استقر توجه وزارة التربية والتعليم نحو ما استخلصه المشاركون في مختبر الإبداع وهو ضرورة توفير منصة إلكترونية تحوي المناهج التعليمية، حيث تسعى الوزارة إلى توفير صيغ إلكترونية للمناهج الدراسية من خلال التطبيقات والقنوات الإلكترونية الذكية، لتكون متاحة أمام جميع المتعلمين والمعلمين وأولياء الأمور، وتساهم في الوقت نفسه في حل مشكلة الدروس الخصوصية، وتدعم عملية التعلم الذاتي والتعلم عن بعد.
وفي هذا الاطار، نجحت وزارة التربية والتعليم في تحميل كافة المناهج الدراسية التابعة لمنهج وزارة التربية والتعليم على نظام Appstore، وقد أتاح ذلك إمكانية تصفح الكتب المدرسية عبر جهاز الآيباد (I-Pad)، وبتنسيق متكامل وتعاون مثمر بين إداراتها المعنية، ولاسيما نظم المعلومات التعليمية والمناهج.
كما نجحت في تحويل دروس الصفين الحادي عشر والثاني عشر إلى فيديو وفق أحدث التقنيات ضمن مشروع «دروسي» الذي أنجزته الوزارة مع مؤسسة اتصالات الإمارات «اتصالات» وعملاق البحث العالمي «غوغل».
وانتهت وزارة التربية والتعليم من تحديد مسارات التحول النوعي لمناهجها الدراسية، في طريقها إلى تنفيذ أحد أهم المبادرات التي توصل إليها المشاركون في مختبر الإبداع الحكومي الذي نظمته الوزارة مؤخراً، والخاصة بتوفير منصة إلكترونية متكاملة تحوي المناهج التعليمية، وذلك استناداً للتطوير الذي شهدته المناهج في السنوات الأخيرة.
وقالت الشيخة خلود القاسمي مديرة إدارة المناهج، وقائد فريق تنفيذ المبادرة، إن المناهج والمقررات الدراسية تمثل أولوية متقدمة لدى وزارة التربية، وأن الوزارة حرصت على إنجاز التطوير الشامل للمناهج، ولاسيما ما يتصل منها بالمقررات الأساسية المعززة للهوية الوطنية، وتلك التي تستهدف إعداد الأجيال لحياة أفضل.
وأشارت إلى أن الوزارة قطعت شوطاً مهماً على طريق تنمية مهارات الطالب، ليصبح مثالاً للطالب العصري بمفهومه الشامل، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تمكينه من مهارات التفكير، وأدوات التعبير عن نفسه، والانطلاق إلى آفاق المعرفة من خلال منهجية تستند إلى منظومة القيم التي يتسم بها مجتمع الإمارات، وتعتمد في الوقت نفسه على مجموعة من الأساليب العلمية التي تساعده على التنمية الذاتية وتعزيز قدرات البحث والاستكشاف لديه.
يأتي ذلك في ضوء تشخيص الواقع من قبل المشاركين في مختبر الوزارة. إذ رأوا أهمية تبني الوزارة لمثل هذه المبادرة، لأسباب عدة من بينها: ضرورة مواجهة الدروس الخصوصية، التي يدفع فيها أولياء الأمور مبالغ طائلة، الحاجة إلى توفير برامج مساعدة بديلة تحفز الطالب للاعتماد على نفسه في التعلم، أهمية تنوع مصادر التعلم واعتماد أساليب أكثر تطوراً في التدريس، حفظ الواجبات المهنية والأخلاقية للمعلمين، توفير كافة المناهج لجميع الصفوف بصورة إلكترونية تفاعلية عبر جميع القنوات الالكترونية والذكية.
وأكد المشاركون أنه ومع الوصول لمنصة إلكترونية ذكية متكاملة للمناهج الدراسية، ستتمكن الوزارة كذلك من توفير دروس معالجة ومصممة بصيغ إلكترونية سهلة وجاذبة، وقناة مرئية (يوتيوب) لدروس مشروحة، فضلاً عن تطبيقات ذكية خاصة بالمناهج التعليمية، وأن من شأن ذلك تحديد مجموعة من الأهداف منها: الحد من انتشار الدروس الخصوصية، وتهيئة الظروف الملائمة للتعلم الذاتي، وتنويع مصادر التعلم، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير أساليب التعلم والتعليم.
الاتحاد