لجان الوافدين كانت مرتفعة جدا، وتم زيادة عدد لجان الوافدين.
وفي بني سويف، أوضح المحافظ أن الأوضاع مطمئنة وبمثابة عرس تاريخي وأنه تمت السيطرة على جميع المراكز التي حدث بها شغب أمس الأول.
ووجه الأزهر الشكر للشعب المصري على خروجه المشرف للاستفتاء على مشروع الدستور مشيدا بعراقة وإصالة شعب مصر الذي استرد صحوته وقدرته على مواجهة تحدياته.
وأكد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن الأجهزة الأمنية كثفت أمس الإجراءات الأمنية ببعض لجان ومقار الاستفتاء على الدستور التي شهدت بعض أعمال عنف من قبل تنظيم الإخوان الإرهابي أمس الأول.
وأضاف خلال تفقده لبعض اللجان ومقار التصويت بمنطقة مصر الجديدة – أن جميع اللجان ومقار الاستفتاء مؤمنة من قبل قوات الشرطة والقوات المسلحة، مشدداً على استعداد رجال الشرطة للتضحية بالغالي والنفيس من أجل أداء رسالتهم السامة في حفظ أمن المواطن ومقدرات الوطن.
وتفقد الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة سير العملية الانتخابية بعدد من اللجان بمحافظات السويس وأسيوط والبحر الأحمر والاطمئنان على الاستعدادات الأمنية والتيسيرات المقدمة للمواطنين في محيط اللجان.
وخلال تفقده عدداً من اللجان، استمع الفريق صدقي إلى عدد من المواطنين والقائمين على لجان الاستفتاء عن سير العمل والتدابير والإجراءات التي تم إعدادها لاستقبال المواطنين للإدلاء بأصواتهم على مدار اليومين.
وأعرب المستشار الإعلامي للرئيس المصري أحمد المسلماني عن اعتقاده بأن الأجواء الاحتفالية المواكبة للاستفتاء على مشروع الدستور تؤكد إصرار المصريين على عودة لياقتهم النفسية العالية وروحهم الإنسانية الجاذبة. وقال «يمكن القول ببساطة، إن مصر 2014 تشهد ربيع البهجة وخريف الحزن».
وأضاف أن حالة الفرحة السائدة تتجاوز الاستحقاق السياسي إلى الرغبة الحقيقية في عودة «السعادة المفقودة» إلى بيوت المصريين.
وقامت الإدارة العامة لمرور القاهرة بإجراء التحويلات المرورية اللازمة لجميع المنافذ والطرق المؤدية لميدان التحرير، تمهيداً لإغلاقه أمام حركة المرور والمشاة كإجراء احترازي تزامنا مع انتهاء عملية الاستفتاء.
علي صعيد آخر ، لقن الناخبون بلجنة رقم 103 بمدرسة «صناديد» الثانوية التابعة لمركز طنطا بالغربية، موظفا من العاملين داخل اللجنة، علقة ساخنة، لقيامه بتوجيه الناخبين للتصويت بـ «لا» مستغلاً أميتهم والإشارة لعلامة «لا» على أنها نعم.
وكانت إحدى المسنات قد كشفت الواقعة عندما أكدت أنها قالت نعم للدستور، ووضعت رأيها بالخانة الحمراء، كما أشار عليها أحد الموظفين باللجنة الذي حددته، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين الذين تجمعوا حول الموظف ولقنوه علقة ساخنة، وقاموا بتسليمه لنقطة الشرطة التي حررت محضرا بالواقعة، وأخطرت به رئيس اللجنة لاتخاذ قرار ضده.
كما استبعد المستشار صلاح الدين عبدالحفيظ رئيس محكمة الزقازيق الابتدائية والمشرف العام على الاستفتاء بالشرقية 7 موظفين من المشاركين في أعمال اللجان لتوجيههم المواطنين للتصويت بـ «لا» لافتاً إلى أنه تم تسكين آخرين بدلاً منهم.

كيري يأمل في استفتاء «شفاف» وآشتون سعيدة

بسير العملية
الكويت (وكالات) – أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن الأمل في أن يكون الاستفتاء على الدستور في مصر،عملية «شفافة وخاضعة للمحاسبة».
وقال كيري للصحافيين في الكويت «أملنا هو أن تكون العملية شفافة وخاضعة للمحاسبة، وأن تعطي الثقة للناس بأنهم يسيرون على الطريق التي وعدوا بها، إلا أننا لا نعرف ذلك بعد».
ومن جانبها، أعربت كاثرين آشتون، المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن سعادتها بالاستفتاء على الدستور، وقالت في كلمة لها خلال مؤتمر صحفي عقدته في الكويت أمس، إن الاتحاد الأوروبي أرسل مراقبين يساعدون في ضمان سير عملية الاستفتاء.
وأضافت آشتون أن الاستفتاء جزء مهم من خريطة الطريق التي وضعت بعناية. وأضافت «زرت مصر مرات عديدة ومازالت. فنحن نرغب في رؤية هذا البلد، وهذا الشعب ينجحان، ويحصلان على المستقبل الذي يستحقانه».

العليا للانتخابات: لا لجنة تصويت خاصة لـ «مبارك»
القاهرة (الاتحاد) – أكد مصدر قضائي باللجنة العليا للانتخابات، أن اللجنة لم تتلق طلباً من الرئيس الأسبق حسني مبارك بتشكيل لجنة خاصة لتمكينه من الإدلاء بصوت في الاستفتاء في مقر إقامته بمستشفى المعادي العسكري.
وقال المصدر، إنه حتى لو تقدم «مبارك» بمثل هذا الطلب فلن يتم الموافقة عليه لمخالفة ذلك لقانون مباشرة الحقوق السياسية، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني حرمانه من التصويت. وتابع «من حق الرئيس الأسبق وقيادات الإخوان كافة المحبوسين احتياطياً بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي التصويت في الاستفتاء على الدستور طالما أنهم لم تصدر ضدهم أحكام في جنحة مخلة بالشرف والأمانة أو جناية».
وأوضح أنه في حال وجود رغبة لدى أحد السجناء احتياطياً للإدلاء بصوته في الاستفتاء فعليه النزول إلى لجان الاقتراع التي تقع في الدائرة الانتخابية التابع لها كبقية المواطنين للإدلاء بصوته، ثم العودة مرة أخرى إلى محبسه، بمعرفة إدارة السجن بعد موافقتها على ذلك، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يتم بمعرفة إدارة السجون بوزارة الداخلية، وليس للجنة العليا للانتخابات شأن فيه والأمر نفسه ينطبق على «مبارك».

الاتحاد