أعلنت وزارة الري المصرية أن إثيوبيا رفضت مناقشة مقترح القاهرة بخصوص سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق نهر النيل وتخشى مصر من تأثيره على حصتها من مياه النهر.

إلا أن بياناً لوزارة الري، صدر في أعقاب جولة مفاوضات جديدة بين مصر والسودان وإثيوبيا اختتمت الاثنين في القاهرة، أوضح أنه تقرر رغم ذلك “عقد اجتماع عاجل للمجموعة العلمية المستقلة (من الدول الثلاث) في الخرطوم خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 3 أكتوبر لبحث المقترح المصري لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة وكذلك مقترحات أثيوبيا والسودان، على أن يعقبه مباشرة اجتماع لوزراء المياه بالدول الثلاث يومي 4 و5 أكتوبر لإقرار مواضع الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل”.

وبدأت جولة المفاوضات بين وزراء المياه في الدول الثلاث صباح الأحد وانتهت مساء الاثنين.

وقال بيان الوزارة إن اجتماع الوزراء واللجان الفنية “لم يتطرق إلى الجوانب الفنية واقتصر على مناقشة الجوانب الإجرائية (…) وذلك بسبب تمسك إثيوبيا برفض مناقشة الطرح الذي سبق وأن قدمته مصر للبلدين”.

كانت وكالة الأنباء الإثيوبية نقلت، على موقعها الإلكتروني نهاية الشهر الماضي، عن سيلشي بكلي وزير الري قوله إن الدراسة، التي أرسلتها مصر، “طلبت ملء الخزان على مدار سبع سنوات وغيرها من القضايا التشغيلية للسد عندما يبدأ في توليد الطاقة”.

وتسعى القاهرة، منذ سنوات، إلى حل الخلاف حول السد، الذي بدأت أعماله في 2012 بكلفة أربعة مليارات دولار، من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا. لكن، حتى الأن، لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وتعتمد مصر تماما على مياه النيل للشرب والري وتقول إن “لها حقوقا تاريخية” في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و1959 التي تعطيها 87% من مياه النيل وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع.

وتخشى القاهرة تأثير السد على منسوب النهر الذي تعتمد عليه بنسبة تتجاوز 95% لتأمين حاجاتها من المياه.

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية الأحد إن وزير الخارجية سامح شكري أعرب، خلال مباحثاته مع نظيرته الكينية مونيكا جوما، عن “عدم ارتياح مصر لطول أمد المفاوضات، فضلاً عن الشواغل المصرية ذات الصلة في هذا الشأن”.

ووقع قادة مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2015 اتفاق مبادئ يلزمهم التوصل إلى توافق من خلال التعاون فيما يتعلق بالسد.

واتفق السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد في يونيو 2018 على تبني “رؤية مشتركة” بين الدولتين حول سد النهضة تسمح لكل منهما بالتنمية “دون المساس بحقوق الطرف الآخر”.

وتهدف إثيوبيا من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، أي ما يوازي ست منشآت تعمل بالطاقة النووية.

الاتحاد