استطاعت مجموعة من الإماراتيات اقتحام قطاع الطاقة بقوة والعمل في الميدان، ليكون لهن دور كبير في رسم مستقبل الإمارات في مجال تحقيق الطاقة المستدامة والنظيفة.

فمن خلال عملهن كمهندسات في مجال الطاقة النووية والمتجددة، ومتخصصات في تقنيات دقيقة في مجال الصناعة، يعملن لساعات طويلة ويبتكرن مشاريع جديدة، ويقدمن حلولاً للتحديات، ويعملن بجهد كبير رداً للجميل لما قدمته الدولة والقيادة لهن من دعم وفرص.

التقت «الاتحاد»، عدداً من الإماراتيات المشاركات في مؤتمر الطاقة العالمي 2019.. وهو من أهم الأحداث المتخصصة في قطاع الطاقة على مستوى العالم.

أمل النعيمي، مواطنة تعمل مديرة التحسين المستمر في شركة “نواة” للطاقة المسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في أبوظبي، والتابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

تقول أمل: «بفضل الدعم المتواصل من قيادتنا للمرأة في جميع القطاعات، حصلنا في مجال الطاقة النووية على فرص كبيرة في المجال التقني والإداري، حيث انعكس ذلك على ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المؤسسة وفي محطة براكة، إذ سجلت نسبة مرتفعة في مجال الطاقة النووية».

وتؤكد أمل أن هذا المجال يضم حالياً عدداً كبيراً من المهندسات، حيث «قمنا في الفترة الأخيرة بتأهيل 22 مواطناً من مشغلي المفاعل بينهم إماراتيتان».

وحول مسيرتها المهنية، تقول النعيمي: «بدأت قبل نحو 10 سنوات في شركة نواة، حيث خضعت لبرامج تدريبية مكثفة لكسب المهارات الإدارية القيادية والتقنية. والآن، وصلت لهذا المنصب».

وتضيف: «عملي يتطلب الذهاب إلى المحطة بشكل أسبوعي، حيث كانت من أهم التحديات كيفية المواءمة بين حياتي العملية والشخصية، ونجحت في ذلك بفعل الدعم والثقة الممنوحة لنا كإماراتيات، في وقت أطمح أن أطور نفسي ومهاراتي في المجال التقني بشكل أكبر».

أما هند النقبي، فهي مدير تشغيل في شركة “نواة” للطاقة المسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية في أبوظبي. وتقول هند: «حصلت على ترخيص تشغيل المفاعل النووي في شهر يوليو الماضي، بعد جهد كبير من التدريبات المكثفة داخل وخارج الإمارات».

وتوضح: «تخصصت بهندسة الكهرباء من الجامعة، وعملت في مجال نقل وتوزيع الكهرباء قبل انضمامي لمجال الطاقة النووية، حيث أضاف لي العمل في هذا المجال الحيوي والحساس الكثير من الخبرة والتميز».

وتقول النقبي، إنها بدأت برنامج التدريب في 2011 حيث خضعت لبرنامج تدريبي في الولايات المتحدة للحصول على شهادة مماثلة لمدير تشغيل المفاعل، كبرنامج مصغر شبيه للبرنامج الكبير للتشغيل، ثم خضعنا في العام 2013 لدورات تدريبية نظرية وعملية في كوريا والولايات المتحدة الأميركية والإمارات وذلك في تشغيل المفاعلات النووية، كان الهدف منها إيجاد أفضل المتخصصين في تشغيل مفاعلات آمنة وسليمة ومواجهة أي تحديات.

وتضيف النقبي: «بعد الانتهاء من التدريب في العام 2016 كنا جزءاً من تجربة اختبارات المحطة في غرفة التحكم للتشغيل، وكانت تجربة صعبة ومميزة».

وتضيف: «بعد ذلك خضعنا لاختبار الهيئة الاتحادية للرقابة النووية ونجحنا، لنحصل في يوليو الماضي على الرخصة».

وتبين النقبي «أنا مقيمة حالياً في براكة، ومهمتي كمدير تشغيل مفاعل الإشراف على مشغلي المفاعل، وعملنا يتميز بصعوبته ودقته».

وتقول إنه مع الدعم والفرصة المتاحة لي أريد أن أعمل المستحيل لرد الجميل، حيث إن الفرصة التي أتيحت لي لا تقدر بثمن، وسأبذل جهدي للعمل والاستمرار في التدريب للمحافظة على الرخصة.

وفي شركة «حديد الإمارات»، استطاعت مريم المزروعي أن تقدم مهاراتها وابتكاراتها في مجال الطاقة المتجددة لتصبح اليوم مهندسة طاقة متجددة، وتقول المزروعي: «بعد أن تخصصت في الإدارة الصناعية في الجامعة، أعمل حالياً مهندسة في أول مشروع طاقة متجددة بالشركة، حيث انضممت إلى حديد الإمارات قبل نحو عامين».

وتقول: «منذ صغري، أحب الابتكار فتخصصت بالإدارة الصناعية، والتي دعمتني في البحث والتطوير وتوسيع مجالي ليشمل إدارة البيئة والطاقة المتجددة، وأرغب في تطوير دراساتي وابتكاراتي في مجال طاقة الرياح مستقبلاً».

أما فاطمة المنصوري، وهي فني أول إلكترونيات دقيقة في شركة حديد الإمارات والتي كان لديها دور في دراسات وحلول مجال الطاقة البديلة، فتقول: «تخصصت بدرجة الدبلوم في أنظمة التحكم والبرمجة، وقررت أن أكمل مسيرتي في الصناعة، حيث بدأت منذ 7 سنوات في حديد الإمارات كفني، ثم تمت ترقيتي بعد سنتين إلى فني أول، وبعدها أكملت دراستي لأحصل على بكالوريوس في الهندسة الكهربائية».

وتوضح المنصوري، التي تعد أول إماراتية تعمل في حديد الإمارات في العمليات، «طبيعة عملي في الميدان على أرض المصنع، حيث أتأكد من انسيابية الإنتاجية وجودة المنتجات لتكون مطابقة للمعايير العالمية».

وتقول: «طموحي أن أحصل على منصب قيادي في الشركة على المدى البعيد، في حين أطمح على المدى القصير أن أكون مسؤولة عن نظام التحكم، حيث خلال دراستي توجهت إلى اليابان وتدربت في أكبر الشركات في مجال التحكم الصناعي، ما يؤكد الدعم الذي تحصل عليه المرأة الإماراتية في شتى المجالات».

أما فاطمة المرزوقي، مهندسة تخطيط في شركة «تبريد»، فتقول: «طبيعة عملي في محطات التبريد تتمثل في التخطيط ومتابعة عمل الأجهزة والفنيين والأنظمة والصيانة».

وتبين المرزوقي، التي تخصصت في الهندسة الإلكتروميكانيكية، «أشارك بشكل مستمر في الخطط المتعلقة بالمحافظة على البيئة وترشيد الطاقة والتقليل من التكاليف، إلى جانب إيجاد الحلول للتحديات أثناء العمل، حيث نجحنا في جعل أنظمة تبريد أكثر كفاءة وفاعلية».

وتشير المرزوقي: «أعمل بشكل مستمر على البحث والدراسة لمتابعة ما هو جديد في أنظمة التبريد».

وتقول: «أفتخر لكوني أول إماراتية أعمل في محطات التبريد، وعملت كالمرأة الإماراتية الوحيدة في المحطات طوال فترة عملي في تبريد منذ أقل من عام، إلى أن انضمت إماراتية أخرى مؤخراً».

الاتحاد